واصل عدد من أعضاء مجلس النواب المصري بغرفتيه (النواب و الشيوخ) ردود الفعل الغاضبة من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وعدد من أعضاء حكومته ، حول استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح بري لمدينة رفح الفلسطينية، محذرين من كارثة إنسانية في ظل التكدس الموجود بالمدينة الصغيرة بعد نزوح ما يقدر بـ 90% من السكان إلى المناطق الجنوبية بالقطاع هروبا من القصف الإسرائيلي.
وفي هذا السياق أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن إقدام الاحتلال على قصف مدينة رفح الفلسطينية، وارتكاب أبشع المجازر فيها يرفع الغطاء عن منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي ادعت كثيرا دفاعها عن حقوق الإنسان، وهي في الحقيقة كانت تستغله للتدخل في شئون الدول الداخلية وابتزازها.
وقال "محسب": أين منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية من كل هذه المجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى الآن، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، فلم نسمع لها صوتا ولم نشهد منها أي ضغط على حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة التي تخرج علينا كل يوم بتصريحات تهدم كل معاني حقوق الإنسان وتصف الفلسطينيين بأنهم ليسوا بشرا.
وأوضح وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، ان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة كشف ازدواجية تلك المنظمات الدولية ومن يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان وأكد أن حقوق الإنسان مجرد ورقة ابتزاز لديهم وأن أخر ما ينظرون له تلك المنظمات والهيئات الدولية هي حقوق الإنسان، وأنه لا مانع لديهم من رؤية مجازر هي الأبشع في التاريخ الحديث طالما كان من يفعل ذلك هو الاحتلال الإسرائيلي وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار أيمن محسب، إلى أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدينة رفح الفلسطينية، هو بمثابة تحدي صارخ لكافة الأصوات والنداءات الدولية للسلام التي أكدت رفضها الكامل لمواصلة المجازر الدامية واتساع دائرة الصراع بالمنطقة، وتؤدى إلى تعقيد الموقف، خاصة أن إسرائيل تؤكد أمام العالم أجمع مخططاتها الخبيثة في تجديد مساعيها للتهجير القسري للفلسطينيين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني.
كما أدان المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، ومساعد رئيس حزب الوفد، القصف الإسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية خلال الأيام الماضية، التي أصبحت الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطيني في قطاع غزة، لافتا إلى أن تصريحات نتنياهو وأعضاء حكومته بشأن القيام بهجوم عسكري على المدينة القريبة من الحدود مع مصر، يعد انتهاك صريح للقانون الدولى والإنساني.
وقال "الجندي"، إن إقدام إسرائيل على القيام بعملية عسكرية في رفح، سيكون لها انعكاسات إنسانية خطيرة لن يكون في مقدور أحد تحملها، خاصة في ظل رفض مصري وعربي ودولي لمخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني، داعيا المجتمع الدولى بالتحرك لمنع إسرائيل من التسبب في كارثة إنسانية باتت وشيكة، وسيتحمل مسئوليتها كل من قدم الدعون والعون لدولة الاحتلال الإسرئيلي.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، ان قيام إسرائيل بأي عمليات عسكرية في رفح هو تهديد صريح لاتفاقية السلام مع مصر، كون هذه التحركات تهديد واضح للأمن القومى المصري، ومصر لن تتهاون في حماية أمنها وحدودها، مشدداً على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته لمنع التدهور الخطير في الأوضاع الإنسانية واستهداف المدنيين العُزل من الفلسطينيين.
وشدد النائب حازم الجندي، على ضرورة أن تتحرك دول العالم الفاعلة من أجل دعم الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء الحرب على قطاع غزة التي دفع ثمنها أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون أوضاعا غير إنسانية، تحت الحصار الإسرائيلي وانقطاع الكهرباء منذ إندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، كذلك عدم توافر مياه صالحة للشرب، ونفاذ الوقود، وغياب الرعاية الصحية بسبب خروج أغلبية المستشفيات من الخدمة، مؤكدا على ضرورة أن تكون هناك نهاية لمعاناة الشعب الفلسطيني.
ومن ناحيته حذر المهندس أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ، من إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على أي عمليات عسكرية برية داخل مدينة رفح الفلسطينية، لتداعياتها الكارثية على المنطقة، خاصة أن المدينة الأن تضم مليون ونصف نازح من مختلف المناطق داخل القطاع، وهى الملجأ الأخير للهروب من الوحشية الإسرئيلية التى ترتكب ضد المدنيين العُزل منذ شهر أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن هذه الخطوة ستنسف كافة الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى.
وقال "صبور"، إن أي تحرك عسكرى داخل مدينة رفح الفلسطينية سيؤدي إلى حالة جديدة من من عدم الاستقرار والأمن داخل المنطقة، ومن ثم توسيع دائرة العنف التي حذرت الدولة المصرية منها منذ اليوم الأول لإندلاع الحرب، مشيرا إلى أن هذا النشاط العسكري المحتمل سيكون له تداعيات إنسانية خطيرة ، وتداعيات سلبية على الأمن القومي المصري وهو ما لن تقبل به مصر، خاصة أنه يمثل انتهاك صريح لاتفاقية السلام كامب ديفيد، مؤكدا أن مصر جاهزة تماما للتعامل مع كل السيناريوهات المتوقعة من أجل الحفاظ على أمنها القومي وحدودها.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية تتبع كافة السبل الدبلوماسية من أجل التوصل إلى اتفاق لانهاء الحرب على قطاع غزة، وتجنيب المنطقة مزيدا من العنف وعدم الاستقرار، مطالبا المجتمع الدولى بالتحرك السريع من أجل احتواء الأزمة قبل حدوثها وإثناء إسرائيل عن مخططاتها التى تخالف القانون الدولى والقانون الإنساني، داعيا مجلس الأمن للاجتماع واتخاذ موقف تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
وشدد النائب أحمد صبور على ضرورة ألا يدفع الشعب الفلسطيني ثمن إصرار نتنياهو على تحقيق انتصار زائف أمام شعبه الذي يطالب بمحاكمته بسبب تقصيره الأمنى فس السابع من أكتوبر، وعدم قدرته على استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس والفصائل الفلسطينية حتى الأن.
وبدوره طالب المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، بضرورة اتخاذ إجراء دولي عاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وفي القلب منها رفح وما تعرضت له من هجوم عنيف خلال الساعات الماضية أسفرت عن استشهاد أكثر من 164 فلسطينيا وإصابة مئات آخرين، مشيرا إلى أنه لابد من الاستجابة للدعوات الإنسانية التي لا تتوقف في حماية الشعب الفلسطيني من عدوان الإبادة الجماعية الإسرائيلية والمحاولات التي لا تنتهي لتطهيره عرقيا ووقف العملية التي تنوى إسرائيل القيام بها في رفح الفلسطينية والحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية كبيرة في قطاع غزة.
وأكد "العسال"، أن العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية قد تُفضي إلى مذبحة، وذلك في ظل استمرار الحرب الدامية في قطاع غزة لليوم الـ 130 على التوالي، لافتا إلى أن هناك إجماع دولي على رفض التوغل في رفح الفلسطينية وتتعالى التحذيرات حول العالم من كارثة إنسانية لا مثيل لها حال مضت إسرائيل فى خطتها، إذ أن عدد سكان رفح تضاعف 5 مرات منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، ولا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هربا من القصف حال استمرار الهجوم على رفح التي يقيم فيها الآن نحو 1.5 مليون فلسطيني فيما كان عدد سكانها قبل بدء الحرب الحالية يبلغ نحو 300 ألف نسمة.
وحذر عضو مجلس الشيوخ، من استمرار حالة التصعيد الإسرائيلية الحالية خاصة وأن مدينة رفح آخر ملاذ للفلسطينيين فى قطاع غزة جراء الحرب الوحشية التى تشنها إسرائيل عليهم منذ أكتوبر الماضى، وأصبحت المدينة الآن مستهدفة باجتياح من قبل قوات جيش الاحتلال، مؤكدا أن أي عملية عسكرية في رفح ستؤدي إلى كارثة كبيرة على حياة الأطفال والمدنيين، لا سيما مع وجود عدد هائل من الفلسطينيين في تلك المنطقة وستهدد بمزيد من تردى الأوضاع ووصول المساعدات الإغاثية والإنسانية.
وأضاف "العسال"، أن القانون الدولي الإنساني ينص على أن أي عملية عسكرية يجب أن تأخذ في الاعتبار حماية المدنيين والأطفال والمنشآت المدنية، لذلك تأتي تلك العملية لتمثل انتهاك واضح لكل القوانين الدولية، كما أن نتنياهو يعتقد أنه سيحقق أهدافه من خلال ضرب رفح الفلسطينية ودفع الفلسطينيين للتهجير القسري، مشددا أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الأطفال في قطاع غزة هي الاستجابة للرؤية المصرية الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، خاصة وأن الشعب الفلسطيني صامد لن يترك أرضه ولن يهجرها، كما أن مصر لا تتوقف في تسخير كل جهودها وإمكانياتها ومؤسساتها سواء على المستوى الرسمى أو مؤسسات المجتمع المدنى والمستوى الشعبى لصالح القضية الفلسطينية.