محمد حسنين هيكل تاريخ مهنى لا يُمحى.. 8 أعوام على رحيل "الجورنالجى" وصحفى القرن.. قضى 74 عاما فى بلاط صاحبة الجلالة.. وعاصر ملكين و7 رؤساء جمهورية.. وكتابات "الأستاذ" أرخت لتاريخ مصر المعاصر وصناعة سياستها

السبت، 17 فبراير 2024 12:00 م
محمد حسنين هيكل تاريخ مهنى لا يُمحى.. 8 أعوام على رحيل "الجورنالجى" وصحفى القرن.. قضى 74 عاما فى بلاط صاحبة الجلالة.. وعاصر ملكين و7 رؤساء جمهورية.. وكتابات "الأستاذ" أرخت لتاريخ مصر المعاصر وصناعة سياستها الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل
كتب محمد السيد الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

8 أعوام مروا على رحيل واحد من أهم صناع وكتاب الصحافة، أنه الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل، الذى قضى 74 عاما فى بلاط صاحبة الجلالة، ولد فى 23 سبتمبر من عام 1923، بقرية باسوس بمحافظة القليوبية، تلقى تعليمه فى القاهرة وبدأ الدراسة بالمراحل المتصلة ثم اتجه إلى الصحافة فى وقت مبكر حيث التحق بجريدة "الايجيبشيان جازيت" حيث عمل كمحرر تحت التمرين بقسم الحوادث ثم انتقل إلى القسم الألماني.

شارك الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل فى تغطية بعض المعارك التى خلفتها الحرب العالمية الثانية، ثم التحق بمجلة آخر ساعة عام 1945 كمحرر أيضا واستمر فى العمل بهذه المجلة حتى أصبحت تحت ملكية جريدة أخبار اليوم، وخلال هذه الفترة عمل "هيكل" كمراسل متجول لجريدة أخبار اليوم لينقل الأحداث الجارية من كل مكان بالعالم سواء فى الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى حتى أنه سافر إلى كوريا وإلى أفريقيا وحتى البلقان، واستقر بمصر عام 1951 حيث تولى منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة وفى نفس الوقت مدير تحرير جريدة أخبار اليوم واستطاع من خلال وظيفته أن يتلمس الواقع السياسى الجارى فى مصر آنذاك، ثم عين رئيس تحرير جريدة الأهرام من بعد أن اعتذر عن هذا المنصب إلا أنه استمر فيه لمدة 17 عاما وكان له عمود أسبوعى خاص به تحت عنوان بصراحة حيث استطاع أن يكتب فى هذا العمود لعام 1994.

وعلى مدى 74 عاما وهى رحلة الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، فى بلاط صاحبة الجلالة، عاش خلالهم بين دهاليز الرؤساء مؤثرا بأفكاره ومواقفه، الأستاذ كما يطلق عليه الكثير عاصر ملكين و7 رؤساء جمهورية، كانت الاتصالات بين الكاتب الكبير حسنين هيكل واللواء محمد نجيب تجرى على أرضية غير ممهدة، وفى عام 1952 استطاع الأستاذ ملازمة جمال عبد الناصر والتعايش بالقرب منه ومتابعته وسنوات حوار لم يتوقف معه فى كل مكان، وجاءت ثورة 23 يوليو لتكون بمثابة ميلاد جديد للأستاذ واستطاع من خلال متابعته وتغطيته لتطورات حركة الجيش ورحيل الملك وتشكيل الوزارة، أن تنشأ بينه وعبد الناصر علاقة وطيدة، وحرر كتاب صدر للرئيس جمال عبد الناصر عام 1953 بعنوان "فلسفة الثورة ".

وكان الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل أقرب الصحفيين إلى الرئيس جمال عبد الناصر، وبداية معرفته بعبد الناصر كانت عام 1948 أثناء حرب فلسطين، حينما أصر هيكل على السفر إلى فلسطين لتغطية أخبار الحرب- حسب ما ذكره فى احدى الحوارات-، وكان الصحفى المصرى الوحيد الذى استطاع السفر إلى هناك بطريقته الخاصة، وليقابل عبد الناصر بإعتباره أحد أبطال الحرب.

وظهرت الصداقة التى ربطت هيكل بعبد الناصر جلية فى صياغته لخطاب التنحى الذى ألقاه عبد الناصر على الشعب بعد حلول نكسة عام 1967، وهو الخطاب الذى تمكن فيه الرئيس المهزوم من جعل موقف المصريين موقفًا عاطفيًّا يتمسك فيه المصريون برئيسهم، وإلى جانب العمل الصحفى شارك الأستاذ فى الحياة السياسية حيث تولى منصب وزير الإرشاد القومى عام 1970، وحين تحدث الكاتب الكبير حسنين هيكل عن فترة معاصرته للزعيم، قال: "كان عبد الناصر يتصل بى مرتين، الأولى قبل نومه، والثانية عندما يستيقظ".

رحل عبد الناصر وظل هيكل قريبا من الرئاسة فى عهد السادات فكتب العديد من الخطابات التى ألقاها الرئيس السادات أمام البرلمان، لكن سرعان ما اختلفا، فنشر السادات قرارًا فى الصحف يوم 2 فبراير 1974 بأن يُنقل هيكل من رئاسة تحرير الأهرام إلى قصر عابدين كمستشار لرئيس الجمهورية، وهو ما رفضه هيكل وجعله يقول عبارته الشهيرة التى تصدرت عناوين الصحف حينها "إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجى من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقرارى وحدي.. وقرارى هو أن أتفرغ لكتابة كتبي.. وفقط"، كما اختلف الأستاذ مع السادات حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر وشن حملة شرسة على الرئيس السادات بأنه ينحرف عن مسار ناصر، حتى وصل الأمر ليكون هيكل هو الاسم الثانى فى قائمة ضمت أكثر من 1000 اسم صدرت بحقهم أوامر اعتقال فى سبتمبر 1981.

وجاء الرئيس الأسبق حسنى مبارك وتولى حكم مصر عام 1981 وبادر بالإفراج عن كل المعتقلين فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ومن بينهم هيكل، ودعاه إلى قصر الرئاسة ودار حديث بينهما امتد لـ 6 ساعات متواصلة، وفقا لما أورده هيكل فى كتاب "مبارك من المنصة إلى الميدان"، وأعلن هيكل عن تأييده الشخصى لمبارك فى البداية، ودعا كل المواطنين لمساندته لينجح فى أداء مهمته بنجاح، وفى عام 2002 بدأت علاقة هيكل بمبارك تتوتر بعدما ألقى الأخير محاضرة فى الجامعة الأمريكية قال فيها "إن السلطة شاخت فى مواقعها، وهناك مخطط واضح لتوريث الحكم، ومهما كانت الصورة حلوة، فلابد أن نقول كفاية"، وقد سبق هذا موقف اخر عندما جرى تمرير القانون 93 لسنة 1995 لنقابة الصحفيين وقتها وجه رسالته القوية للنظام، قال فيها: "إن هذا القانون فى ظنى يعكس سلطة شاخت فى مواقعها وهى تشعر أن الحوادث قد تجاوزتها".

وفى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، استعان بالكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل للاستماع عن تصوراته للمشهد السياسى، حيث عقد مرسى لقاء بينه وبين هيكل استغرق حوالى 100 دقيقة شهد مناقشات بين الجانبين حول الأوضاع الراهنة الدخلية والخارجية، كما استقبل المستشار عدلى محمود منصور خلال تولية رئاسة الجمهورية فى المرحلة الانتقالية، الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، للاستماع إلى رؤيته حول التطورات الداخلية والخارجية، أما بالنسبة عن علاقته بالرئيس عبد الفتاح السيسى بدأت فى مارس 2010 عندما تولى الرئيس السيسى رئاسة المخابرات الحربية، وانحاز الأستاذ إلى ترشيح السيسى لرئاسة الجمهورية، عقب سقوط حكم الإخوان وكان هو من سماه بـ"مرشح الضرورة".

ساهم الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل فى صياغة السياسة فى مصر منذ فترة الملك فاروق حتى حتى رحل عن عالمنا فى 17 فبراير عام 2016، تولى خلالها مناصب صحفية هامة مثل رئيس تحرير جريدة الأهرام، وقدم عشرات الكتب التى كان فيها صحفيا وكاتبا ومُحللا وشاهدا على التاريخ.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة