أتقن زراعة وصناعة البردى.. حكاية مسن بالشرقية زوج بناته من ورق الفراعنة.. صور

السبت، 24 فبراير 2024 09:30 ص
أتقن زراعة وصناعة البردى.. حكاية مسن بالشرقية زوج بناته من ورق الفراعنة.. صور العم الشوادفى منصور
الشرقية – فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قارب على الثمانين من العمر ولا يزال العم "الشوادفى" أقدم من امتهن حرفة صناعة ورق البردى بقرية القراموص بمحافظة الشرقية، حيث يواصل إنتاج ورقة البردى متمسكا بوصية أحد أبناء القرية الذى أدخل شتلات البردى للقرية لتكون على موعد مع التاريخ، حكاية العم "الشوادفى" تحتاج إلى صفحات لسرد قصة إنسانية ملهمة لمزارع شرقاوى بسيط أتقن صناعة ورقة الفراعنة، ومازال يحتفظ بسر تلك الصناعة ومن العمل فى تلك الحرف اليدوية تمكن من تدبير نفقات زواج بناته التسعة.
 
"رحمة الله على الدكتور أنس صاحب الفضل على أهالى القرية فى تعلم زراعة وصناعة البردي".. بهذه الكلمات سرد العم "الشوادفى منصور" المقيم بقرية القراموص التابعة لمركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، حكاية دخول نبات البردى للقرية، على يد الدكتور أنس مصطفى، أستاذ الفنون الجميلة وأحد أبناء القرية فى سبعينات القرن الماضى، وأنه شاهد عيان على دخول الشتلات للقرية، قائلا: منذ أكثر من نصف قرن جلب إبن القرية البار الراحل الدكتور"أنس مصطفى" شتلات البردى وقام بزراعتها أمام منزله، وفى إحدى ليالى الشتاء الباردة جمع عدد من أهالى القرية جلسة ودية مع الراحل وحدثنا على تلك الشتلات فى بداية ازدهارها وكيف أنها جادت زراعتها فى تربة القرية، وتحويلها إلى مصدر رزق نتكسب منه داخل منازلنا وتعلمنا منه طرق الزراعة ومراحل تصنيع الورقة، وتحولت "غيطان القراموص" إلى شتلات من البردى، وتحولت المنازل لورش تصنيع وعم الخير على الجميع من تلك الحرفة اليدوية.
 
لا يزال العم "الشوادفى" صاحب الـ77 عاما يعمل بوصية الدكتور"أنس" التى نصح بها أهالى قريته بالاحتفاظ بتلك الحرفة اليدوية، وبالرغم منه أنه بلغ من الكبر عتيا إلا أنه يعتز بكونه من الرعيل الأول الذى عمل بتلك الحرفة ويعد أقدم مصنع ورقة البردى بالقرية، وزوج بناته التسعة من خير ورق البردى وعلمهن جميعا الصنعة فى فترة الصبا، قبل أن يشير إلى أن المرأة الشرقاوية تحدت العالم بصناعة تلك الورقة التى تحتاج إلى الصبر الطويل على مراحل صناعتها.
 
وأوضح العم "الشوادفى" مراحل التصنيع بداية من زراعة نبات البردى طول العام بغيطان القرية، وأنه نبات نيلي يحتاج إلى المياه باستمرار، ويتم زراعة 10 شتلات بالقيراط لكى يكون هناك مسافة بين السيقان وبعضها، ويتم حصاد وتقطيع عيدان البردى من الأرض ثم تقطعيه مقاسات  مختلفىة، حتى يصل متر فى مترين، ثم مرحلة التقطيع والتشريح إلى شرائح رفيعة بالخيط البلاستيك، ويتم وضع الشرائح فوق بعض ثم يتم الفصل بينها بالقماش، وبعدها يتم تجهيزه لعملية الكبس، ثم يترك الورق على كراتين فى الشمس ليجف، ثم تتشكل أوراق البردى، ثم نرسل الورق المطبعة لتشكيل الأوراق والرسم عليها والتلوين وتكون جاهزة للبيع.
 
وأضاف أنه يتم توزيع المنتج إلى كافة المحافظات والأماكن السياحية، مضيفا أن المعوقات التى تواجه أصحاب تلك الحرفة اليدوية هى التسويق حيث تتأثر الصناعة بأى أحداث عالمية لكونها مرتبطة بالسياحة، ويقبل السياح على شراء تلك الورقة ذات الرسومات الفرعونية أثناء زيارتهم لمصر والمحافظات السياحية كنوع من أنواع الهدايا التذكارية ولكونها ورقة فرعونية.
 
وفى سياق متصل، تسابق محافظة الشرقية، الزمن للحفاظ على صناعة البردى من الاندثار، وسبق وتم الاتفاق مع منظمة اليونسكو على إدراج صناعة البردى ضمن قائمة التراث اللامادى لتوضيح القيمة العالمية للتراث المصرى بين دول العالم، وتم تشكيل لجنة قومية لإعداد ملف الصون العاجل لصناعة البردى.
 
كما تم إعداد خطة لتنمية صناعة البردى بالتنسيق مع فريق عمل من دولة إيطاليا ووزارتى الآثار والسياحة للحفاظ على تلك الصناعة التى تمثل قيمة فنية وأثرية وترويجها سياحيا فى المعارض الدولية، كما تم التنسيق مع وزارة الآثار على عرض منتجات ورق البردى بجميع المواقع الأثرية وإنشاء معامل وورش تدريب لترميم البرديات وتحسين جودة المنتج.
 
العم-الشوادفى-منصور
العم-الشوادفى-منصور

ايات-قرانية-على-نبات-البردى
ايات-قرانية-على-نبات-البردى

حكاية-اقدم-صانع-ورقة-بردى
حكاية-اقدم-صانع-ورقة-بردى

رسومات-على-ورق-البردى
رسومات-على-ورق-البردى

رسومات-فرعونية-على-ورق-البردى
رسومات-فرعونية-على-ورق-البردى

عم-الشوادفى-زوج-بناته-التسعة-من-زراعة-نبات-البردى
عم-الشوادفى-زوج-بناته-التسعة-من-زراعة-نبات-البردى

لون-فاتح-لورقة-البردى
لون-فاتح-لورقة-البردى

مراحل-التصنيع-وتقطيع-العيدان
مراحل-التصنيع-وتقطيع-العيدان

نبات-البردى-فى-الحقل
نبات-البردى-فى-الحقل

ورقة-البردى-بعد-الرسم-عليها
ورقة-البردى-بعد-الرسم-عليها

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة