تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب البريطانى لورانس داريل، والذى ولد في مثل هذا اليوم 27 فبراير عام 1912، وخلال مسيرته الأدبية قدم العديد من المؤلفات في مجالات مختلفة، ومنها الشعر وأدب الرحالات، وتعد رباعية الإسكندرية هي الأكثر شهرة بين أعماله، والتي أصبحت بمثابة تأشيرة دخوله إلى مصاف عمداء الأدب الإنجليزي الحديث كمثل: هنري ميلر وجيمس جويس.
حقق لورانس شهرة كبيرة في مجال الأدب العالمي والمصري بسبب رباعية الإسكندرية، والتي لاقت بعض الانتقادات ودعت النقاد والقراء لإعادة النظر فيها، خاصة لما تضمنته من أكاذيب حسب وجهة نظر المؤرخ الكبير الدكتور عصام الدسوقي، وهو على عكس وجهة نظر الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد الروائي الإسكندراني وصاحب ثلاثية الإسكندرية، الذي قال إن الأزمة الحقيقية تكمن فى تناول المؤرخين للأدب، والتعامل معه على أنه وقائع تاريخية، فى حين أن الأدب فى المقام الأول هو فن وخيال.
ووضح الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، فى تصريحات سابقة لـ "اليوم السابع"، علاقة الكاتب لورانس بمدينة الإسكندرية والتي عاش فيها الأخير ولم يولد فيها، مثل قسطنطين كفافيس، وهو مصرى يونانى، والفرق بين الاثنين، أن الأول كانت نظرته للإسكندرية نظرة عابرة، وترتبط فى المقام الأول بنظرته للجاليات التى كان ملتصقًا بها، ومحيط تعامله، ولهذا فإن معرفته بأبناء الإسكندرية المصريين كانت قليلة.
وأوضح إبراهيم عبد المجيد أن "داريل" فى رباعيته يقول مثلا "ونزلنا حى العطارين، فرأينا السود أو السمر"، وهنا فإن "داريل" لم يقصد أى إهانة للمصريين فى هذه الجملة، إذا ما نظرنا إلى كونه بريطانيا ويعيش مع أصحاب البشرة البيضاء، حسبما يقول "عبد المجيد"
كما يوضح إبراهيم عبد المجيد أن نظرة لورانس داريل التى لا تختلف كثيرًا عن "كفافيس"، فالأول رأى الإسكندرية مدينة عالمية، ولها تجليات عظيمة جدًا، ومدينة عابرة للزمان، وكان متعاطفًا مع أبنائها، أم الثانى فرآها مدينته، وهذا حال أهل اليونان يرون أنفسهم صانعين للمدينة.
من هنا يوضح إبراهيم عبد المجيد اختلافا آخر بين ثلاثيته ورباعية "داريل"، فشخصيات رواياته جاءت من ارتباطه بمحيطه، على عكس داريل، وهو ما يعنى أن كلاهما قدم رؤيته من داخل محيطه، وفى النهاية يبقى الأدب فن وخيال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة