يضع مسلسل "الحشاشين" النجم كريم عبد العزيز فى تحدٍّ جديد، لعله الأكبر طوال مشواره الفنى فى السينما والتليفزيون، وعبر شخصية حسن الصباح بكل ما أحاط بها من ألغاز وشبهات، وما أُثير عنها من تعقيد وامتلاك لناصية الخطابة والمراوغة والقدرة على التلاعب بالنصوص والعقول، يعيد كريم اكتشاف نفسه فى مساحة جديدة تماما، وعبر إطلالة مغايرة فى الشكل والأداء والمقاربة النفسية.
وكريم عبد العزيز أحد أبرز نجوم الفن فى جيل التسعينيات، وتنوعت أعماله بين الكوميديا والحركة والموضوعات الاجتماعية والعاطفية؛ إلا أنه لم يتصدّ من قبل لتجربة تاريخية ذات بُعد ثقافى وعقائدى مُركب كما فى حالة "الحشاشين"، وإلى جانبه يحضر طابور من النجوم فى مُغامرات فنية مُحفزة، فالنجم أحمد عيد يتجاوز رصيده الكوميدى الطويل إلى شخصية "زايد بن سيحون" أحد قيادات الطائفة المتطرفة، وميرنا نور الدين تتخطى حدود البنت الجميلة الهادئة لتُرافق حسن الصباح بشخصية زوجته "دنيا زاد"، وكذلك الموهبة الشابة نور إيهاب وتلعب دور جارية بأحد القصور، والنجم فتحى عبدالوهاب يلعب دور الوزير الشهير نظام الملك، فيما يجسد نيقولا معوض شخصية عمر الخيام، وعابد عنانى فى دور نزار ابن الخليفة المستنصر ووريثه فى الحكم.
وإن كانت "الحشاشين" خطوة متقدمة على طريق الدراما التاريخية، بنكهة تمزج التثقيف والتنوير، بمتعة الحكاية، ومهمة تفكيك منظومة استغلال الدين فى تمرير أهداف سياسية ومصالح شخصية لقادة التنظيمات المتطرفة؛ فإن المسلسل ليس التجربة التاريخية الأولى، كان "رسالة الإمام" فى رمضان الماضى من رهانات المتحدة المهمة، واستدعى سيرة الإمام الشافعى ليقدم رسالة روحانية وعقائدية تواجه التطرف، وتحض على الاعتدال بما يناسب روح المصريين الوسطية، كما تضمن الموسم مسلسل "سره الباتع" المستوحى من قصة يوسف إدريس، ويدور فى زمنين رابطا بين نضال المصريين ضد الحملة الفرنسية وتداعيات فترة 2011 بأحداثها الحاشدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة