نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال - إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية) اليوم الأحد ورشة عمل بعنوان (البريكس: الأدوار المحتملة والتحديات التي ستواجهها الدول الشرق أوسطية والإفريقية).
وأكد الوزير مفوض دكتور علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بجامعة الدول العربية - في كلمة الأمانة العامة في افتتاح الورشة - أن النظام الدولي شهد تطور مفهوم الترابط الإقليمي بعيدا عن الترابط الجغرافي المباشر الذي كان يتشكل في السابق استناداً إلى عنصر التجاور الجغرافي، إلى جانب عنصر التشابه القومي والسياسي.
وقال: "لقد أصبح للمكون الجيوسياسي الأولوية في بناء تنظيمات وتكتلات إقليمية تجمعها مصالح حيوية مشتركة بصرف النظر عن الترابط أو التجاور الجغرافي المباشر".
وأضاف أن تجمع "بريكس" يُعد نهجاً جديداً في التعاون الدولي الإقليمي يركز على التكيف مع المتغيرات العالمية وتحقيق التكامل الاقتصادي دون المساس بسيادة الدول الأعضاء، وهو يلعب دوراً مهماً في الساحة الدولية، كقوة اقتصادية وسياسية، تتميز بتمثيل دول ذات اقتصادات كبيرة مما يجعله لاعباً رئيسياً في القضايا الاقتصادية والسياسية العالمية، كما يلعب دوراً مهما في تعزيز الحوار الدولي وتقديم منصة للتعاون والتنسيق في مختلف المجالات بين الدول الأعضاء.
وأكد أن ضم "بريكس" لدول جديدة من منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية تتمتع بمزايا اقتصادية وجيوسياسية سيحقق العديد من المزايا للمجموعة، وسوف يعزز من تنوع وتمثيل المجموعة على الساحة الدولية، ويشكل ثقلا جديدا للمجموعة يسهم في تشكيل أجندة على الساحة العالمية تدعم التعاون الاقتصادي لأعضائه بشكل جديد قائم على المساندة ودعم التنمية المستدامة من خلال آليات التعاون العالمي في تشكيل السياسة الخارجية والاستراتيجية الاقتصادية للعديد من الدول، ويعد ركيزة قوية للتنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي والسياسي والتبادل التجاري والاستثمارات في المنطقة وخارجها.
وأوضح أن هذه الورشة تحظى بأهمية خاصة لا سيما، وأنها تأتي بعد مرور شهرين من إطلاق الشبكة العربية لمراكز الفكر، والتي انبثقت عن الملتقى السنوي الأول لمراكز الفكر في الدول العربية، والمنعقد خلال شهر ديسمبر من عام 2023 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.. كما تمثل هذه الورشة، منصة للحوار المتبادل بين الخبراء من مراكز الفكر العربية بغية تحليل الانعكاسات الجيوسياسية والاقتصادية للتوسع في عضوية المجموعة عالميا وإقليميا ورصد التحديات التي ستواجه الدول المنضمة حديثاً في سبيل التكيف مع سياسات المجموعة وأهدافها، ومعرفة الأدوار المحتملة للدول الشرق أوسطية والإفريقية داخل المجموعة، وسعيًا لتحقيق الأهداف المبتغاة.
وأشار إلى أن الورشة تناقش محورين مهمين، الأول "بريكس والعضويات الجديدة.. الدوافع والمكاسب"، والمحور الثاني: "بريكس والعضويات المنتظرة".
وتابع التميمي قائلا "لقد أثارت تلك الموجات التوسعية لمجموعة (بريكس) وأجهزته العديد من الإشكاليات والتساؤلات البحثية، سواء المتعلقة بالتوسع بشكل عام، أو تداعيات انضمام كل دولة على حدة".
وأعرب عن ثقته بأن أعمال هذه الورشة ستشكل فضاء للعصف الفكري المبني على أسس البحث العلمي وطرح الأفكار والتصورات، التي من شأنها استشراف المستقبل فيما يخص محوري الورشة في إطار ثقافة تشاركية حقيقية بين المراكز تسهم في الارتقاء بقدراتها العلمية وتوسيع دوائر إشعاعها، من خلال الأداء الجماعي لمراكز الفكر، بغية ترسيخ أسس مستدامة للتعاون في المجال البحثي بين الأمانة العامة ومراكز الفكر العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة