<< مدير مجمع ناصر الطبي قبل أيام من اعتقاله: نحن محاصرون ولا نستطيع رؤية عائلاتنا
<< مدير مستشفى غزة الأوروبى: نضطر لوضع المرضى على الأرض بلا فراش.. ولا يوجد مياه وكهرباء وطعام وأدوية وخيام
<< مدير مستشفى يوسف النجار: اضطررنا لبتر قدم مريض في الاستقبال .. ومرضى الأورام يتألمون لعدم وجود علاج
ودع الطبيبان "إياد" و"جميل"، أسرتهما في مخيم جباليا، عصر يوم السبت 7 أكتوبر، وكلاهما ذهبا إلى مكان عملهما بإحدى مستشفيات شمال قطاع غزة، حيث كانت بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وبينما بدأت أعداد الشهداء والمصابين تتردد بكثافة على جميع مستشفيات القطاع، كل منهما ألقى النظرة الأخيرة على أسرته وهو لا يعلم إذا كان سيراهم مرة أخرى أم لا؟، هل سيعود لمنزله في ذات اليوم أو اليوم التالى؟ هل سيعود سيجد زوجته وأطفاله منتظرينه في المنزل؟ ما هو عدد الأيام التى سيستمر فيها هذا القصف؟، مستقبل مظلم لا أحد يعرف ماذا الذي تخبئه له الأيام المقبلة.
ذهب "إياد" و"جميل" إلى المستشفى التى يعملان بها، ليستقبلا مع زملائهما أعداد كبيرة من الجرحى والشهداء في كل مكان، وقد لا يجدان موضع قدم من كثرة البشر المتواجدين في المستشفى، إضافة إلى أعداد النازحين الكبيرة أيضا، فالأمر لا يتقصر على المرضى والمصابين، بل أيضا هناك إناس بلا مأوى ذهبوا إلى المستشفى كمكان نزوح آمن لهم بعد تدمير الاحتلال منازلهم.
الوضع أصبح يزداد بؤسا، الأيام تمر ولا جديد، كلاهما يضطر للعمل 24 ساعة لعدة أيام كى يستطيع أن يعالج كل تلك الأعداد من المصابين، رائحة الدماء تفوح في كل جدران المستشفى، القصف يمعنوه طيلة اليوم، رعب في كل مكان، صرخات الأطفال والأمهات والأباء تكاد تخلع القلوب، وسط كل هذه الأجواء، يجد "إياد" و"جميل" أنفسهما مضطران إلى تحمل كل تلك الضغوط وسرعة إسعاف المصابين وإجراء عمليات جراحية دقيقة لإنقاذ حياة الجرحى.
بعد 3 أشهر من العدوان، شعر "إياد" بالقلق على أسرته التى تعيش في مخيم جباليا، والذي شهد عمليات قصف متتالية ومجازر بشعة ونسف لمربعات سكنية، استأذن "إياد" وخرج ليذهب إلى منزله كي يطمأن على زوجته وأطفاله، لتستهدفه قناصة الاحتلال الذين يحيطون بالأماكن القريبة من مستشفيات شمال القطاع، ويسقط "إياد" شهيدًا على الفور، وينقله عدد من المارة إلى ذات المستشفى التى يعمل بها.
بينما صديقه "جميل"، فإن مصيره لم يختلف كثيرا، حيث وجد نفسه يستقبل زوجته وأبنائه الثلاثة شهداء ضمن مجموعة من الشهداء والمصابين الذين جاءوا للمستشفى بعد قصف الاحتلال لمخيم جباليا، بعد أن فشل في رؤيتهم طيلة 3 أشهر نظرا لعدم قدرته على مغادرة المستشفى منذ بداية العدوان، ليجد نفسه وحيدا في تلك الدنيا، ويدفع فاتورة أنه فلسطينيا.
قصة مؤلمة، ولكنها حال كل طبيب يعمل فى قطاع غزة، سواء في شمالها أو جنوبها أو وسط القطاع، كل المستشفيات إما تم استهدافها أو حصارها أو اقتحامها، فوفقًا لبيان المكتب الإعلامى الحكومى في غزة، الصادر في 8 فبراير الجاري، فإن عدد الشهداء من الأطقم الطبية وصل إلى 340 شهيدا من الطواقم الطبية، وهناك 30 مستشفى أخرجها الاحتلال عن الخدمة، بجانب إخراج 53 مركزا صحيا أيضا عن الخدمة، وهناك 150 مؤسسة صحية استهدفها الاحتلال بشكل جزئي، بجانب تدمير 122 سيارة إسعاف دمرها جيش الاحتلال، وهذه هي نفس الإحصائية التى أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية، إلا أنها أضافت بأن هناك 900 عاملا بالقطاع الطبي أصيبوا بجروح مختلفة، فيما تواصل سلطات الاحتلال اعتقال 100 كادر طبي حتى الآن.
الطبيب الفلسطيني أصبح مضطرا إلى العمل في ظروف غير مناسبة على الإطلاق، فمع نقص شديد للوقود في المستشفيات وتعطل المولدات، وعدم وصول الأدوية للمستشفيات، بجانب استنزاف المعدات والمستزمات الطبية وعدم توافر الإمكانيات وتزايد كبير في أعداد الجرحى، فإنه مطالب بإنقاذ حياة أكبر عدد من الجرحى الذين يتردوون على المستشفيات بالآلاف يوميا، بل وحياته تظل دائما في خطر، ومعرض للاستهداف من قناصة الاحتلال في أي وقت، أو الاعتقال حال محاصرة واقتحام الاحلاتل للمستشفى، وهو ما حدث في عدة مستشفيات أبرزها مجمع الشفاء الطبي واعتقال مديره الدكتور محمد أبو سليمة وعدد من الأطقم الطبية وكذلك مستشفى الأمل.
قصص بطولة للأطقم الطبية في غزة
قصص بطولة أخرى يسطرها الأطقم الطبية في قطاع غزة، هذه المرة جاءت من الطبيبة أميرة العسولي، التى توجهت مسرعة لتنقذ مصابًا على مدخل مجمع ناصر الطبي غير مهتمة برصاص القنص الإسرائيلي والطائرات المسيرة التي تستهدف المواطنين بمحيط المستشفى، وتم توثيق تلك اللحظة والتى زلزلت مواقع السوشيال ميديا الذين أشادوا بشجاعة تلك الطبيعة التى لم تهتم بإمكانية قنصها من قوات الاحتلال ولم تخش الموت مقابل إنقاذ مصابا وخاطرت بحياتها، حيث خلعت معطفها الشتوي، وأسرعت نحو لمصاب قبل أن يلتحق بها طبيب وشابان آخران، المدهش في قصة هذه الطيبة انها كانت متقاعدة بالفعل من مجمع ناصر الطبي، ولكنها عادت للعمل طواعية مع بداية العدوان على غزة لتشارك في إسعاف المرضى وعلاجهم.
الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولى
وخلال الفترة الأخيرة، تعرض مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خان يونس لحصار كامل، حيث تم محاصرة 300 كادر صحي و450 جريحا ومريضا و10 آلاف نازح داخل مجمع ناصر، الذي استشهد وأصيب بداخله وعلى مداخله العشرات بفعل القصف والقنص الإسرائيلي اليومي، فيما تم محاصرة 100 كادر صحي، وعشرات المرضى، و7 آلاف نازح في مستشفى الأمل، وفي 23 يناير الماضي، خرجت شهادة دولية من وكالة الأونروا تؤكد حجم استهداف الاحتلال للمستشفيات في غزة، مشيرة في بيانها إلى أن موظفوها والمرضى والنازحون محاصرون داخل المستشفيات القليلة المتبقية في خان يونس.
مجمع ناصر الطبي
ويوم الخميس 15 فبراير الجارى، أقدم الاحتلال على اقتحام مجمع ناصر الطبي، مثلما فعل قبل ذلك في مجمع الشفاء الطبي، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة فى قطاع غزة الدكتور أشرف القدرة، أن الاحتلال الإسرائيلى اقتحم المجمع وحوله إلى ثكنة عسكرية بعد أن هدم السور الجنوبى واقتحم المجمع من هذا الاتجاه.
مدير مجمع ناصر الطبي في قطاع غزة: ندفن جميع الموتى في ساحات المستشفى ولا يوجد طعام ونقص شديد بالأدوية بعد حصار الاحتلال
هذه المعاناة يكشفها الدكتور ناهض أبو طعيمة، مدير مجمع ناصر الطبى فى قطاع غزة، والذى حرصنا أن نتواصل معه، قبل أيام قليلة من اقتحام المجمع واعتقاله من قبل قوات الاحتلال، ليحدثنا عن تفاصيل الوضع الإنساني والطبي المتدهور في القطاع بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث يؤكد أن الوضع في المستشفى كارثي ونواجه عدة تحديات خطيرة جدا ينتج عنها توقف الخدمة الصحية، على رأسها نفاذ الوقود في المجمع وهذا عرض كافة المرضى للخطر، بجانب نقص حاد في وحدات الدم، ونقص في الكوادر الطبية التخصصية وخاصة جراحة المخ والأعصاب وجراحة الصدر وجراحة الأوعية الدموية.
الدكتور ناهض أبو طعيمة
ويضيف مدير مجمع ناصر الطبي في قطاع غزة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك تكدس النفايات الطبية وغير الطبية وهو ما ينذر بكارثة صحية وانتشار للأوبئة والأمراض، بجانب نقص في المستهلكات والمستلزمات الطبية وخاصة للعمليات وأدوية التخدير، وعدم توفر الطعام للكوادر العملة والمرضى والمرافقين للكوادر العاملة.
وبشأن تزايد أعداد الإصابات التي تصل المستشفى خلال العدوان وقبل قبل اقتحام المجمع، يقول الدكتور ناهض أبو طعيمة: "يصلنا يوميا العديد من الإصابات الحرجة والعديد من الشهداء، في ظل استمرار للقصف محيط المجمع وانتشار للشظايا على المجمع، بجانب أن الاحتلال استهدف بشكل مباشر قسم العمليات وأصيب ممرض إصابة خطيرة في الصدر"، مؤكدا أن الطواقم الطبية العاملة الآن محاصرون ولا يستطيعون رؤية عائلاتهم بسبب نزوح عائلاتهم لمراكز الإيواء، والمستشفى محاصر بالكامل يتم تم دفن جميع الموتى من الشهداء والمرضى في ساحات المستشفى منذ بداية الحصار كثير من المرضى يفترشون الأرض ولا يوجد فرشات ولا حرامات في الوقت الحالي.
دفن الشهداء في ساحات المشافي والاحتلال يقنص كل من يدخل ويخرج من المستشفيات
بحسب شهادات من أطباء فلسطينيين، فإن الطواقم الطبية تضطر لدفن الشهداء أمام ساحات المستشفى بسبب عدم القدرة على الخروج لدفنهم بسبب محاصرة قوات الاحتلال للعديد من المستشفيات وقنص كل من يخرج منها في ظل تهديدات من جنود الاحتلال باقتحام العديد من المستشفيات أو قصفها، بل إن هناك عدة وقائع تكشف قنص الاحتلال كل من يدخل أو يخرج من المستشفيات بالقطاع، نسرد بعضها وعلى رأسها قصة جهاد محمد الدردساوي، التى كشف عنها "المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان"، في 10 فبراير الجاري، والذي قنصه الاحتلال خلال طريقه من منزله إلى مجمع الشفاء الطبي لتوصيل الطعام لشقيقه المصاب، في حين أظهر الفحص الأولي لجثة الدردساوي تعرضه لعدة فتحات في جسده، 4 فتحات في الظهر وواحدة في الفخذ بفعل استهدافه بإطلاق نار مباشر.
كما وثق المرصد الأورومتوسطى، مقتل الطفلة رؤى عاطف قديح التى تبلغ من العمر 14 عاما أمام بوابة مستشفى "ناصر" الطبي في خان يونس برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي خلال محاولتها الحصول على المياه من مكان قريب من المستشفى، وكذلك في 31 يناير الماضي، قتل موظف الأمن في مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر في خانيونس، جراء إطلاق قناصة الجيش الإسرائيلي النار تجاهه أثناء وقوفه قرب الباب الخلفي للمستشفى، وفي 11 فبراير الجاري استشهد، شاب برصاص قناص إسرائيلي في ساحة مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي قطاع غزة.
القانون الدولي يحمى المستشفيات والمراكز الصحية خلال النزاعات والحروب
كل هذا يحدث رغم ما نصت عليه القوانين الدولية التى تحمى المستشفيات والأطقم الطبية، حيث تنص اتفاقية جنيف بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب في مادتها الـ18 أنه لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات، كما أن القانون الدولى ينص على أن الوحدات الطبية ثابتة أو متحركة، دائمة أو مؤقتة، تتمتع بحماية القانون الإنساني من التدمير والهجمات والمصادرة عبر "اتفاقية جنيف 1 الموادّ 19-23، و33-35، اتفاقيات جنيف 4 المادة 18، والبروتوكول 1 الموادّ 8، و12-14، والبروتوكول 2 المادة 11"، وتتمتع بحق الحماية التي يتم توفيرها من خلال رفع شارة الصليب الأحمر المميزة "اتفاقية جنيف 1 المادتان 38 و42، واتفاقيّة جنيف 4 المادة 18، والبروتوكول 1 المادة 18، والبروتوكول 2 المادة 12"، حيث لا يجوز أن تكون المستشفيات المدنية التي يتم إنشاؤها لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والمعاقين وحالات الولادة هدفا للهجمات بأي حال من الأحوال. ويجب احترامها وحمايتها في كافة الأوقات من أطراف النزاع "اتفاقية جنيف 4 المادة 18، والبروتوكول 1 المادة 12، والبروتوكول 2 المادة 11".
مستشفى المعمدانى
مدير مستشفى يوسف النجار: نستقبل المصابين على الأرض واضطررنا لبتر قدم في الاستقبال ومرضى الأورام لا يجدون مسكنات
شهادة أخرى يكشفها الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى يوسف النجار في غزة، والذي حدثنا عن حجم الانهيار الذي تشهده المنظومة الصحية، حيث يقول إن وضع مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار لا يوصف بأقل من كلمة "وضع كارثى" داخل المستشفى بخصوص كثرة أعداد المرضى وكثرة الأعداد من الإصابات ونقص في جميع المستلزمات والأدوية والأجهزة الطبية.
وبشأن قدرة المستشفى على إجراء عمليات ولادة وعمليات جراحية في ظل نقص المستلزمات الطبية، يضيف مدير مستشفى يوسف النجار في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الولادة في المستشفى أصبحت ولادة طبيعية تمشى بدون تخدير إلا بعد قليل من الولادات المبكرة والسيدات اللاتى يلدن لأول مرة نضطر لإعطاء بعض المسكنات أو تخدير نصفي وهذا متواجد ولا ضير فيه، متابعا: "عمليات الولادة القيصرية زادت بسبب الخوف وانتشار الأمراض داخل المجمع وبعض حالات الإجهاض".
الدكتور مروان الهمص
ويحكى مروان الهمص أحد المشاهد الصعبة التي شهدتها المستشفى خلال العدوان: "خلال الأيام الماضية صحفية فلسطينية وهي من عائلاتنا أصيبت في قصف وتم إجهاض جنينها، وجنينها في المستشفى انتظر أهله لدفنه ومواراته الثراه، وهذه أقل الصور التي تحدث داخل قطاع غزة، والآن أغلب الحالات المرضية أصبحت مضاعفة ولديها مضاعفات وأصبحت نسبة الوفيات كثيرة بين المرضى الذين لا يجدون علاج لهم ولا جهاز لتشخصيهم ولا يجدون الدواء للتداوى".
وبشأن نقص الأدوية في المستشفى، يقول مروان الهمص: "أما بخصوص نقص الأدوية وانهيار المنظومة وغياب الأجهزة الطبية وتهالكها حدث ولا حرج في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها قوات احتلال ضد شعبنا لم يتبق شيء داخل المستشفيات إلا وتم تدميره والمستشفى التي لم تدمر تحاصر حتى لا يمكن أن تقدم أي خدمة لأهالينا من الشعب الفلسطيني المرابط، فالمشاهد المحزنة داخل مستشفياتنا وأغلب مستشفيات قطاع غزة، وقسم الاستقبال أصبح قسم مبيت ولا يمكن استقبال أي حالة داخل القسم إلا على الأرض، نضطر في بعض الأوقات أن نغطى بأجسادنا الحالات التي تحتاج لتخطيط قلب أو رسم قلب، حتى نستطيع خدمتها، وكل الأوقات نضطر للتعامل مع حالات جلطات قلبية وإصابات خطيرة وإصابات بتر وإصابات في الرأس كلها على الأرض لأن السرير الذي نحتاجه في قسم الاستقبال قد ينام عليه بعض من يحتاج لأوكسجين وقد لا يجد متسع داخل المستشفى لمبيت فهو يضطر إلى البيات داخل الاستقبال ونحن نضطر للتعامل مع كل الإصابات داخل الاستقبال على الأرض".
ويواصل مدير مستشفى يوسف النجار حديثه عن نقص المعدات والمستلزمات الطبية قائلا: "لا يوجد سرير لاستقبال الجريح أو المصاب، وكل المعدات الطبية الآن أصبحت ناقصة، ومستشفانا يحتاج لنقاط أكسجين كثيرة للغاية وجرات أكسجين كثيرة جدا ومنظمات جرات اكسجين، لأنه لا يوجد منظمات في كل قطاع غزة، ونضطر لاستخدام مدخل أو مخرج أو مخرجين كى نستطيع إمداد المرضى لأكسجين، ومن لا يحتاج أكسجين نضطر لوضعه في خيمة خارج المستشفى ويمكن أن ينسى من كثرة زحمة العمل فنضطر لتغير الجرح له بعد يوم أو يومين متأخرين".
وحول ما إذا كانت المستشفى قد تضطر لعدم استقبال المصابين يضيف مروان الهمص: "لم تتوقف المستشفى عن استقبال المرضى، سنظل نستقبل المرضى حتى ولو على الأرض، وحتى لو في الشارع، ونضع خيم جديدة بالقرب من استقبال المستشفى لاستقبال حالات بسيطة والفحص دون سرير على كرسى أو واقف، يتم التعامل مع الحالة وفحصها والتي تحتاج إلى دخول تضطر للانتظار حتى نخرج حالة والأمر كارثى في كل مستشفيات قطاع غزة".
وبشأن أصعب المشاهد التي رأها داخل المستشفى خلال العدوان يقول: "حالات كثيرة صعبة نشاهدها، نضطر فيها لوضع تنفس صناعي على الأرض، واضطرنا لبتر قدم في قسم الاستقبال وهذا كان أمرا محزنا، واضطررنا أن نترك بعض الحالات التي بينها وبيت الموت لحظات وعدم تقديم الخدمة لها، حيث تم استخدام قانون المفاضلة، الأمر كارثى للغاية، ومن أصعب الأشياء ألا تجد دواء التخدير لتسكين الآلام لكن أشاهد يوما مرضى السرطانات والأورام وهم لا يجدون مسكنا لهم، حتى المرضى والمصابون الذين تم بتر أعضاء لهم من جسدهم يده أو قدمه لا يجد ما يعوض به هذا الفقدان والبتر حتى مسكنات لا توجد، ومرضى السرطانات لا يجدون العلاج ولا أي نوع من العلاج البيولوجى أو الكيماوى، وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط وعلاجات مرضى الضغط المركبة والسكر نكاد نسمع بها سمعا الآن وهي التي كانت في قطاع غزة متوافرة في الصيدليات الخاصة والحكومية ولكن الآن لا توجد في أي مكان".
كما يتحدث مروان الهمص عن أبرز المساعدات التي تحتاجها المستشفى قائلا :" تعبنا من كثرة ذكرنا ما نحتاجه من مساعدات طبية، فهذا أصبح في عالم النسيان، الآن رأيت بأم عينى أن الدول تتبرع لنا بأغطية للجسم وهي بى بى أي وكوفر كورونا ونظارات كورونا وكمامات 95، وما يتعلق بى سي أر كورونا، العالم كله تناسى كورونا، وبعض الدول تتبرع لنا بهذه الأجهزة ، وتم التبرع لنا بمعدات وأدوية قد فات وقتها وانتهى كورونا لدينا منذ شهر ديسمبر 2023 ولا زال يدخل علينا هذا العلاج، وبخصوص الوقود الآن في المستشفيات المفتوحة لها الطريق لوصول الوقود، ومنظمة الصحة العالمية تقوم مشكورة بالتبرع بالوقود لا نقص فيه إلا قليل، أما المستشفيات في قطاع غزة ومدينة غزة ومجمع ناصر لا يصل لها هذا الوقود، وقد تنفذ خلال أيام قليلة، وكذلك مستشفيات شمال قطاع غزة لا تصل لها أي مساعدات طبية أو وقود".
وبشأن حجم استهداف الطواقم الطبية في قطاع غزة يقول مدير مستشفى يوسف النجار :"الطواقم الطبية حدث ولا حرج في شمال قطاع غزة كلها قد استهدفت، ولدينا داخل المستشفى، الكثير من الشهداء من الطواقم الطبية بينهم مدير المستشفى السابق وبعض الصيادلة ورئيس قسم الأطفال بالمستشفى، وفقدان عائلات لبعض الإداريين والمهندسين داخل المستشفى فقدت عائلاتهم الكثيرة، وهذا في كل مستشفيات قطاع غزة هناك حالات والقصص الحزينة والمبكية باستهدافهم واستهداف أبنائهم وتدمير منازلهم مما يضطرهم للالتحاق بالمستشفى وأخذ غرف لهم ولعائلاتهم لأنه لا يوجد مأوى ولا مسكن والآن فئة كثيرة من أطباء وتمريض وطواقم طبية في غزة يسكون في خيام لا تسمن ولا تغني من جوع ويلتحفون السماء ويفترشون الأرض".
ويتابع: "الاحتلال دائما ما يسعى لكسر هيبة المنظومة الصحية ويتعدى على المنظومة الصحية لإخراجها عن العمل وإخراجها خارج نطاق المنظومة الصحية والعمل الصحى من خلال حصار المستشفيات ومحاولة إرهاب من بداخل المستشفيات من قناصين أو طائرات التي تطلق النار على المستشفيات أو قصف جوار ومحيط المستشفى أو قصف بعض المناطق داخل المستشفى واستهداف العاملين إما عبر القناصين أو عبر الاستهداف المباشر من خلال طائرات الزنانة أو الطائرات الحربية لإرهاب الطواقم الطبية عن العمل وإخراجهم عن الخدمة ومحاولة إثنائهم عن تقديم الخدمة الإنسانية للفلسطينيين".
خلال رسالته للمجتمع الدولى يقول مروان الهمص :"رسالتنا لكل من له صاحب ضمير حي والمجتمع الدولى أن أوقفوا هذه الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني عامة وبخصوص الطواقم الطبية والمستشفيات بشكل خاص، لأن الاحتلال يحاول منع تقديم الخدمة الطبية ظنا منه أنه سيكسر شوكة شعبنا الفلسطيني بذلك بعدم تقديم الخدمة للمرضى والمصابين مما يضطر أفراد شعبنا للنزوح من مكان لمكان حيث يوجد بعض المستشفيات، لكن الاحتلال تعمد إخراج كل المنظومة الصحية عن عملها لمنع مساعدة أبناء شعبنا الفلسطيني، فيجب إيقاف هذه الحرب والإبادة، ويجب إيقاف الاعتداء على مستشفيات قطاع غزة، فهي في الأصل محمية دوليا، وكل المؤسسات الدولية والمنظمات والدول والمحكمة الدولية تقر العمل الصحى وتحمى المنظومة الصحية والطواقم الطبية والعاملين بالمنظومة الصحية حتى في ظل الحروب لكن الاحتلال يرى نفسه أنه أعلى من كل هذه القوانين والمحاكم فيعمل على أهوائه ومنظوره الأمني فقط مستبيحا كل ما هو محظور".
استهداف الاحتلال للمسعفين والمرضى بشكل مباشر
المسعفون عندما يذهبون لنقل المرضى والجرحى، فإنهم يقومون بعملية أشبه بالعملية الانتحارية ويحملون أرواحهم على أكتافهم، ولعل قصة المسعفان الفلسطينيان "يوسف الزينو وأحمد المدهون" أكبر دليل على ذلك، عندما ذهبا لمهمة إنقاذ الطفلة "هند رجب"، والتى أصارت قصتها حالة تعاطف حول العالم، وحينها اتجها بمركبة الإسعاف إلى محيط دوار المالية في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، بعد مناشدة الطفلة هند لإنقاذ حياتها، ولكن منذ تحركهما في 29 يناير الماضي، فقد الهلال الأحمر الفلسطيني الاتصال المسعفان، وبعد اقتراب المسعفان من الطفلة هند لمحاولة إنقاذها قصف الاحتلال سيارة الإسعاف ليحترق جثمان المسعفان، وتستشهد أيضا الطفلة هند وأسرتها، ولتم اكتشاف الواقعة بعدها بعدة أيام بعد اكتشاف جثمان المسعفين والطفلة وأسرتها.
وقائع تكشف حجم استهداف الاحتلال للمستشفيات والطواقم الطبية
وخلال تقرير المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، صدر في 9 فبراير الجاري، أكد أن إسرائيل تواصل استهداف ما تبقى من المنظومة الصحية في قطاع غزة، وتعطيل أي قدرة لديها لإنقاذ حياة الفلسطينيين باستمرارها القصف المباشر وإطلاق النار على المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، مع بدء الشهر الخامس على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها ضد القطاع، حيث وثق العديد من الهجمات العسكرية الإسرائيلية الخطيرة، التي نتج عنها تعطيل العودة الجزئية لعمل المستشفيات، خاصة في مدينة غزة وشمالها، والتي تأتي في إطار هجوم إسرائيل واسع النطاق الذي طال القطاع الصحي بمكوناته المختلفة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
مجمع الشفاء الطبي
من عمليات قصف الاحتلال للمستشفيات ما كشفه المرصد من أن جيش الاحتلال قصف بشكل مباشر مبنى التنمية في مجمع الشفاء الطبي في وقت متأخر من يوم 7 فبراير الجاري ، ليقتل خمسة من النازحين، وهو ما يتسبب في إخراج المستشفى عن العمل وتعطيل أي محاولة لاستئناف عمله، بجانب تعرض مستشفى العودة شمال قطاع غزة للاستهداف مرتين خلال شهر فبراير الجاري بالقصف المدفعي وإطلاق النار، بالإضافة إلى عرقلة إسرائيل وصول الإمدادات الطبية والوقود اللازم لعملها، حتى بالحد الأدنى.
وهناك شهادة دولية خرجت لتكشف حجم الانتهاكات التى يمارسها الاحتلال ضد المستشفيات والأطقم الطبية في غزة، حيث أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في 10 فبراير الجاري، أن التقارير الصادرة حول مداهمة مستشفى الأمل في خان يونس، واحتجاز العاملين فيه والمرضى، والأضرار التي لحقت بها، تثير القلق للغاية.
مدير مستشفى غزة الأوروبى: نتعرض للاستهداف والقصف والحصار .. ونضطر لوضع المرضى على الأرض بلا فراش
شهادة ثالثة هذه المرة من الدكتور يوسف العقاد مدير مستشفى غزة الأوروبى، والذي يكشف حجم استهداف الاحتلال للمستشفيات، حيث يؤكد أن وضع المستشفيات في قطاع غزة في أسوأ أحواله، حيث إنه تم إخراج معظم مستشفيات وزارة الصحة في قطاع غزة عن الخدمة من خلال الحصار والاستهداف المباشر وبتجفيف الموارد ومنع وصول الأدوية والمستهلكات والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات، فبدأ الاحتلال بمحاصرة مجمع الشفاء الطبي وإخراجه عن الخدمة بشكل كامل بعد أن اقتحم المستشفى وفجر جهازي الرنين المغناطيسي والتصوير الطبقى، وكذلك تدمير كل الأنظمة الخاصة بالكهرباء والمولدات الكهربائية وما إلى أخره وبالتالي المستشفى خرج عن الخدمة بشكل كامل.
ويضيف مدير مستشفى غزة الأوروبى، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن حجم استهداف الاحتلال للمستشفيات ضخم، حيث تم قصف مستشفى المعمدانى وهي مستشفى خاص ثم حاصر وقصف ودمر مستشفى الأندونيسى ومستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان وهجر سكان شمال غزة إلى المنطقة الجنوبية وأصبحوا مرتكزون في مستشفيات الجنوب ومستشفى شهداء الأقصى ثم اقتحم قطاع غزة وقام بتجزئته إلى محافظات بوجود الدابات الإسرائيلية داخل المحافظات والمدن والأزقة والشوارع ، بجانب استهدف مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى بقطاع غزة بشكل مباشر وكانت الدبابات الإسرائيلية على بعد عشرات الأمتار فقط من المستشفى مما أدى إلى نزوح معظم المرضى الموجودين في المستشفى إلى مستشفيات الجنوب.
ويتابع يوسف العقاد :"في مستشفيات الجنوب هناك مجمع ناصر الطبي وهو الأكبر في خان يونس، وهناك مستشفى غزة الأوروبى في شرف مدينة خان يونس، أما محافظة رفح فيوجد بها مستشفيات صغيرة منها مستشفى يوسف النجار بسعة 64 سريرا فقط ومستشفى الهلال الأحمر الإماراتى وهي مستشفى مخصصة للولادة فقط ومستشفى الكويتى وهي مستشفى خاص بسعة سريرية قليلة جدا وهذه المستشفيات لثلاث لا يمكنها تقديم خدمات صحية متكاملة لأنه يوجد غياب كامل لمعزم التخصصات الرئيسية فهذه المستشفيات الثلاث لا يوجد بها سرير واحد للعناية المركزة ولا يوجد بها جراحات تخصصية مثل جراحة المخ والأعصاب وجراحة الصدر وجراحات الأوعية الدموية وجراحات العظام المتقدمة وجراحة العيون وجراحات الأطفال كلها تخصصات غير موجودة في تلك المستشفيات".
الدكتور يوسف العقاد
ويقول مدير مستشفى غزة الأوروبى، إن الاحتلال الإسرائيلي حاصر في الأسابيع الأخيرة مجمع ناصر الطبي وأصبح المرضى لا يستطيعون الوصول إلى المستشفى وكذلك تحت تهديد النيران جزء كبير من النازحين والمرضى والطواقم الطبية غادر المستشفى ولم تعود لها مرة أخرى والآن المستشفى تقريبا مشلول ومتوقف عن الخدمة فقط أمس والاحتلال استهدف كل من يدخل أو يخرج من مجمع ناصر الطبي والعالم شاهد المرأة التي تم قنصها أمام البوابة الشمالية للمستشفى ولم يستطع أحد أن يصل إلى جثة هذه المرأة كما تم استهداف شاب في ساحات المستشفى عبر الطائرات المسيرة واستشهد وبالتالي أصبح مجمع ناصر الطبي خارج الخدمة بشكل كامل حيث لا يستطيع أحد الوصول إليه أو الخروج منه، وبقى مستشفى غزة الأوروبى وهي المستشفى الوحيد في المنطقة الجنوبية الذي يستطيع أن يقدم خدمات متكاملة بمعنى أنه يوجد به جميع التخصصات الجراحية الضرورية لإسعاف وإنقاذ حياة المرضى.
وحول ما يتعرض له مستشفى غزة الأوروبى من انتهاكات من قبل الاحتلال، يقول يوسف العقاد :"الاحتلال يمارس الضغط الشديد على مستشفى غزة الأوروبي من خلال استهداف محيط المستشفى، وقصف المحيط والمناطق القريبة من المستشفى ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين خلال وصولهم للمستشفى، وكذلك استهدف الاحتلال المدارس القريبة من مستشفى غزة الأوروبي بعد أن أجبر النازحين على مغادرة المدارس وبالتالي هؤلاء النازحين فروا تحت النيران إلى مستشفى غزة الأوروبي مما يزيد العبء الكبير على المستشفى، وكان المستشفى يحتضن أكثر من 22 ألف نازح ولكن العدد الآن وصل إلى أكثر من 35 ألف نازح وهؤلاء يشكلون عبء كبير على كل مكونات المستشفى حيث لا يوجد مياه ولا كهرباء ولا طعام ولا أدوية ولا خيام ولا فرشات ولا أي شيء يحتاجه النازح من احتياجات للاستمرار في الحياة".
وبشأن نقص الأدوية والمعدات الطبية بالمستشفى ، يقول :"الأدوية والمستلزمات الطبية هي في أدنى أحوالها ، حيث لا يصل إلى قطاع غزة من المستلزمات الطبية إلا القليل، فمثلا خلال 24 ساعة تم إدخال 3 شاحنات محملة بالماء فقط بينما المساعدات الطبية والمساعدات الإنسانية الضرورية للإبقاء الحياة في غزة تدخل إلا بنسب قليلة للغاية، ولا زال مستشفى غزة الأوروبي حتى الآن يقدم الخدمات الطبية والعلاجية إلى مئات المرضى الذين يصلون كل ساعة إلى قطاع غزة ، والمستشفى يعانى من نقص حاد في عدد الأسرة وعدد الفرشات، وهناك نقص حاد في عدد الأماكن التي يمكن وضع المريض فيها حيث مضطرين إلى وضع المرضى على الأرض بلا فراش أو غطاء أو أي شيء، وهذا يعرض المرضى إلى الإعياء الشديد والموت الحقيق، كما أنه لا يوجد ماء للشرب يكفى لهذا العدد الكبير من المرضى والنازحين، ولا يوجد مياه للغسيل لهذا العدد الكبير المتواجدين في المستشفى ولا يوجد طعام يكفى الجميع، فالحالة الإنسانية أصبحت في وضع يرضى لها وهي أكثر من كارثية".
ويوضح مدير مستشفى غزة الأوروبى، أن أزمة التخدير في مستشفى غزة الأوروبى موجودة بشكل بسيط، وفي أقل مستوياتها، وحتى اللحظة لم نضطر داخل المستشفى لإجراء عمليات دون تخدير ولكن في مستشفيات شمال غزة اضطروا لإجراء عمليات بدون تخدير، متابعا :"لكن يوجد نقص شديد في العلاجات الخاصة بالمضاد الحيوى والعلاجات الخاصة بالآلام سواء قبل العمليات أو بعد العمليات وبالتالي كثير من المرضى الذين يتم إجراء عمليات لهم سواء عمليات العظام أو الحروق لا نستطيع أن نعطى لهم العلاجات الخاصة بتسكين الآلام بعد العمليات لذلك يعانون معاناة شديدة من الآلام سواء قبل العمليات أو بعد العمليات، لأنه يوجد نقص شديد وغياب شبه كامل للأدوية الخاصة بتسكين الآلام".
ويواصل يوسف العقاد شهادته قائلا :"ما زال هناك كميات بسيطة من الوقود التي تصل لنا عبر منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة وتصل لنا بين الحين والأخر والكميات الموجودة من الوقود في الحد الأدنى ولكنها حتى الآن كافية لتشغيل المولدات الكهربائية ولكن إذا لجأ الاحتلال إلى منع وصول شاحنات الوقود خلال الفترة المقبلة إلى المستشفى سنكون مضطرين لوقف الخدمات العلاجية، ونحن في المستشفى لا يوجد لدينا أقسام ولادة، وبالتالي كل حالات الولادة تذهب إلى محافظة رفح وبالتحديد مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي ولكن بعض الإصابات التي تصل إلى المستشفى يكن لنساء حوامل وفي بعض الحالات الطارئة نضطر لعمل توليد طبيعي لتلك السيدات الحوامل، ولكن لا يمكن إجراء عمليات قيصرية لأنه لا يوجد لدينا الإمكانيات اللازمة لذلك".
وبشأن أبرز المساعدات التي تحتاجها المستشفى يقول :"نحن نحتاج لجميع المساعدات، حيث نحتاج لجميع الأدوية حيث لا يجد حتى الأدوية البسيطة مثل الباراسيتامول وشراب الخافض للحرارة للأطفال وجميع الأدوية غير متوافرة في المستشفى ، حيث إن طبيعة المستشفى الآن تعتمد على المساعدات الخارجية التي تأتينا من الخارج لأنه لا يوجد توريد للصيدليات حتى الصيدليات الخارجية ، ونحتاج لكل أنواع الأدوية سواء التخدير أو المضادات الحيوية وتسكين الآلام وكذلك المستلزمات الطبية التي تنفذ أول بأول وبالتالي المستشفى في حاجة لكل هذه المساعدات الضرورية كى تبقى قادرة على تقديم الخدمة الطبية والعلاجية".
ويؤكد يوسف العقاد، أنه لم يحدث أن تم غلق مستشفى غزة الأوروبى أو عدم قدرة المستشفى على استقبال أي مريض، متابعا :" لا زلنا نستكمل المرضى والجرحى ولكن في ظروف مأساوية حيث لا يوجد أماكن لاستقبال هؤلاء المرضى بسبب ان الأسرة جميعها ممتلئة والأماكن التي يمكن وضع فرشات فيها ممتلئة، وهناك عدد كبير من المرضى الذين يمتثلون للشفاء ومن المفترض أن يغادرون المستشفى ولكن لا يستطيعون مغادرة المستشفى لأنه لم يعد لهم أي أماكن ، حيث أصبحوا بدون مأوى بعد أن استهدف الاحتلال منازلهم".
وحول قدرة المستشفى على الاستمرار في العمل في ظل استمرار العدوان يقول :"لا يمكن الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية والترميم الخاص بالمنشآت الصحية بدون إنهاء الحرب بشكل كامل وعلى المجتمع الدولى أن يتكاتف لإجبار الولايات المتحدة الأمريكية وقوات الاحتلال الإسرائيلي على وقف الحرب فورا ثم إخلاء المرضى والجرحى المتواجدين في المستشفيات لأن كل المستشفيات مكتظة تماما وإخراج المصابين في المستشفيات للعلاج خارج قطاع غزة ثم إعادة بناء القطاع الصحى مرة أخرى، فنحن بحاجة إلى عمل مستشفيات ميدانية بجانب كل مستشفى وبعد ذلك إصلاح ما تم دمره الاحتلال من منشآت صحية وأجهزة ومعدات ومستلزمات طبية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة