تتزايد التهديدات باتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط رغم المحاولات لاحتواء الموقف، وتصاعدت التوترات بعد مقتل 3 جنود أمريكيين في هجوم البرج 22 في الأردن وما تلاه من ضربات عسكرية يبدو انها لن تتوقف قريبا، حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال ان الولايات المتحدة تخطط لمزيد من الضربات واعلن الجيش الأمريكي انه شن ضربات جوية امس الاحد في اليمن استهدفت 5 صواريخ احدها مصمم لهجوم بري والاربعة الاخرون لاستهداف السفن، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
قالت القيادة المركزية الامريكية في منشور على موقع "إكس": "في 4 فبراير ، في حوالي الساعة 5:30 صباحًا (بتوقيت صنعاء)، نفذت قوات القيادة المركزية الامريكية ضربة دفاعًا عن النفس ضد الحوثيين بصاروخ كروز للهجوم البري وابتداءً من الساعة 10:30 صباحًا، ضربت القوات أربعة صواريخ كروز مضادة للسفن، وحددت القوات الامريكية الصواريخ في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وقررت أنها تمثل تهديدًا وشيكًا لسفن البحرية الأمريكية والسفن التجارية في المنطقة. ستحمي هذه الإجراءات حرية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أمانًا لسفن البحرية الأمريكية والسفن التجارية"
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان: "نعتزم شن المزيد من الضربات على الجماعات المدعومة من ايران في الشرق الأوسط"، وعند سؤاله عما اذا تستبعد واشنطن توجيه ضربات مباشرة لإيران، قال مستشار بايدن: "لن اعلن ما هو مطروح أو غير مطروح على الطاولة هنا"، وتابع محذرا: "إذا اختاروا الرد مباشرة على الولايات المتحدة، فسوف يتلقون ردا سريعا وحاسما من جانبنا".
وأشارت الصحيفة إلى أن كل من واشنطن وطهران تسعيان إلى تجنب مواجهة أعمق ولم يقتل الجيش الأمريكي حتي الآن أي من القوات الإيرانية في ضرباته بسوريا والعراق ومنحت أمريكا ايران متسع من الوقت لتحريك قواتهم خارج المنطقة.
وفقا لشبكة سي ان ان، تختلف الضربات في اليمن عن الهجمات في العراق وسوريا فالأولى هي رد على هجمات الحوثيين المستمرة على ممرات الشحن الدولية والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، في حين أن الأخيرة هي انتقام لهجوم على القوات الأمريكية لكن كلاهما يستهدف الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: "الضربات الأخيرة تهدف إلى المزيد من تعطيل وإضعاف قدرات ميليشيا الحوثي"، وأضاف في بيان: "هذا الإجراء الجماعي يبعث برسالة واضحة إلى الحوثيين مفادها أنهم سيستمرون في تحمل المزيد من العواقب إذا لم ينهوا هجماتهم غير القانونية على الشحن الدولي والسفن البحرية لن نتردد في الدفاع عن الأرواح والتدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم."
في وقت سابق من الأسبوع، أعطى الرئيس جو بايدن الضوء الأخضر لضربات يوم السبت وأكد مسئولين أن الولايات المتحدة لا تريد التصعيد وأن الضربات ما هي الا رد فعل.
نفذت الولايات المتحدة يوم الجمعة ضربات منفصلة وأحادية الجانب ضد أربعة مواقع في سوريا وثلاثة في العراق، وأصابت أكثر من 85 هدفًا بما في ذلك مراكز القيادة والسيطرة ومراكز المخابرات ومنشآت الأسلحة، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي عقب العملية: "نعتقد أن الضربات كانت ناجحة"
لكن إدارة بايدن تعهدت باتخاذ المزيد من الإجراءات ضد الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، وقال أوستن في بيان إن الضربات الأمريكية يوم الجمعة كانت البداية فقط، وبعد ما يقرب من 24 ساعة بالضبط من ضرب الولايات المتحدة لأولى أهدافها في العراق وسوريا نفذت المزيد في اليمن
ضربات السبت هي المرة الثالثة في الأسابيع الأخيرة التي تهاجم فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أهدافًا في الشرق الاوسط كجزء من عملية مشتركة، في 11 يناير ، ضرب الجيشان حوالي 30 موقعا وبعد أقل من أسبوعين، ضربت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ثمانية مواقع أخرى.