اليوم.. ذكرى رحيل مختار التتش أسطورة الأهلى الخالدة

الأربعاء، 21 فبراير 2024 07:30 ص
اليوم.. ذكرى رحيل مختار التتش أسطورة الأهلى الخالدة مختار التتش
كتبت لبنى عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الاربعاء ذكرى وفاة محمود مختار محمد رفاعى الشهير بـ"مختار التتش" الأب الروحى للأهلى، ولد التتش فى 29 سبتمبر عام 1905 بالسيدة زينب بالقاهرة، وشارك وهو فى الثامنة عشرة من عمره مع فريق مدرسة محمد على الابتدائية وكان أصغر لاعبيها جسما وسنا ولكنه كان أكثرهم مهارة.
 
انتقل التتش بعدها إلى مدرسة السعيدية ولم يهزم فريقها أبدًا طوال السنوات التى قضاها بها، وبعدما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية الحقوق وحصل على البكالوريا قبل أن يكتشفه النادى الأهلى ويضمه لصفوف فريقه الأول عام 1922، وكانت أول مباراة له أمام الطيران الإنجليزى فى الكأس السلطانية وفاز الأهلى فيها بهدفين لهدف، وأحرز التتش هدفا فى هذه المباراة وكانت بداية انطلاقه مع الأهلى وبداية نجومية لاعب قدير.
 
ويرجع لقب مختار بالتتش إلى اللورد لويد المندوب السامى البريطانى فى مصر آنذاك، حيث كان اللورد لاعب كرة قدم قديما وكان يتابع كرة القدم فى مصر، وعندما شاهد مختار يلعب أُعجب به إعجاباً شديداً وقال إنه يتحكم بالكرة بقدمه أفضل منه شخصيا عندما يتحكم بالبرتقالة فى يده وكان عندما يقابله يبادره بقوله "هاللو تتش".
 
ومثلما كان محمود مختار لاعبًا يضرب به المثل، فى موهبته ومهاراته، يضرب به المثل حتى اليوم فى المبادئ والأخلاق، ولعل أبرز سمات شخصية التتش هى حبه الشديد للرياضة ولكرة القدم، وإنكاره الدائم لذاته، فكان يردد دائمًا بأن الفريق هو الذى يكسب المباراة وليس اللاعب وهذا فى وقت كانت فردية الأداء تظهر جلية، وتجذب الجماهير، وقد أجمعت دوائر الكرة فى عصر التتش على أنه كان يتمتع بثلاث صفات : الهواية، واللياقة، والأخلاق.
 
تولى «التتش» قيادة النادى الأهلى ومنتخب مصر لـ 17 عامًا مليئة بالعطاء، وعدم ادخار جهد أو عرق فى تلك الفترة، حيث قاد التتش المنتخب المصرى للفوز بالمركز الرابع فى دورة امستردام الأولمبية عام 1928، وكان هذا المركز بمثابة الوصول للمربع الذهبى فى كأس العالم لكرة القدم.
 
وفى سياق المهام الوطنية للنادى الأهلى، سافر فريق النادى الأهلى عام 1943 إلى فلسطين تلبية لدعوة الأندية الفلسطينية لتعزيز موقفها فى مواجهة الأندية الصهيونية، وقتها رفض اتحاد الكرة الذى كان يترأسه محمد حيدر باشا ياور الملك فاروق، سفر بعثة الأهلى إلى فلسطين بضغط من السلطات البريطانية، إلا أن مختار التتش جمع فريق الأهلى وسافر بصورة غير رسمية ليلبى دعوة بالمخالفة لقرار اتحاد الكرة الأمر الذى ترتب عليه شطب فريق النادى الأهلى كله، و حرمانه من المشاركة فى النشاط المحلى وأهمه كأس مصر.
 
وظل الأهلى محروما لعدة أشهر من النشاط، حتى قرر اتحاد الكرة العفو عن لاعبيه شريطة أن يحضر لاعبو الأهلى إلى مقر اتحاد الكرة، والتوقيع على اعتذار رسمى وآسف على السفر إلى فلسطين دون موافقة اتحاد الكرة، وبالفعل ذهب كل اللاعبين، تنفيذا لتعليمات محمد حسنين باشا رئيس النادى الأهلى آنذاك باستثناء لاعب واحد هو مختار التتش الذى أرسل برقية إلى رئيس اتحاد الكرة محمد حيدر باشا يقول فيها "لقد ذهبنا إلى فلسطين فى مهمة وطنية، وهو موقف من العار الاعتذار عنه وبناء عليه فإنه لا يشرفنى الانتماء لاتحاد كرة يترأسه أمثالك"، وأصيب حيدر باشا بصدمة، فتم شطب مختار التتش
 
وظل التتش لاعبًا بالفريق حتى اعتزل الكرة عام 1940، وهو فى أتم لياقة وأعلى مستوى، وكان يرى أن هذا وقت الاعتزال المناسب، وكان اعتزاله صدمة هزت جماهير الأهلى والكرة المصرية، وطالبه الكثيرون بالبقاء.
 
ساهم التتش فى تأسيس الاتحاد المصرى للبلياردو، وبدأ نشاط الاتحاد المصرى عام 1944 ولم تكن اللعبة تمارس بالنادى فى ذلك الوقت، بعد بيع طاولات البلياردو فى الثلاثينات، ومع ذلك تأسس الاتحاد بفضل جهود نجمى كرة القدم الكبيرين حسين حجازى ومحمود مختار ( التتش ) وعملاق رفع الأثقال وبطل العالم السيد نصير، وكونوا اتحادًا رسميًا بلوائحه وقوانينه وأقاموا مباريات محلية و دولية
 
بعد اعتزال التتش لعب كرة القدم لم يبتعد عن الرياضة، حيث عمل مدربًا لفريق الكرة بالنادى الأهلى ثم سكرتيرًا للعبة، ومراقبًا للألعاب فى النادى، ونائبًا فى مجلس الدولة، ثم تولى منصب المدير العام لرعاية الشباب بوزارة الشئون الاجتمـاعية، وسكرتيرًا للجنة الأوليمبية المصرية من عام 1956 إلى عام 1959، وعضو لجنة التخطيط بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب، ثم وكيل وزارة الشباب، وأشرف طوال فترة عمله الإدارى على سن ووضع القوانين التى تنظم النشاط الرياضى فى الأندية والاتحادات واللجنة الأوليمبية.
 
وفى أكتوبر عام 1965 أحيل محمود مختار إلى المعاش، فمنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الرياضة من الدرجة الأولى اعترافا بفضله على الرياضة المصرية.
 
ظل مختار التتش وفيا لناديه إلى آخر لحظة فى حياته، ففى يوم 21 فبراير 1965 كان يجلس فى الصباح بين أصدقائه فى الأهلى، وفجأة شعر بإرهاق، فتوجه فورًا إلى منزله، و بمنزله وافته المنية، مخلفاً تاريخاً عظيماً فى القلعة الحمراء، التى أطلقت إسمه على ملعب الفريق بالجزيرة تخليداً لأحد الرموز التاريخية بالنادي.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة