كشف مجلس الذهب العالمى أن الطلب من البنوك المركزية كان فى أفضل حالاته ومتوقع أن يستمر فى هذا الاتجاه ولكن بوتيرة أبطأ خلال عام 2024، فقد كشفت بيانات المجلس أن كلا من البنك المركزى الهندى والبنك المركزى التركى قد قاما بزيادة احتياطاتهما من الذهب فى شهر يناير الماضي.
وكشفت بيانات مجلس الذهب أن البنك المركزى الهندى اشترى 9 أطنان من الذهب وهى أول عملية شراء للهند منذ أكتوبر 2023 بينما اشترى المركزى التركى 12 طنا من الذهب فى يناير ليبلغ إجمالى احتياطات الذهب فى تركيا إلى 552 طنا، أقل بنسبة 6% من أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 587 طنًا والذى سجلته تركيا فى فبراير 2023.
وفقا لبيانات مجلس الذهب العالمى الرسمية، اشترت البنوك المركزية 1037 طنا من الذهب العام 2023، متجاوزة الرقم القياسى لعام 2022 بمقدار 45 طنا فقط، وعلى مدى العامين الماضيين كان طلب البنوك المركزية ضعف متوسط الاتجاه خلال السنوات العشر الماضية.
وتوقع مجلس الذهب العالمى، أنه من غير المرجح أن يحافظ الطلب من قبل البنوك المركزية العالمية على الاتجاه الحالى، حيث يتوقع أن تتراجع مشتريات البنوك المركزية نحو المتوسط طويل الأجل فى عام 2024.
أداء سوق الذهب
ارتفعت أسعار الذهب العالمى خلال تداولات اليوم لتعوض خسائر جلسة الأمس ليستمر الذهب فى التذبذب وذلك قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم والتى من شأنها أن تغير من توقعات الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالى الأمريكي.
سجل السعر الفورى لأونصة الذهب العالمية ارتفاع خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% ليتداول حاليًا عند المستوى 2026 دولارا للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2020 دولار للأونصة، يأتى هذا بعد أن انخفض سعر الذهب يوم أمس بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 2011 دولارا للأونصة.
ورصد تحليل جولد بيليون تعافى أسعار الذهب اليوم قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم والتى تعتبر أهم الأحداث التى تصدر هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين السنوى عن شهر يناير بنسبة 2.9% مقارنة مع القراءة السابقة 3.4%، ومن المتوقع أن يرتفع المؤشر الجوهرى السنوى بنسبة 3.7% من القراءة السابقة 3.9%.
وفقا لاستطلاع رأى أجراه البنك الفيدرالى فى نيويورك رأى أن المواطنين يتوقعون استقرار التضخم إلى حد ما فى بداية العام، وبالتالى قد نرى تراجع فى معدلات التضخم ولكن بشكل معتدل.
وعن سيناريوهات التضخم، يرى تحليل جولد بيليون أنه إذا جاء التراجع فى معدل التضخم بشكل كبير أكبر من المتوقع سيكون لهذا تأثير سلبى كبير على مستويات الدولار الأمريكى، وبالتالى سينعكس بشكل إيجابى على أسعار الذهب، لأن هذا يعنى أن التضخم يقترب بشكل أسرع من المتوقع من مستهدف التضخم لدى البنك الفيدرالى، وبالتالى قد يبدأ البنك خفض الفائدة بشكل أسرع.
أما إذا جاءت بيانات التضخم لتفاجئ الأسواق وتشهد ارتفاع بأعلى من القراءة السابقة فهذا يعنى أن التضخم يحتاج لمزيد من الوقت قبل أن يتراجع بشكل مستدام، وبالتالى سيبقى البنك الفيدرالى الفائدة عن مستوياتها الحالية لفترة أطول من الوقت، وفى هذا السيناريو سيترفع الدولار بشكل كبير ويضغط بالسلب على أسعار الذهب.
بيانات التضخم اليوم من شأنها أن تؤثر على توقعات الأسواق بشأن مستقبل الفائدة الأمريكية، التوقعات الآن تظهر احتمال بنسبة 86% أن البنك الفيدرالى سيبقى على أسعار الفائدة دون تغيير فى اجتماع مارس القادم، وتظهر احتمال آخر بنسبة 52% أن يقوم البنك بخفض الفائدة ربع درجة مئوية خلال اجتماع البنك فى مايو القادم.
وبشكل عام تتوقع الأسواق أن يقوم البنك الفيدرالى بخفض أسعار الفائدة 4 مرات خلال هذا العام بمجمل 100 نقطة أساس، وذلك بالخلاف مع توقعات أعضاء البنك الفيدرالى فى ديسمبر الماضى بخفض الفائدة فى 2024 لثلاث مرات بإجمالى 75 نقطة أساس.
أما عن مستويات الدولار الأمريكى فقد ارتفع منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.2% ليقترب من أعلى مستوى سجله منذ 3 أشهر خلال الأسبوع الماضى، ويؤدى الأداء الحالى للدولار إلى استمرار الضغط السلبى على أسعار الذهب العالمى.
أسعار الذهب فى مصر
عادت التسعير إلى سوق الذهب فى مصر من جديد بعد أن توقف لمدة أسبوع تقريبًا، وقد شهدت أسعار الذهب بعض التذبذب الذى يميل إلى الهبوط خلال جلسة الأمس مع عودة التسعير ولكن بشكل عام تبقى الأسواق فى حالة ترقب لتحديد اتجاه السعر خلال الأيام القادمة.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3630 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون عند 3640 جنيها للجرام، وذلك بعد أن عاد التسعير يوم أمس عند 3650 جنيها للجرام قبل أن ينخفض السعر بمقدار 80 جنيها ليسجل أدنى مستوى عند 3570 جنيها للجرام قبل أن يعود إلى الارتفاع من جديد ويغلق عند المستوى 3630 جنيها للجرام.
تراجع أسعار الذهب مع عودة التسعير يدل على تأثر السوق بانخفاض سعر الدولار فى السوق الموازى واستقراره خلال الأيام الأخيرة، بينما يستمر الترقب فى السوق لتطورات الأوضاع المحلية فى ظل انتظار الأسواق لقرارات متعلقة بسعر الصرف من قبل البنك المركزى المصرى بالتزامن مع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة