حكاية الإبادة الجماعية.. اخترعها يهودى ثم ارتكبها الاحتلال الصهيونى فى غزة

الإثنين، 05 فبراير 2024 04:00 ص
حكاية الإبادة الجماعية.. اخترعها يهودى ثم ارتكبها الاحتلال الصهيونى فى غزة حرب غزة
إسراء بدر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتردد على مسماعنا خلال الأشهر القليلة الماضية، مصطلح الإبادة الجماعية، خاصة خلال الحرب الدموية التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد أبناء قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، وازداد المصطلح انتشارا بعدما حركت جنوب أفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية متهمة إسرائيل بالإبادة الجماعية ضد شعب غزة.

ومن هنا تساءل الكثيرون حول "الإبادة الجماعية" وبدأ البحث عنها حيث ظن البعض أنها مجرد مصطلح يصف الوضع الدموى في الحرب، وخلال البحث عن أصل الإبادة الجماعية، يتكشف أنها اختراع يهودي الأصل وهو ما نوضحه بالتفصيل خلال السطور التالية.

محامى يهودى أول من اخترع الإبادة الجماعية

وتتمثل بداية القصة، حينما سعى محام يهودي بولندي يدعى "رافائيل ليمكين" عام 1944،  إلى وضع وصف للسياسات النازية للقتل المنظم، بما في ذلك إبادة الشعب اليهودى الأوروبي، وقام بتشكيل مصطلح "الإبادة الجماعية" واضعا في اعتباره مفهوم وضع خطة منظمة تتألف من إجراءات مختلفة تهدف إلى تدمير الأساسيات الضرورية لحياة مجموعات قومية، بهدف إبادة المجموعات نفسها.

وفي العام التالي، وجهت المحكمة العسكرية الدولية في مدينة "نورمبرخ" بألمانيا الاتهامات إلى كبار القادة النازيين بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، واشتملت الاتهامات على كلمة "الإبادة الجماعية"، ولكنها كانت مجرد كلمة وصفية حينذاك، وليست باعتبارها مصطلحًا قانونيًا.

ونظرًا للجهود المتواصلة التي قام بها "ليمكين" بنفسه في أعقاب الهولوكوست، أقرت الأمم المتحدة اتفاقية تقضي بمنع جرائم الإبادة الجماعية لتكون هذه الاتفاقية بمثابة جريمة دولية تتعهد الدول الموقعة عليها "بمنعها والمعاقبة عليها".

وطبقا للاتفاقية الدولية بشأن الإبادة الجماعية فأنها تعني:

 تُعرف الإبادة الجماعية على أنها ارتكاب أي عمل من الأعمال الآتية بقصد الإبادة الكلية أو الجزئية، لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين، مثل:
1- قتل أعضاء الجماعة.
2- إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير بأعضاء الجماعة.
3- إلحاق الأضرار بالأوضاع المعيشية للجماعة بشكل متعمد بهدف التدمير الفعلي للجماعة كليًا أو جزئيًا.
4- فرض إجراءات تهدف إلى منع المواليد داخل الجماعة.
5- نقل الأطفال بالإكراه من جماعة إلى أخرى.

وفي الوقت الذي شهد فيه التاريخ العديد من الحروب العنيفة ضد جماعات مختلفة  وحتى منذ بدء سريان الاتفاقية، يتركز التطور الدولي والقانوني للمصطلح حول فترتين تاريخيتين بارزتين: الفترة الأولى وهي الفترة التي بدأت منذ صياغة المصطلح وحتى قبوله كقانون دولي (1944-1948) والفترة الثانية هي فترة تفعيله في ظل تأسيس المحاكم العسكرية الدولية للبت في جرائم الإبادة الجماعية (1991-1998).

 ولعل السطور السابقة توضح لماذا اتهمت إسرائيل في حربها على غزة بتهمة الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع من العالم بأكمله، وعلى الرغم من أن مخترع الإبادة الجماعية يهودي الأصل إلا أنهم يقفوا أمام محكمة العدل الدولية يدافعون عن أنفسهم مستنكرين تهمة الإبادة الجماعية التي سعوا من أجلها لسنوات فلم يتصور أحدهم أن التهمة التي صنعوها لحمايتهم يقفون الآن متهمين بها أمام العالم، ليناقضون في ذلك أنفسهم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة