خالد دومة يكتب: تراب الأخرين

الجمعة، 23 فبراير 2024 12:27 ص
خالد دومة يكتب: تراب الأخرين خالد دومة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فالجحيم أن تعيش بلا وطن ...

وتموت في المنفى...

وتدفن في تراب الأخرين..

ـــــــــ نجيب سرور

 
أليس أشد من ذلك الجحيم، أن تعيش غريبا فوق أرضك، أن تُهجّر منها أن تطالك يد، تفرض عليك لون الحياة، التي تريدها، وهي حياة مشوبة بالذل، وتصرخ إنها أرضي وطني، فيوجه إلى جبهتك سلاح، يد الطغيان فوق رأسك، صاروخ، دبابة، وأنت أعزل لا تملك سوى الحقيقة، التي يكفرون بها، فليس لك إلا أن تموت، أو تموت، إما أن تموت وأنت حي، أو تموت تحت عجلات الإحتلال، إنه موت وفناء، أو موت وشقاء، تضيق بالحياة فتهاجر، فتهيم ضائع في أرض الأخرين، وفي موتك تكون عالة، تتوسد تراب الأخرين، تعيش على قيد الهوان، تهيم بلا هوية.
 
إن الحضارة الغربية بكل إمكانيتها، علومها وفلسفتها، سلاحها وقوتها، تلقننا دروسا إنسانية، مباديء الحرية، على أيدي من يقدسونه، حديثا في الإعلام، ومن خلال شاشات التليفزيون، في الصحف، وعلى صفحات السوشيال ميديا، في المقابل أعذار وأعمال وحشية، قوانين هشة متحولة عنصرية، تخدم فئة إنسانية واحدة، عصا وأيدي عمياء تضرب على ظهور الضعاء، ليرتدع الأخرين، صوت سياطهم القوي، وهو يسقط على ظهورهم، يدوي يقتل الأطفال والأبرياء، النساء، الشيوخ، الخراب يحيط بكل شيء، وينذر بالفناء، هل ماتت القضية؟ وأدوها أهالوا عليها من تراب الأرض، ما ينهي حياتهم، عشنا سنوات نحلم بالأمل، والأمل تزداد الهوة بيننا وبينه، كان الأمل الذي يبدو ظاهرا من بعيد، ليس إلا عقاب، يطير قلوبنا، وينهال علينا، بكل قسوة، القضية العالقة في عنق التاريخ، والتي ستظل عالقة، ليظل العالم ينزف من جرائها، إلى أن تموت قضية البحث عن الكرامة، لشعب كامل، تكالب عليه الأقوياء، وتقاعس عن مناصرته الضعفاء والمتخازلين، وأصحاب المصالح، شعب بأكمله يعيش في بلاده أسير الغرباء لا ينعم، كما ينعم الأخرون بحريتهم بخصوصيتهم، لماذا يعترض العالم؟ إذا كان الأمر يحتاج نخوة الرجال، أليسوا رجال يعلمون أبنائهم، حب الوطن، التفاني فيه التضحية من أجله الموت في سبيله، أيتعلمها جميع شعوب العالم، ونستثني منها شعبا واحدا، نعلمه كيف يتخازل، كيف يرضى الهوان، أن تجاري المحتل، أن تنظر إليه، ولا يصيبك هما وكربا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة