انطلقت اليوم، السبت، أعمال القمة السابعة والثلاثين للاتحاد الأفريقي من أديس أبابا والتى تستمر على مدار يومين من 17 إلى 18 فبراير 2024"، تحت شعار "تعليم أفريقى يواكب القرن الحادى والعشرين "، وهيمن العدوان الإسرائيلى وازمة السودان على كلمات الوفود، ومن قاعة نلسون مانديال، من مركز مؤتمرات الاتحاد الأفريقى، بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة كلمة موسى فكى محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى.
وفى كلمته قال رئيس مفوّضية الاتحاد الأفريقى موسى فقى محمد إن «الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة يتعرض لإبادة جماعية»، مؤكدا تضامن تكتل القارة السمراء الكامل مع الشعب الفلسطينى.
وطالب فكى بـ«حصول الشعب الفلسطينى على كامل حريته»، واصفا قرار محكمة العدل الدولية بشأن غزة بـ«الانتصار لكل الدول المساندة للقضية الفلسطينية».
كما أكد، فكى فى كلمته بافتتاح القمة الأفريقية، دعم موقف جنوب أفريقيا، وطالب بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية، معتبرا قرارها انتصارا لكل الدول المساندة للقضية الفلسطينية.
اعتبر رئيس المفوضية الأفريقية أن هذا البلد «لا يزال منقسما وواقعا تحت التدخلات الخارجية».
وأضاف أن «السودان ممزق ويعيش فى فوضى تامة»، داعيا إلى حل سياسى فى هذا البلد بمشاركة منظمة «إيجاد» والاتحاد الأفريقى والمجتمع الدولى.
بدوره اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الشراكة العربية الأفريقية من أقدم الشراكات التى يتجلى فيها عمق الروابط العربية والأفريقية متطلعا إلى تعزيز جهودنا من أجل دفع هذه الشراكة نحو آفاق أوسع للاستفادة بكافة الموارد الطبيعية والبشرية الكامنة فى كلتا المنطقتين العربية والأفريقية.
وأضاف أبو الغيط، خلال كلمته أمام قمة الاتحاد الأفريقى اليوم السبت، أن انعقاد القمة العربية الأفريقية الخامسة يمثل مصلحة مشتركة وتتويجًا مهمًا للتعاون بين المنطقتين حيث تعمل الجامعة العربية بشكل مستمر ومتواصل مع كافة الأطراف على التحضير الجيد لانعقادها، وتعزيز الجهود الرامية لنجاح كافة برامج التعاون العربى الأفريقى القائمة، والعمل على استكمال الخطوات اللازمة لإنشاء الصندوق العربى الأفريقى للحد من الكوارث والمركز العربى الأفريقى لتبادل المعلومات حول الهجرة، وغير ذلك من أطر التعاون المؤسسى.
واستطرد أن قطاع غزة مازال يشهد حربًا همجية، غير مسبوقة فى وحشيتها وانتهاكها للقانون الدولى الإنسانى حيث فقد عشرات الآلاف حياتهم، وأغلبهم من النساء والأطفال ويستمر الاحتلال – الذى يفتقد لأى شرعية قانونية أو أخلاقية – فى ارتكاب المذابح ومتابعة تنفيذ مخطط اليمين المتطرف بإفراغ الأرض المحتلة من سكانها بتحقيق التطهير العرقى.
وأوضح الأمين العام أن هذه الحرب الوحشية تعكس عجزًا دوليًا عن وقف العدوان برغم قوة الرأى العالمى، وارتفاع صوت الرفض لهذه الجرائم ولكن الحرب، من ناحية أخرى، أيقظت صوت الجنوب ووحدت مواقف الدول المتضامنة مع الحق الفلسطينى والرافضة لاستمرار آخر استعمار باقٍ على ظهر الأرض.
وثمن كافة المواقف الأفريقية التى عبرت عن الانحياز المبدئى لقيم العدالة والقانون وحقوق الإنسان موضحا أن هذه المواقف لابد أن تتواصل وتتعمق حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 باعتبار ذلك الحل الوحيد العقلانى لإنهاء الصراع وهو الحل الذى تبنته جامعة الدول العربية منذ إقرار مبادرة السلام العربية فى قمة بيروت 2002.
وأعرب عن تقديره لما قامت به جنوب أفريقيا، ولازالت، من جهود فى محاسبة الاحتلال وفضح جرائمه والسعى لوضع حد للمذبحة بإقامة الدعوى ضد إسرائيل فى محكمة العدل الدولية.
وعن الأزمة السودانية، يقول أبو الغيط أن الجامعة العربية لم تتوقف عن الدعوة فى كافة قرارتها واجتماعاتها إلى ضرورة وقف الاشتباكات المسلحة حقنًا للدماء وحفاظًا على أمن وسلامة الشعب السودانى ومقدراته وصونًا لوحدة أراضى السودان وسيادته.
بينما يبقى دعم أمن واستقرار ووحدة وسيادة الصومال وسلامة أراضيه من بين الأولويات الرئيسية للجامعة العربية، بحسب أبو الغيط، حيث تنظر الجامعة العربية بكل ارتياح للإنجازات التى حققها الصومال على أصعدة مختلفة، غير أن التحدى الأخطر الذى تواجهه الدولة الصومالية حاليًا يتمثل فى المحاولات الانفصالية لبعض أقاليمها، ولا تزال الجامعة مستمرة فى مساعيها لدعم الصومال فى الدفاع عن حقوقه السيادية، بالتعاون مع حكومة الصومال الفيدرالية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى والمنظمات الاقليمية ذات الصلة لمنع أى تهديد لوحدة وسيادة الصومال.
من جانبه دعا رئيس الوزراء محمد اشتية، فى كلمة دولة فلسطين فى القمة الأفريقية، نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إلى نبذ إسرائيل دوليا وفرض العقوبات عليها بسبب خرقها القانون الدولى بشكل متعمد، لدفعها إلى وقف عدوانها وبرنامجها الاستعمارى الاستيطانى.
وأضاف رئيس الوزراء أن الاتحاد الأفريقى أصاب عندما منع أن تكون إسرائيل دولة مراقبًا فى الاتحاد، ومنع تسلل ممثلين عنها إلى هذا المحفل العام الماضى.
وتابع: "إن إسرائيل دولة أبرتهايد ودولة تمييز عنصرى بالقانون والممارسة، وهناك تقارير دولية وثقت ذلك من هيومان رايتس ووتش وامنستى، وبعد كل الذى اقترفته بحق الشعب الفلسطينى، هل يعقل أن يكون أحد مع إسرائيل وسياساتها؟"
وقال اشتية: "إن دولة جنوب أفريقيا الصديقة، باسم أفريقيا وكل العالم الحر، تحاكم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، واليوم إسرائيل تقف متهمة أمام المحكمة الدولية بأنها دولة مجرمة".
وتابع: "المحكمة ستبدأ بعد غد بالاستماع أيضا إلى 56 مرافعة، بأن الاحتلال الإسرائيلى غير قانونى وغير شرعى، بناء على قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة تقدمت به دولة فلسطين".
وأوضح أن "إسرائيل تقتل من باب الانتقام، وبعد 134 يوما من العدوان وتريد الاستمرار لأطول مدة ممكنة لخدمة بقاء نتنياهو على مقعد رئاسة الوزراء، ويجب عدم السماح بذلك".
وطالب رئيس الوزراء الاتحاد الأفريقى بإعلاء الصوت بالمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى فورا وخصوصا ما يجرى الآن برفح، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المنكوب، وكذلك محاربة البرنامج الاستعمارى الاستيطانى الذى تنفذه إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية.
ورحّب رئيس الوزراء بالجهود السياسية والمبادرة لخلق مسار سياسى، لكنه أوضح أن المطلوب هو "الخروج من البيانات والخطط والأفكار إلى الأفعال، وعدم العودة إلى مسار مفاوضات آخر فى وقت لا يوجد فيه شريك فى إسرائيل".
ودعا إلى وضع المشروع الاستيطانى برمته تحت العقوبات الدولية، عبر مقاطعة منتجات المستوطنات ومقاطعة المؤسسات الاستيطانية والمستوطنين، مشيرا إلى أهمية استكمال ما فعلته بعض الدول بوضعها عددا من المستوطنين على قوائم الإرهاب.
وأدان رئيس جمهورية البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التى راح ضحيتها الآلاف، أغلبهم من النساء والأطفال.
وقال الرئيس دا سيلفا أن حل الصراع يكمن فى تحرك الجميع سريعا لإنشاء دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة كدولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة.
وتهيمن الأزمات الأمنية المتفاقمة على جدول أعمال القمة السنوية للاتحاد الأفريقى، حيت تتزامن القمة مع عدد من الأزمات فى المنطقة ولاسيما القارة السمراء، وأبرزها، الأزمة السودانية، إلى جانب تصاعد التوتر بين إثيوبيا والصومال بعد توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع اقليم ارض الصومال المنشق، إلى جانب موقف الاتحاد الأفريقى من العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.
ومن المقرر أن تشهد هذه الدورة النظر فى مستقبل المنظمة الأفريقية وآليات دعم العمل الأفريقى المشترك وتقدم مسار إنشاء المنطقة الأفريقية للتبادل التجارى، كما سيتم خلالها إطلاق سنة 2024 سنة للتربية فى القارة.
ويحضر القمة عددا من زعماء القارة، فى مقدمتهم الرئيس الإثيوبى، ووغزالى عثمانى، رئيس الاتحاد الأفريقى ورئيس اتحاد جزر القمر، وموسى فكى محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، ورئيس جمهورية كلا من نيجيريا ونامبيا وليبيريا، والرئيس الموريتانى محمد ولد الشيخ الغزوانى، فضلا عن الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، ووزير الخارجية الفلسطينى محمد أشتية، وانطو نطونيو جوتيريش، الأمينمين العام للامم المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة