"متنا جوعًا، لا ماء ولا طعام.. حتى علف الماشية الذي كنا نأكله لم يعد متوفرًا.. لم نأكل سوى وجبة واحدة منذ أربعة أيام، ولجأنا لطحن علف الماشية وأكل أوراق الشجر للتخفيف من جوع أطفالنا".
هذه الكلمات، بعض من شهادات مأساوية للأهالي في قطاع شمال غزة المنكوب؛ شهادات ولدت من رحم المجاعة الحادة التى تجاوزت كل مراحل المنطق واللامنطق يقوم بها العدو الغاشم المحتل في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى اليوم.
يعاني سكان شمال القطاع المحاصر من الإعياء الشديد؛ فالغذاء شحيح والماء ملوث إن وجد حتى الأطفال لم يعد بمقدرهم البكاء أصلا من شدة الجوع فمعدتهم تبقى خاوية لأيام طويلة.
تزايدت التحذيرات الأممية والدولية مؤخرا من أن شمال غزة يموت جوعاً، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمناشدات وإغاثات اعتبرت "النداء الأخير"لإنقاذ نصف مليون فلسطيني بشمال غزة يقاسون من مجاعة شديدة تفتك بأرواحهم بصمت.
ففي شمال غزة محرومون إلى حد كبير من الحصول على المساعدات؛ فمن ينجو من القصف لا ينجو من الجوع، بل يعيشون أيامًا كاملة بدون تناول الطعام.. الظروف بالغة الصعوبة تجبر الكبار على الجوع من أجل الأطفال".
ومنذ أسابيع اضطر سكان غزة وفى الشمال تحديدا (وهناك تقديرات مختلفة بأعدادهم من 300 ألف إلى 600 ألف شخص هناك) إلى طحن علف الحيوانات للحصول على الدقيق اللازم لإعداد الخبز، وضمان بقائهم على قيد الحياة لكن يبدو أن كل شيء نفد، فلا علف ولا ماء ولا هناك سبيل لإنقاذهم سوى وقف الحرب فورا.
ومع تزايد المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في شتى أرجاء قطاع غزة، يزداد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع في شمال القطاع وفق الأمم المتحدة.
وكالة (أونروا) ذكرت كذلك أن النقص الخطير في الأغذية أدى إلى "ارتفاع كبير" في معدل وفيات الرضع في شمال غزة، فيقع واحد من كل ستة أطفال تحت سن الثانية ضحية لسوء التغذية الحاد.
المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني، كشف أن آخر مرة تمكنت فيها الوكالة من إيصال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة كانت في 23 يناير الماضي، كما أن دعوات الوكالة المتكررة لإرسال المساعدات إلى شمال قطاع غزة تم رفضها ولقيت آذانا صماء.
رأى المسؤول الأممي، أنه لا يزال من الممكن تجنب المجاعة إذا توفرت إرادة سياسية حقيقية لإتاحة وصول مساعدات كبيرة وتأمينها. لكن رغم النداءات الدولية فنحن أمام محتل غاشم يقود حرب وحشية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة