أحمد التايب

حتى لا نكون كلنا جواسيس

السبت، 03 فبراير 2024 12:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم التطور التكنولوجى الهائل وزيادة الثقافة التكنولوجية مازال هناك من يعتقد أن حسابه على مواقع التواصل الاجتماعى يُعبر عن خصوصيته، وأنه في أمن وسلامة ينشر ما يُريد، ويتحدث عن ما يُريد، ويعطى المعلومات والبيانات بشكل مجانى دون احتراس أو اكتراث، متناسيا أو جاهلا بأن وسائل التواصل الاجتماعى تعد أحد أهم أدوات التجسس الإلكترونى.
 
القصة ببساطة - يا سادة -  إن هناك وكالات استخباراتية بها إدارات متخصصة دورها جمع المعلومات وتحليل البيانات والمعلومات التي تنشر في شكل معلومات أو صور أو فيديوهات للاستفادة منها استخباراتيا وعسكريا وسياسيا واقتصاديا، وذلك من خلال جهات تستهدف مستخدمي الإنترنت للحصول على معلوماتهم الخاصة ومعرفة أنماطهم وعاداتهم وثقافتهم، ويأتي على رأس هذه الجهات "الهاكرز" وهم عادة هواة أو مجرمون يعملون لجهات مجهولة أو معلومة، وكذلك بعض شركات الاتصال بالهواتف الذكية التي توظف معلومات المستخدمين وبيعها للشركات والكيانات الاقتصادية ولجهات مجهولة أيضا، والأخطر أن هناك شركات وهمية من الخارج تستفاد من معلومات المستخدمين وتوظيفها بهدف تخريبي أو بهدف خدمة أجندتهم الخاصة. 
 
وعلينا أن لا ننسى أن المعلومات التي كانت الدول تقوم بجمعها عن طريق الجواسيس والمستشرقين كانت مكلفة، أما اليوم فالمعلومات باتت بالمجان، فمستخدمون الإنترنت يقدمون خدمات معلوماتية مجانية وبكميات هائلة من خلال تقديم معلومات شخصية واجتماعية واقتصادية وسياسية من خلال عملية التواصل الاجتماعى دون احتراس، متناسين أن كل التطبيقات المشهورة والأكثر استخداماً لها سيرفرات في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم حفظ هذه المعلومات بسرية تامة وبعناية فائقة، واستخدام برامج خاصة ليست في متناول الكثير من الدول لتحليل هذه البيانات، وإعطاء نتائج دقيقة عما يجري في كل بلد، بل وتقدم هذه البرامج حلولاً عن كيفية الاستفادة من هذه المعلومات وتوظيفها فى تحقيق أهدافها سواء العسكرية أو الاستخباراتية أو الاقتصادية.
 
لذا، على كل من لديه حساب شخصى أو يتعامل على مواقع التواصل الاجتماعى أو الإنترنت بشكل عام - وكلنا لدينا حسابات حتى أطفالنا - عليك الانتباه أن كل كلمة تكتبها أو صورة أو فيديو أو مقطع صوتي تتداوله يتم الاستفادة منه عبر برامج معالجة البيانات المختلفة وتصنيف المعلومات والتعرف على اتجاهات وسلوكنا لمعرفة المدخل الذى يتم استهدافنا من خلاله.
 
نهاية.. الثقافة التوعوية ضرورة حتمية لمواجهة هذه المخاطر، فيجب أن لا ننشر كل شيء عن حياتنا سواء الحياة العائلية أو الحياة العملية، فلم لا نحافظ على التواصل بدون تقديم معلومات مجانية عن بلدك عن عائلتك عن مجتمعك.. لذا ندق جرس إنذار وناقوس خطر ..
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة