سمير مرقس: قراءة تاريخ مصر كانت جزءًا من المشروع الثقافي لرفاعة الطهطاوي

الثلاثاء، 20 فبراير 2024 12:42 ص
سمير مرقس: قراءة تاريخ مصر كانت جزءًا من المشروع الثقافي لرفاعة الطهطاوي الدكتور سمير مرقس المفكر السياسي
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شقال الدكتور سمير مرقس المفكر السياسى، أن المنهج الذى يكتب به تاريخ أى أمنة هو أمر يتعلق بأمنها القومى، مشيرًا إلى أن الأمن القومى يقصد به فى هذه العبارة المعنى الواسع للكلمة، أى أن هناك حاجة إلى أن يكون كل المواطنين فى مصر فى نفس الموجة بالنسبة لاستقبالهم للتاريخ، حيث يمكنهم الاختلاف مع التاريخ، ولكن يجب أن يكون هناك ذاكرة وطنية واحدة

 

وأضاف "مرقس"، خلال حواره مع الإعلامى والكاتب الصحفى محمد الباز، مقدم برنامج "الشاهد"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "إن لم يكن لدينا ذاكرة وطنية واحدة، فإننا سنكون أمام أكثر من مصر، أى أن كل تيار سيخلق تاريخه ويقصى تاريخ الآخرين، وما هكذا يمكننا ضمان تطور مريح للوطن".

 

وتابع الكاتب السياسي: "فى فرنسا، ثمة منتقدون كثر للثورة الفرنسية، ولكن لا أحد يختلف هناك على قيمتها كمحطة أساسية فى التاريخ الإنسانية، وإذا انطلقنا من هذه النقطة نكون قد وحدنا فى الحد الأدنى للذاكرة الوطنية للأمة، وإن طبقنا هذا الأمر على ما حدث فى 23 يوليو 1952، فإننا لن نجد هذا الأمر، حتى ثورة 19 هناك من يختلفون حولها وسعد زغلول باشا".

 

وقال سمير مرقس، أن محاولات مبكرة لكتابة تاريخ وطنى بدأت مع المقريزى، وكانت ذروة الحالات الخاصة فى كتابة التاريخ كانت مع رفاعة رافع الطهطاوى. 

 

ولفت إلى أن "جزء من مشروع الطهطاوى الثقافى كان قراءة تاريخ مصر، وكثيرون لا يعرفون هذه المعلومة، فقد قال إنه لا يمكن النهوض بغير العودة إلى قراءة التاريخ لمعرفة كيفية وصولنا إلى ما نحن عليه". 

 

وتابع الكاتب السياسي: "بدأ مشروع الطهطاوى، ولكن الاحتلال البريطانى أسس كيفية التعاطى مع مناهج التاريخ فى بلدنا، وللأسف، ظلت أقسام التاريخ فى مصر متأثرة بالتصنيف الاستشراقى بشكل عام، وهو ما اكتشفته فى بداية عملى عن الأقباط، فقد تعامل التاريخ المصرى بسبب الاحتلال مع الأقباط على أنهم أهل الذمة، ولكن بعد 23 يوليو 1952 بدأ بعض المؤرخين الرواد فى تفكيك هذه الفكرة".

 

وأكد أن الكتابات الأجنبية الاستشراقية عن مصر لا تعطِ أى اعتبار لرفاعة الطهطاوى، موضحًا: "هو شخص مهم جدا، ويبدو أن المستشرقين لا يريدون تبيان أهميته لأن مشروع الحداثة فى مصر معلق برقبته". 

 

وأضاف "مرقس"، : "أحد المؤرخين ألف كتاب بعنوان مصر تبحث عن نفسها، وهو الذى وضع بذرة عدم ذكر الطهطاوى على الإطلاق، وكتب المفكر ويليام سليمان دراسة مبكرة اسمها الطهطاوى مستبعدا". 

 

وتابع الكاتب السياسي: "تأثرنا بطريقة التصنيف والمنهجية الاستشراقية، مثلا، مَن وضع التسنيف التاريخ لمصر وهو فترة الأسرات والبطالمة والعرب وغيرهم.. على أى أساس؟ أساس أنظمة الحكم، ولا أستطيع استيعاب فكرة تصنيف مصر طبقا لفترات الاحتلال، وهناك احتفاء شديد بدقلديانوس فى التاريخ المصرى وهو حاكم رومانى معروف فى التاريخ المسيحى بأنه أكثر حاكم عانى منه المسيحيون فى مصر".

 

ولفت إلى أن التاريخ المصرى فى حاجة إلى تصنيف جديد مرتبط بحركة المواطنين المصريين وليس المحتلين، مثلا، الاحتلال العثمانى الذى قِيل إنه فتح أو خلافة عثمانية

 

وأضاف "مرقس": "بالنسبة للاحتلال العثمانى، المصريون مسلمون ومسيحيون لم يستفيدوا منه، فقد عانى الأقباط من دفع الجزية، وكان المسلمون يدفعون الخراج". 

 

وتابع الكاتب السياسي: "استغرقنا فترات طويلة للخروج من المنهجية الاستشراقية فى كتابة التاريخ المصرى ونجحنا، ولكن يبدو لى أنه نتيجة الـ4 أو الـ5 عقود الماضية التى انتشرت فيها رؤى دينية، فقد جرى إعادة النظر فى الوضع القانونى لغير المسلمين، وهذا الأمر مثل ردة على مناهجنا العلمية". 

 

وواصل: "مثلا، بعض كتاب التاريخ يعيدون قراءة التاريخ من منظور دينى رغم أنه متغير بطبعه، مثلا، ثورة البشامرة التى كانت حركة اجتماعية نتيجة معاناة الفلاحين فى مصر وعمل المأمون على وأد هذه الحركة الاجتماعية، فكيف نقوم ما حدث أن كنا نقرأ التاريخ من منظور ديني؟!".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة