سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 فبراير 1982.. جنازة رفعت الجمال «رأفت الهجان» فى ألمانيا وزوجته تنفذ وصيته بعدم دفنه فى مقابر يهودية وابن شقيقه يقرأ عليه القرآن بصوت عال

السبت، 03 فبراير 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 فبراير 1982..  جنازة رفعت الجمال «رأفت الهجان» فى ألمانيا وزوجته تنفذ وصيته بعدم دفنه فى مقابر يهودية وابن شقيقه يقرأ عليه القرآن بصوت عال رفعت الجمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقت فالتر واد بيتون، زوجة جاك بيتون، مكالمة من المستشفى بألمانيا بوفاة زوجها يوم 30 يناير 1982، وذلك بعد معاناة من سرطان الرئة، فأجرت عدة اتصالات بأصدقائه لإبلاغهم بالخبر، وكان من بينها اتصالا بمحمد الجمال، الذى جاء وفور وصوله طالبا منها بأن ينفرد بها لبضع دقائق، وفيها أخبرها بالمفاجأة المذهلة، قائلا: «زوجك ليس اسمه جاك بيتون، بل رفعت على سليمان الجمال، وهو عمى، شقيق أبى سامى، وهو ليس يهوديا بل مسلما، وأنه عميل سرى لجهاز المخابرات المصرية الذى زرعه فى إسرائيل»، فانقلبت حياة فالتر واد بيتون رأسا على عقب، حسبما تذكر فى كتاب «18 عاما خداعا لإسرائيل - قصة الجاسوس المصرى رفعت الجمال»
 
يحتوى كتاب «18 عاما خداعا لإسرائيل» على قصة رفعت الجمال الذى اشتهر باسم «رأفت الهجان» من خلال المسلسل التليفزيونى، كما يحتوى الكتاب على نص رسالة طويلة تركها «الجمال» لدى محامى الأسرة شرط فتحها بعد ثلاث سنوات من وفاته، ويكشف فيها عن حقيقته، ويحتوى الكتاب أيضا على مذكرات «فالتر واد بيتون» مع زوجها منذ بداية تعارفهما وحتى زواجهما.
 
تؤكد أنه قدم نفسه إليها، على أنه يهودى فرنسى ولد بالمنصورة يوم 23 أغسطس 1929، وأبوه كان رجل أعمال فرنسيا عمل فى مصر وتزوج من مصرية ولدت له ابنين، و«جاك» هو الأكبر، وانتحر روبرت الأخ الأصغر، وبعد وفاة أم جاك تزوج أبوه للمرة الثانية من امرأة فرنسية، ومن ثم أصبحت حياة جاك غير مريحة مع أختيه من زوجة أبيه، فآثر الهروب، وتؤكد فالتر:  «تلك هى القصة التى صدقناها دائما».
 
توضح «فالترواد بيتون» قائلة: «لازمنا الجمال طوال فترة مرض جاك، كان يأتى ويذهب باستمرار ويجلس معه ساعات طويلة يثرثران باللغة العربية، قبل ذلك كان محمد قد بقى معنا فى البيت عندما جاء لألمانيا لأول مرة وعاش معنا لفترة باعتباره ابن أستاذه ومدرسه السابق فى مصر، حتى هيأنا له وظيفة فى مستشفى «ماينز» الجامعى كطبيب وعندها انتقل من عندنا ليعيش فى ماينز».
 
تصف الزوجة طبيعة مراسم دفن جاك بيتون، التى تمت بعد أن عرفت حقيقة شخصيته: «بدأ الإعداد لمراسم وترتيبات الجنازة، ولما كان مطلب جاك الأخير ألا يدفن فى مقابر اليهود، فقد ذهبت للقس صديقه لأرتب دفنه فى مقابر المسيحيين، لم أجده لأنه كان مسافرا لمصر (لا توضح سبب هذا السفر وعما إذا كان مرتبطا بوفاة جاك)، فقصدت قس القرية المجاورة الذى يحل محله عند غيابه، وشرحت له الأمر، وقلت له إنه يهودى ولا يريد أن يدفن بمقابر اليهود، وأود أن أحترم رغبته وأن أدفنه فى المقابر العادية لقريتنا، وتفهم القس الموقف، وناولته هبة جيدة للكنيسة، وقال إنه سيقوم له بإجراءات الجنازة ويدفنه فى الجبانة العامة».
 
تؤكد الزوجة أنها اشترت تابوتا من نوع جيد، وبدأت إجراءات الجنازة فى العاشرة من صباح 3 فبراير، مثل هذا اليوم، 1982، وتذكر: «التزمنا بجميع القواعد والمراسم المتبعة فى ألمانيا واخترنا له الملابس التى سيرتديها، ووسادة حرير وغطاء من الحرير لونه أبيض ضارب إلى الصفرة، وقامت بكل هذه الإجراءات شركة لدفن الموتى لأنه من غير المسموح به فى ألمانيا إبقاء جثث الموتى فى البيوت».
 
تضيف: «أغلقنا التابوت وغطيناه بستمائة زهرة حمراء، وفى مكان إجراء المراسم وضعنا سجلا للتوقيعات وتكدست باقات الزهور من كل الأنواع، وأجرى القس جميع الإجراءات، ثم حملوا التابوت فى سيارة مغلقة إلى المقبرة، حيث تحدث القس مرة ثانية عن مناقبه، وتلا صلاة قصيرة، وهناك وقف محمد يقرأ القرآن من مصحف معه بصوت عال، والناس مندهشون ينظرون إليه باستغراب، لم يكونوا يعرفون ماذا يقول أو يفعل، وبعد ذلك أنزلوا التابوت فى المقبرة، ونثر الحاضرون الزهور والتراب ثم قدموا إلى عزائهم».
 
عقب الدفن تناول المعزون الطعام كما تقضى التقاليد فى ألمانيا، وتتحدث «فالتر واد» عن أحزانها ومواجهتها للحياة منذ اليوم التالى لمراسم الجنازة، وكان أهم ما شغلها القصة التى سمعتها من محمد الجمال، وتذكر: «لم أكن أريد أن أصدقها، غير أنها لاحقتنى، لم أعد أدرى مع من أتكلم بشأنها، لم أستطع أن أفهم السبب فى أن جاك أضطر إلى أن يكذب علينا جميعا طوال هذه السنوات، أدركت أن هذه مشكلة يتعين على أن أحسمها بنفسى، ورأيت أن أجرى خلال رحلتى الثالثة إلى مصر عملية بحث واسعة النطاق قدر المستطاع عن الحقيقة، وحانت الفرصة سريعا إذ سافرت إلى القاهرة فى العاشر من فبراير 1982. 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة