حكايات زينب.. عندما خطفت زينات صدقى صحفيا من الشارع: ليه مبتنشروش صورى ولا تكتبوا عنى.. ليه الإجحاف فى حقى والانتقاص من فنى؟.. وماذا قالت عن الوجوه الجديدة وعن خليفتها فى الكوميديا؟

السبت، 03 فبراير 2024 03:22 م
حكايات زينب.. عندما خطفت زينات صدقى صحفيا من الشارع: ليه مبتنشروش صورى ولا تكتبوا عنى.. ليه الإجحاف فى حقى والانتقاص من فنى؟.. وماذا قالت عن الوجوه الجديدة وعن خليفتها فى الكوميديا؟ زينات صدقى
ترويها زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت شخصيتها الحقيقية تحمل ملامح وروح الشخصيات التى قدمتها على الشاشة والتى أسرت بها قلوب الملايين لتتربع على عرش الكوميديا وتصبح أيقونة فنية، وجودها فى العمل الفنى ولو فى مشاهد قليلة يطغى على أدوار أبطاله بالرغم من أنها لم تكن البطلة الأولى لمعظم الأعمال التى شاركت فيها، ولكن بقيت عباراتها وإيفيهاتها محفورة فى الأذهان تجرى على الألسنة وترسم البسمة على وجوه الأجيال حتى التى لم تعاصرها، إنها صاروخ الكوميديا الفنانة الكبيرة زينات صدقى التى عشقها الملايين وخلدت اسمها فى سجلات المبدعين الذين استطاعوا أن يبقوا حاضرين للأبد بأعمالهم وفنهم رغم رحيلهم.
 
زينات صدقى (1)
زينات صدقى
 
ورغم تاريخها الفنى الكبير وما قدمته من أعمال فنية خالدة وصل عددها إلى ما يقرب من 400 عمل فنى، فكانت فى أوج نشاطها الفنى خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات وبداية الستينيات عانت الفنانة الكبيرة زينات صدقى فى الفترة الأخيرة من حياتها بعد أن غابت عن الأضواء لسنوات طويلة، وخلال تلك الفترة كانت تُعرض عليها أدوار تراها غير مناسبة لتاريخها ومكانتها فكانت ترفضها، وظلت لمدة 16 عاما قبل رحيلها لم تشارك سوى فى أعمال قليلة لا تتناسب مع تاريخها الفنى، وعانت الفنانة الكبيرة من التجاهل وخفوت الأضواء حتى أن الصحف والمجلات الفنية لم تعد تتناول أخبارها أو تسعى لإجراء حوارات معها إلا فيما ندر، وكان أحد هذه النوادر حوار أجرته معها مجلة الموعد بالمصادفة بعد أن كادت الفنانة الكبيرة بخفة ظلها وطريقتها الكوميدية تخطف محرر المجلة الذى قابلته صدفة فى الطريق عام 1964، لتجرى معها المجلة حوارا طريفا نشر تحت عنوان: «هذه السيدة التى تنتزع الضحكات من القلوب.. لماذا تبتعد عنها كاميرا الصحافة؟!»، وذكر محرر الموعد فى بداية الحوار أنه لولا خفة ظلة الفنانة الكبيرة زينات صدقى وطيبة قلبها وكونها أخف دم بين الممثلات لانتهت الحكاية بينه وبينها فى قسم الشرطة، ووصف المحرر ما حدث معه حين كان يمر من ميدان سليمان باشا - طلعت حرب حالياً- الساعة الخامسة والنصف مساء وسط عشرات المارة وفجأة سمع صوتا يدويا من خلفه كطلقة مدفع، يقول «كمشتك»، ويمد يده ليمسك بكتفه والناس ينظرون بذهول وفضول إلى هذا المشهد، ليفاجأوا بالفنانة الكبيرة زينات صدقى وقد أمسكت بالصحفى فالتفوا حولها، وحين رآها الصحفى قال لها: «أهلا وسهلاً ياست زينات»، فإذا بها ترد بطريقتها المعروفة: لا أهلاً ولا سهلاً قدامى على البيت».
زينات صدقى (2)
 
 ووصف محرر الموعد هذا المشهد مشيرا إلى أنه يشبه كثيرا المشاهد التى كانت تؤديها فى أفلامها، وأن المارة ظنوا أنه زوجها وهرب من بيت الزوجية، وسمع منهم بعض التعليقات التى تدل على ذلك، فمنهم من قالت: «الرجالة ملهمش أمان» ومنهم من  قال: «مسكينة الست زينات ملهاش حظ فى الجواز لا فى الأفلام ولا فى الحقيقة»، بينما شعر الصحفى بالذهول، خاصة حين وجه له أحد المارة كلامه قائلا: «يامحترم امشى مع مراتك وبلاش فضايح»، وأشارت الفنانة الكبيرة لتاكسى وركبت وركب معها الصحفى، وبعدها ضحكت زينات صدقى وهى تقول: «أما مقلب صحيح». 
 
وقال محرر الموعد إن سائق التاكسى أدار المرآة وأخذ ينظر للفنانة الكبيرة بإعجاب ويقول: «ياسلام على خفة دمك ياكبيرة الممثلات، ياسلام على تمثيلك ياست الكل»، بينما تنهدت الفنانة الكبيرة وردت بقلب محروق : «أيوة يا اخويا ، قول كمان، خليهم يعرفوا فى الموعد إنى موجودة ، قول ياعينى مالذ وطاب من كلامك الحلو ، قول وربنا معاك يا أسطى».
زينات صدقى (3)
 
ووقف التاكسى أمام بيت الفنانة الكبيرة وصعدت وصعد معها الصحفى وهى تقول: «لازم أعمل كدة، لازم أخطفكم ياصحفيين واحد ورا التانى»، ثم دعته لتناول فنجان قهوة، وسألها الصحفى فى فضول ودهشة: «إيه الحكاية ياست زينات»، فأجابت: «اسأل نفسك»، ثم سألته : «هل أنا فى نظركم ممثلة»، فأجاب محرر الموعد عل الفور: «طبعاً»، فتابعت: «هل يوجد أحسن منى فى لونى الفنى» ، فأجاب : «أبدا ياست زينات».
 
فأضافت: «هل أنا دميمة إلى درجة ترعب صورى الأطفال»، فرد الصحفى: «معاذ الله»، فانفجرت الفنانة الكبيرة قائلة: «يبقى إيه الحكاية، أنا عايزة أفهم، إيه الإجحاف ده فى حقى، وليه الانتقاص من فنى «، ثم أخذت القهوة من يد ابنة شقيقتها لتقدم فنجاناً لمحرر الموعد وترشف الفنجان الآخر، ثم تعود لتستكمل عتابها قائلة: «قل لى يا أستاذ ليه مبتنشروش صورى، ولا بتكتبوا عنى، ولا بتفردوا لى صفحات، على الأقل أنا قريبة للقلوب وهكون قريبة للقراء».
 
وقال محرر الموعد إنه حاول البحث عن عذر أو كلمة يلطف بها من وقع الجو المحموم ، بسبب شعور زينات صدقى بإهمال الصحف لها، حتى وجدها تضحك وهى تروى له تفاصيل «التكتيك» الذى ابتدعته لاصطياد رجال الحبر والورق ودفعهم للكتابة عنها ، مؤكدة أنها ستفعل معهم كما فعلت معه، وستخطفهم أمام المارة فى الشوارع كما فعلت معه بنفس الطريقة التى خطفته بها. وأشار الصحفى الذى اختطفته زينات صدقى إلى أن الحديث مع هذه الفنانة التى تشيع جواً من المرح والظرف فى الأفلام التى تمثل فيها دور الوصيفة أو الخادمة وأحيانا دور زوجة المعلم ممتع وطريف، مؤكداً أنها فى أى مكان تتواجد فيها سواء على المسرح أو فى السينما أو فى الطريق العام تثير عاصفة من الضحك.
 
وتابع، أن زينات تعيش بلا رجل بعد أن جربت حظها فى الزواج قبل 20 عاماً من إجراء هذا الحوار، فلم تنجح التجربة، وعاشت حياتها راهبة فى عالم التمثيل الفكاهى، تكتفى من دنياها برعاية وتربية أولاد شقيقتها وإعالة أسرتها، على أنها تختلف عن باقى الممثلات لأنها تمثل كما تعيش، فلا تتصنع ولا تقلد، بل تؤدى دورها تماما كما تعيش فى الطبيعة، مع الفارق أنها فى الحقيقة لا تطلق لصوتها العنان إلا إذا بلغ السيل الزبى وحين ينفد صبرها.
 
وسأل صحفى الموعد صاروخ الكوميديا زينات صدقى عن الوجوه الجديدة وقتها ومن الممثلة التى ترشحها لخلافتها فى حالة الاعتكاف، فضحكت، قائلة: «اكتب عندك إن زينات صدقى نسيج لوحدها بين ممثلات أدوار الفكاهة، جاءت إلى الأرض بتذكرة من السينما، ليس لها شبيه ولا نظير، ولا ما  تسمونه ولى عهد».
 
وحين سألها الصحفى: «وما رأيك بمارى منيب؟»، أجابت: «حبيبة الكل، وست الستات ، لها لون خاص بها».
وعن سؤال حول الممثل الذى يهزها، أجابت: الأستاذ العملاق يوسف وهبى، مفيش غيره، أستاذ أنعم وأكرم، يشعرك بقوته كفنان من اللحظة التى يطل بها على الجمهور. 
 
وعن عبدالوهاب، قالت: يا عينى على الأستاذ وأنغامه ونقره على العود، وياعينى كمان وكمان على الست الكبيرة أم كلثوم، الله ما أجمل صوتها، زى السكر، زى الألماس.
 
وقالت زينات صدقى عن الوجوه الجديدة التى ظهرت بالمسرح: ييجى منها إنما المهم التعب والصبر الطويل، المسرح يا أستاذ أكبر محك لقوة الفنان وإبداعه، وليس كل من قال أنا ممثل يستطيع الوقوف عليه والسيطرة على حواس الجمهور.
ثم سألت زينات صدقى صحفى الموعد: هل ستنشر الحديث بلا صور، خد عنوان البيت وشرفونى بكرة، وهعمل للمصور كام «بوز» يعجب القراء.
 
واختتم محرر الموعد حواره مع صاروخ الكوميديا زينات صدقى، مشيراً إلى أنها وقفت لتودعه على الباب وهى تقول: غداً أنا فى الانتظار ، وإلا عدت إلى اختطافك مرة ثانية من ميدان سليمان.
 
وكتب ملاحظة يقول فيها: أراهن أن صور زينات صدقى ستأخذ طريقها إلى صفحات الصحف والمجلات بعد اليوم.
 
ولكن لم يحدث ما تنبأ به صحفى الموعد وعانت الفنانة الكبيرة من  التجاهل ولم تظهر إلا فى أدوار قليلة بعدها لا تتناسب مع حجم موهبتها وطاقتها الفنية، وهو ما أكدته حفيدتها عزة مصطفى ابنة بنت شقيقتها التى عاشت معها طوال حياتها، فى حوار لـ«اليوم السابع» مؤكدة أنها كانت تعرض عليها أدوار لا تتناسب مع مكانتها فكانت ترفضها، وفى أواخر حياتها وافقت على بعض الأعمال التى ندمت على المشاركة بها وعادت لعزلتها بعيداً عن الأضواء حتى رحيلها، رحم الله الفنان الكبيرة زينات صدقى التى رسمت البسمة على وجوه الملايين من كل الأجيال وإلى الأبد.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة