نيران حرب غزة تُلهب جنوب لبنان.. جيش إسرائيل يجدد عدوانه والطيران يشن غارات على عدة قرى.. "حزب الله" يستهدف تجمعا لجنود الاحتلال.. وإسرائيل تفعّل الدفاعات الجوية خشية تسلل طائرات مسيرة من لبنان

مع دخول حرب غزة يومها الـ143، واستمرار قصف الطائرات الإسرائيلية لمختلف مناطق القطاع، مُخلفةً 29 ألفا و606 شهداء وأكثر من 69 ألفا و373 مصابا، تتسع رقعة الحرب إلى الجنوب اللبنانى، ودعا لبنان المجتمع الدولى ومجلس الأمن إلى الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد فى الجنوب ـ الذى لا تزال حدود الجنوب اللبنانى ملتهبة ـ للحيلولة دون تفاقم الصراع، وإقحام المنطقة بأسرها فى حرب شاملة ومدمرة يصعب احتواؤها.

فهناك غارات للعدوان الإسرائيلى مستمرة على القرى الواقعة فى منطقة الحدود مع إسرائيل، وهى الاشتباكات التى بدأت كانعكاس لاستمرار العدوان على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، حيث تتعرض المناطق الحدودية بالجنوب لقصف مستمر من قوات الاحتلال، ما أجبر آلاف السكان على النزوح، ومغادرة أراضيهم.

 وقد جدد العدوان الغاشم، غاراته على قرى وبلدات جنوب لبنان، دون تسجيل ضحايا، فوفق "لبنان 24" قد استهدف قصف مدفعى بلدتى عيتا الشعب ومركبا ومنطقة وأطراف بلدة كفرشوبا.

فى هذا السياق، تضاربت المعلومات بشأن حادثة إسقاط طائرة مُسيرة فوق لبنان، خصوصاً أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن روايتين مختلفتين، اليوم الإثنين، حيث أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت إنه تم إطلاق صاروخ إعتراضى من نظام "مقلاع داوود" الإسرائيلى باتجاه طائرة من دون طيار تم تحديدها فى لبنان أثناء توجهها إلى الجليل.

ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال عملية الإعتراض، جرى تفعيل الإنذارات فى عدد من المستوطنات الإسرائيلية لاسيما وادى يزرعيل، موضحة أنه تمت مشاهدة شظايا الصاروخ الاعتراضى بالقرب من كنيسٍ يهودى.

فيما أشار موقع "واللا" الإسرائيلى إلى حادثة أخرى، قائلا إنه تم اعتراض صاروخ "أرض - جو" أطلقه "حزب الله" باتجاه طائرة مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلى، ووفق المواقع اللبنانية فإنه من المرجح أن يكون صاروخ أول تم إطلاقه هو الذى تم اعتراضه من قبل العدو الإسرائيلى، ليأتى آخر أطلقه الحزب ويصيب الطائرة بشكل مباشر.

فى غضون ذلك، قالت مصادر ميدانية فى جنوب لبنان أن "حزب الله" تمكّن فعلاً من إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية بين جبل الرفيع والعيشية، مشيرة إلى أن الطائرة المستهدفة هى من نوع "هيرمز 450".

وما يتبين من خلال الروايتين الإسرائيليتين أن هناك حادثين مختلفين، الأول حصل داخل لبنان فيما الآخر حصل عند الحدود.

20 صاروخاً

كما أطلق الكيان الإسرائيلى رشقات رشاشة من مستوطنة المطلة باتجاه بلدة كفركلا، إضافة إلى إطلاق نحو 20 صاروخا على كريات شمونة وقصف أهداف لحزب الله جنوبى لبنان، كما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات وهمية على مستويات منخفضة، وتحليقا متواصلا للطيران التجسسى المسلح فى جنوب لبنان.

ومن جانبه أعلن جيش العدوان تفعيل الدفاعات الجوية شمال إسرائيل بعد انطلاق صفارات الإنذار خشية تسلل طائرات مسيرة من لبنان.

وبالمقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، اعتراض صاروخ أرض – جو، أطلق من جنوب لبنان تجاه هدف إسرائيلى، كما أعلن "حزب الله" استهداف تجمع لجنود إسرائيليين فى محيط موقع المرج بصاروخ بركان وأصابته إصابة مباشرة.

شكوى لبنان بمجلس الأمن

كان لبنان قد تقدم بشكوى ضد إسرائيل، إلى مجلس الأمن الدولى بعد هجوم العدوان فى وقت سابق على الضاحية الجنوبية فى بيروت، موضحة أن هذا الاعتداء يمثّل الفصل الأكثر خطورة فى مسلسل الاعتداءات، حيث شكل تصعيداً هو الأول من نوعه منذ عام 2006، كونه قد طال منطقة سكنية شديدة الاكتظاظ فى ضاحية العاصمة بيروت، ونجم عنها مقتل صالح العارورى، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة "حماس".

وأكد لبنان أن الهجوم يمثل انتهاكاً إسرائيلياً سافراً لسيادة لبنان، وسلامة أراضيه ومواطنيه، وحركة الطيران المدنى، وهو أمر يدعو للقلق؛ لأنه يؤدى إلى توسع رقعة الصراع وزعزعة الأمن والسلم الإقليميين.