تفجرت بداخلي كل مشاعر الحب والصدق والرضا، بنعم الله عز وجل، كلما سمعت رسائل اطفال وشباب ذوي الهمم، خلال مؤتمر "قادرون باختلاف"، والذي يتم تنظيمة كل عام علي مدار ٤ سنوات بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وكل عام نعيش حالة خاصة واستثنائية عند مشاهدة هذا المؤتمر علي التلفاز، حيث تغمر قلوبنا ووجداننا برأة وشجاعة هؤلاء الأبطال، الذين يتحدون انفسهم ويجعلونا في حالة بهجة وسعادة لا حدود لها، كما انهم يحيون ضمائرنا التي اصابها الفساد والقسوة والظلام من بؤس الحياة، ومشاهد القتل والدمار والفساد في كل ارجاء العالم.
وعندما نستمع ونشاهد مواهبهم الغنائية والتمثيلية والقائهم الشعر، بمهارة وتلقائية وأحساس لا مثيل له نشعر بالأمل وبخيبة ارادتنا، وكان الطفل الفلسطيني عبدالله المصاب في الحرب الصهونية الأجرامية علي غزة الذي شارك في مؤتمر الأمس، لها صدي عالمي يزلزل قلوب كل داعمين إسرائيل وجرائمها ضد الأنسانية.
وبصراحة شديدة كنا في سنوات مضت قبل انعقاد هذا المؤتمر، واكتشاف مهارات ابناء ذوي الهمم، لا نسمع إلا عن مشكلات خمسة عشر مليون مواطن كل فترة كبيرة بالصدفة، وكأنهم يعيشون في كوكب أخر، علي الرغم من أنهم يعيشون معنا ونشاهدهم كل يوم، لكننا مع زحمة الحياة لم نكن نعرف قدراتهم ومواهبهم ونجاحهم غير المعقول بهذا الشكل المبهر، الذي أكتشفناة منذ تنظيم هذا المؤتمر.
كنت كلما التقي شاب أو طفلة من ذوي الهمم عند اقربائي او في اي مكان، احصر نظرتي لهم في معاناتهم ومعاناة اسرتهم، لاسيما وأنني لا امتلك الوقت الكافي او الوعي الكافي أو الصدفة التي تجعلني اعرف كل هذه الأنجازات، التي يحققوها في مختلف المواقع الرياضية والثقافية والفنية والتعليمية والوظيفية والابتكارية.
وللحقيقة منذ أن اطلق السيسي عام ٢٠١٨ لذوي الأحتياجات الخاصة، ونحن أصبحنا نشاهد تعديلات تشريعية مهمة تقلل من معاناتهم، ومنها إنشاء "المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة" بقرار الرئيس السيسى رقم 11 لسنة 2019، الذى يهدف لتعزيز وتنمية وحماية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، إلي جانب إصدار القانون رقم 200 لسنة 2020 بشأن إنشاء "صندوق دعم الأشخاص ذوى الإعاقة" برئاسة رئيس مجلس الوزراء.
وكان من شأن هذه التشريعات التخفيف عن معاناة هؤلاء الشركاء في نسيج الوطن الواحد، ومازلت اؤمن أن اخواني من ذوي الهمم لهم حق الدعم اكثر من باقي الفئات فمنهم نستلهم الحكمة والسعادة وبهم نبني الوطن.
لم يتوقف دعم الدولة والرئيس شخصيا لهم، واصبحنا نشاهدهم مذيعين في القنوات والراديو، فقلت حينما شاهدت رضوي خالد مذيعة dmc واستمعت لبرنامج زميلي محمود عباس علي راديو نغم اف ام، نحن أمام أنقلاب وثورة في مسيرة الاعلام المصري، الذي أصبح يعترف بحق من يمثلون ١٥ مليون مصري في الظهور الأعلامي كمذيعيين وانتشرت الفكرة واصبحنا نشهد دعم لهم غير مسبوق في مجالات الابتكارات العلمية والبطولات الرياضية.
وأصبح يتحقق حلمهم الطبيعي والذي كان مسلوب منهم دون وجه حق، فكيف نتناسي موهبة هؤلاء كل هذه السنوات، وكأننا نسينا عظماء ذوي الهمم وتأثيرهم فينا علي مدار التاريخ، ومن امثال هؤلاء العظماء الكاتب ووزير التعليم طه حسين والمطرب سيد مكاوي والملحن الكبير الموسيقار عمار الشريعي وقائمة كبيرة من ذوي الهمم الذين شكلوا وجداننا وعقولنا وملئوا قلوب المصريين.
ولم يكن بوسعي أن أشك لحظة في قدراتهم اللامحدودة، كلما شاهدت زملائي النواب من ذوي الهمم، وبعضهم يعتمد علي نفسه، خلال السير بالعجلة، داخل حجرات المجلس وبالجلسة العامة ويطلب الكلمة ويجعلنا جميعا صامتين ومولعين بحماسهم وثقافتهم ومعرفتهم العميقة، بمشكلات مصر والتعبير عنها وتقديم حلول لها.
وكلي أمل أن يترجم دعم الرئيس اللامحدود لهم في الوظائف، ويشعر ويلتزم القطاعين العام والخاص بالمسؤلية ويطبقوا نسبة ال "٥٪" والتي اقصد بها الألزام القانوني بتوفير ٥٪ من وظائف القطاعين العام والخاص لذوي الهمم حيث ان هذا الامر مهمل.
فلازلت أعلم وكلكم تعلمون وقبلنا الرئيس يعلم، أن هؤلاء الأنقياء مازال لهم احلام ومطالب وكثيرا منهم يعانوا، مثل كل ابناء وطنهم، ولكن أصرار الدولة علي دمجهم بشكل عادل في مجتمعهم، والاهتمام من رأس الدولة بحقوقهم يجعلنا نطمأن عليهم، وبعد ان شاهدت قدراتهم، أصبحت واثق في قدرتهم علي اقتناص حقوقهم، وكلما أشاهدهم في مؤتمر قادرون بأختلاف "انا شخصيا اطمأن" لأنهم يلهموني القوة والرضا والحب والسعادة.
كل هذا الدعم غير المسبوق لهؤلاء الوطنيين الابرياء والحالمين، لم يكن يحدث ولا يري النور إلا اذا تلاقي مع أرادة رجل يبحث عن تحقيق المستحيل لشعبة "شكرا ياريس"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة