حضور العنصر الأدبى فى الدراما، يعد أحد عناصر القوة، فتحويل الأعمال الأدبية كالرواية أو القصص القصيرة إلى أفلام سينما أو مسلسلات تليفزيونية، يعد فى صالح العمل الفنى، لا سيما إذا توغل أصحاب الرؤية الفنية والمخرج والمؤلف إلى معنى وعمق وفلسفة النص الأصلى.
ولا يكاد يمر موسم رمضانى أو حتى موسم درامى بعيد عن شهر رمضان، دون أن يخلو من الأعمال المأخوذة من الأدب المصرى أو العربى أو حتى العالمى.
عتبات البهجة
فى دراما رمضان 2024، سيكون المشاهد المصرى والعربى على موعد مع وجبة درامية أدبية دسمة من خلال تحويل عملين أدبيين إلى مسلسلات تليفزيونية، إذ يقدم النجم الكبير يحيى الفخرانى مسلسل «عتبات البهجة» المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد، بينما يقدم النجم خالد النبوى مسلسل «إمبراطورية ميم» والمأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس.
عتبات البهجة
وبنظرة سريعة على الروايتين، سنجد أن هناك أجواء اجتماعية مرحة فى الروايتين، بعيدا عن الكآبة والسوداوية والنظرة التشاؤمية، وهو ما يعنى أن أجواء البهجة والسرور والعلاقات الاجتماعية ستلقى بظلالها على المسلسلين.
فى رواية «عتبات البهجة»، يقول البطل: «لماذا كلما اقتربت منّا البهجة ابتعدت عنّا؟ فيرد صديقه قائلا: إن الوقوف على عتبات البهجة خير من الدخول إلى البهجة نفسها، لأنك إن دخلت إليها قتلتك وأهلكتك»، وهذا الجزء من الرواية قد يعطى انطباعا عاما عن المسلسل، ولمن لم يقرأ الرواية، تدور أحداثه العمل حول قصة البحث عن البهجة أو السعادة فى المجتمع، والصعوبات التى نواجهها فى هذه الرحلة.
إمبراطورية ميم
بينما رواية «إمبراطورية ميم» يعرف اسمها جيدا جمهور السينما، ويعود الفضل فى ذلك إلى الفيلم الذى يحمل نفس الاسم، وجسدت بطولته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ويعد أهم أفلام فترة السبعينيات، ويتناول العلاقات الأسرية فى المجتمع المصرى فى تلك الفترة، وشكل العلاقة بين الآباء والأبناء. ولا شك أن إعادة معالجة الرواية فى 2024، على يد المؤلف محمد سليمان عبدالمالك - الذى أثبت قدرته على معالجة الكثير من الأمور الاجتماعية خلال المسلسلات التى قدمها فى السنوات الماضية - ستكون ملائمة إلى حد كبير للتغيرات الاجتماعية التى حدثت فى المجتمع المصرى مؤخرا، فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية التى أصبحت أكثر تعقيدا من قبل.
امبراطورية ميم
