سلسلة من الأكاذيب أطلقتها القيادات الإسرائيلية منذ بدء العدوان على قطاع غزة ، تزامنت معها تصريحات عنترية كاشفة لحجم ما تعانيه الدولة العبرية من عجز عن تحقيق أي انتصار في المعركة التي تخوضها، وهو ما بدا أولًا بالتلويح باستخدام السلاح النووي، ودعوات التهجير، ليأتي وزير دفاع الاحتلال بأحدث حلقات العنترية الإسرائيلية عندما تحدث أن الهدف التالى.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، إن العملية البرية من أعقد العمليات في تاريخ الحروب، وأن الهدف القادم هو رفح ، مضيفا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل بكثافة ودقة كبيرتين، مع تقدم العمليات البرية وتحقيق أهدافها.
وتتواصل الجهود الدولية بقيادة مصر من أجل التوصل إلى هدنة مستدامة في قطاع غزة، بهدف وقف العمليات العسكرية وتحقيق الاستقرار في المنطقة المضطربة، التي تعاني من تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية بشكل متزايد.
منذ بداية التصعيد الأخير في العنف بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، قامت مصر بجهود مضنية للوساطة والتواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة تحقق المصالح المشتركة وتحافظ على حقوق الفلسطينيين وتأمين الاستقرار الإقليمي.
وتتزايد الضغوطات على مصر والأطراف المعنية للتدخل الفوري من أجل وقف العمليات العسكرية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يعيش في ظل ظروف إنسانية كارثية تتفاقم يوما بعد يوم.
وأكد مصدر مصري رفيع المستوى، أنه لم تتم مناقشة أي ترتيبات مع الجانب الإسرائيلي، بشأن محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، وغير مقبول أي تحركات من جانب تل أبيب.
كما اعتبرت القاهرة الخطط الإسرائيلية لاحتلال المحور بمثابة "خطا أحمر" يضاف إلى الخط الأحمر الذي يحذر برفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كشفت في تقريرا عن مسؤولين عسكريين وأمنيين إسرائيليين يشيرون إلى أن مصدر السلاح الذي بحوزة حماس جاء من القواعد العسكرية الإسرائيلية، حيث قالت إنه لسنوات أشار المحللون إلى استخدام حماس التي تصنفها واشنطن منظمة "إرهابية"، للأنفاق لتهريب الأسلحة هربا من الحصار، لكن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة تظهر مدى قدرة حماس على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التي لم تنفجر التي أطلقتها إسرائيل على غزة"، وفقا لخبراء أسلحة ومسؤولى استخبارات إسرائيليين وغربيين، وتسلح حماس أيضا عناصرها "بأسلحة مسروقة من القواعد العسكرية الإسرائيلية"، وفق التقرير.
بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الجهود الدولية، إلا أن مصر تظل على الإصرار على دورها الرائد في التوسط لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وقد اجتمعت الأطراف المعنية في عدة جلسات واجتماعات لبحث سبل تحقيق هدنة مستدامة ووقف العمليات العسكرية.
يجب أن تتحمل الأطراف المعنية مسؤولياتها الإنسانية الدولية، والتعاون بجدية من أجل وقف العنف وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. إن الحل الدائم للنزاعات في الشرق الأوسط يكمن في الحوار والتفاهم المشترك، وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية للشعب الفلسطيني.
وباعتبار مصر دولة رئيسية في المنطقة، فإن دورها لا يقتصر فقط على التوسط بين الأطراف المتنازعة، بل يشمل أيضًا تقديم الدعم الإنساني والمساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني للتخفيف من معاناتهم الإنسانية والمعيشية اليومية.
بهذا السياق، يبقى التزام المجتمع الدولي بدعم مصر والأطراف المعنية في جهودهم لتحقيق الهدنة المستدامة في قطاع غزة وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، أمرًا حيويًا للحد من المعاناة الإنسانية والحفاظ على الأمن والسلام الإقليميين.
ومحور فيلادلفيا الذى يشكل شريطا عازلا بين مصر والقطاع، ويبلغ طوله نحو 14 كيلومترا، وعرضه بضع مئات من الأمتار، وقد أنشئ عليه معبر رفح البرى، ويفصل بين الأراضى الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، ويمثل منطقة استراتيجية أمنية خاضعة لاتفاقية ثنائية مصرية إسرائيلية.
وسبق وأن أكدت مصر على رفضها إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو حتى تقليص مساحته، ولدى القاهرة قناعة تامة بأن الشعب الفلسطينى هو الوحيد المعنى بتحديد شكل المستقبل للقضية الفلسطينية والوضع فى غزة.
وفي ظل التصعيد العسكري الذي يشهده النزاع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، تواجه المنطقة برمتها خطراً كبيراً يهدد بتفاقم كارثة إنسانية مدمرة، ما لم يتم التراجع عن العمليات العسكرية الوحشية ضد المدنيين العزل وتحقيق التسوية السلمية، وإسرائيل يتوجب عليها تحمل مسؤولياتها الإنسانية والدولية والتصرف بحكمة وعقلانية لوقف المزيد من الدمار والمعاناة، العمليات العسكرية الوحشية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية تعتبر خرقاً صارخاً للقانون الدولي وتنتهك حقوق الإنسان الأساسية.
ووفق أراء خبراء فإن، الحل لا يكمن في المزيد من العمليات العسكرية، بل يجب التركيز على الحوار والتفاوض والسعي لتحقيق السلام الدائم، وينبغي على الجميع التخلي عن المواقف العنيفة والبحث عن حلول سلمية تضمن حقوق الجميع وتؤدي إلى استقرار المنطقة، وإسرائيل تحمل مسؤولية كبيرة في وقف التصعيد العسكري والسعي لتحقيق حلول سلمية، ويجب أن تعمل الأطراف الدولية والإقليمية على مساعدة في تحقيق ذلك من خلال دعم جهود الوساطة وتشجيع الحوار بين الأطراف المتنازعة.
وفي هذا السياق، تبرز ضرورة زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية والامتناع عن التلويح بتطوير الموقف العسكري، حفاظًا على السلام والاستقرار في المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة