واصل الرئيس الأمريكى جو بايدن، سقطاته وزلاته التى تؤكد تقدمه فى العمر، وعلى الرغم من ذلك يُصر على خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتى أصبح واضحا أن فرص نجاحه بها باتت تتضاءل بسبب الدعم الأمريكى غير المشروط للجانب الإسرائيلى، حيث أصبحت إدارة بايدن فى حاجة مُلحة لغسل يديها من دماء أطفال ونساء غزة الذين سقطوا بسبب الدعم السياسى والعسكرى الذى قدمته الولايات المتحدة لجيش الاحتلال الإسرائيلى، لممارسة حرب إبادة وتطهير عرقى ضد أكثر من 2 مليون فلسطينى يعيشون داخل قطاع غزة المحاصر.
ومن الواضح أن "بايدن" لم يجد طريقة للهروب من تحمل مسئولية الدم الفلسطينى سوى بإلقاء المسئولية على الجانب المصرى، مُدعيا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان مصرا على غلق معبر رفح لمنع دخول المساعدات وهو من قام بإقناعه بفتحه، وهو ادعاء أقل ما يوصف به أنه كذب صريح يحاول بهها صناعة بطولات وهمية لتحسين صورته أمام شعبه.
فالرئيس الأمريكى الذى يدعى اليوم غلق معبر رفح من الجانب المصرى لمنع دخول المساعدات تناسى أنه فى 26 أكتوبر 2023، وجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى لجهوده فى دخول المساعدات إلى غزة، كذلك فى 22 نوفمبر الماضى، توجه الرئيس أصدر بيان ثمن فيه الدور المصرى فى الوساطة المشتركة التى أدت إلى التوصل للهدنة الإنسانية بقطاع غزة، كذلك الجهود المصرية فى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين."
ومنذ السابع من أكتوبر الماضى، واندلاع الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فإن مصر تحركت على جميع المستويات مستخدمه أدواتها السياسية والدبلوماسية لمنع تفاقم الصراع، ووضعت فى مقدمة أولوياتها الدعم الإنسانى والإغاثى للأشقاء فى قطاع غزة.
والحقيقة التى لا يمكن إنكارها أن مصر تحركت منذ اليوم الأول لاندلاع شرارة الحرب الإسرئيلية على قطاع غزة، من أجل تجميع المساعدات الإنسانية سواء فى الداخل المصرى من خلال المجتمع المدنى أو دوليا من خلال تخصيص مطار العريش لاستقبال المساعدات الإنسانية والإغاثية لإنفاذ دخولها إلى سكان القطاع المحاصر، كما أعلنت مصر فتح معبر رفح من جانبها بدون قيود أو شروط، ومارست ضغوطا كبيرة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطينى من المعبر من قبل إسرائيل، الذى تكرر أربع مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالى القطاع.
وفى هذا السياق يقول السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، أن تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية هى مجرد محاولة لتبرير موقفها الضعيف أمام الشعب الأمريكى بعد دعمها لإسرائيل فى هذه الحرب، مشيرا إلى أنها تحاول جاهدة قصر القضية الفلسطينية على مسألة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
ويضيف "العرابي"، لـ "اليوم السابع"، أن العالم كله شاهد على جهود مصر منذ اليوم الأول للحرب فى قضية المساعدات الإنسانية، فقد قدمت مصر الكثير فى سواء من جلال تقديم أكثر من 80% من حجم المساعدات المقدمة لقطاع غزة وحدها، فيما يشترك العالم فى الـ 20% المتبقية، أو الضغوط التى مارستها على المجتمع الدولى من أجل الضغط على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع القابع تحت الحصار.
ويوضح السفير محمد العرابى، أن ادعاءات الرئيس الأمريكى لها علاقة مباشرة بالانتخابات الأمريكية ومحاولة إرضاء اللوبى اليهودى بتحميل مسئولية التدهور الإنسانى داخل القطاع لأطراف أخرى غير إسرائيل.
ومن جانبه يؤكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن تصريحات الرئيس الأميركى جو بايدن المتعلقة بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، مجرد "ادعاءات" تستهدف تبييض وجهه قبل الانتخابات الأمريكية، خاصة أن هذه الحرب نالت كثيرا من فرصه الانتخابية، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه منذ اندلاع الحرب إلى فتح معبر رفح دون قيد أو شرط من أجل دخول المساعدات، وخصص مطار العريش لاستقبال المساعدات الإنسانية والإغاثية القادمة من دول العالم.
ويقول "محسب " لـ "اليوم السابع"، أن " بايدن" يحاول ادعاء بطولة وهمية بأنه صاحب الدور فى قضية دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، رغم أن الجميع يعلم الدور الذى لعبته الولايات المتحدة الأمريكية فى تقديم الدعم السياسى والعسكرى لإسرائيل، من خلال تحريك حاملة الطائرات الأمريكية وسفن حربية ومقاتلات جوية إلى منطقة شرق المتوسط، لتوفير المعدات والذخائر إلى جيش الاحتلال الإسرائيلى، متسائلا:" بأى وجه اليوم يحاول بايدن التنصل من المسئولية التاريخية؟!
ويؤكد عضو مجلس النواب، أن مصر عملت على مدار الشهور الماضية على حشد المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل من أجل توفير مسار أمن لدخول المساعدات، والتوقف عن محاولات عرقلة دخول المساعدات عبر التعنت فى الإجراءات لتخفيف معاناة 2 مليون فلسطينى يعيشون أوضاع إنسانية شديدة السوء، مشيرا إلى أن 80% من المساعدات التى تصل للقطاع مقدمة من مصر، حكومة وشعباً، كما استقبلت مصر المئات من المصابين من أهالى القطاع لعلاجهم بالمستشفيات المصرية، مشددا على أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت وراسخ كونها القضية المركزية للدولة المصرية، فمصر كانت أول تصدى لمخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
وفى نفس الصدد، يقول المهندس حازم الجندى، عضو مجلس الشيوخ، ومساعد رئيس حزب الوفد، أن تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن ومزاعمه حول رفض مصر فتح معبر رفح لمرور المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء فى غزة هى محض "أكاذيب" تحاول القوى الداعمة لإسرائيل إبعاد الأنظار عن جرائم الكيان الصهيونى ومجازر الاحتلال التى طالت الشعب الفلسطينى فى كل مكان، فلم يسلم منها الأطفال ولا النساء ولا الشيوخ ولا حتى المرضى فى المستشفيات.
ويؤكد "الجندي"، أن إصرار مصر على عبور المساعدات لأهالى غزة، وفتح المعبر أمام الإغاثات من جميع القوى الشعبية والحكومية والدولية والمنظمات العالمية يثير غضب الاحتلال الإسرائيلى والدول الداعمة له وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التى انكشف وجهها الحقيقى، وأكدت للعالم كله أنها تختبئ خلف "شو إعلامي" بادعائها أنها تدعم الحلول السلمية ومبادرات وقف إطلاق النار لدعم السلام فى المنطقة.
ويشدد عضو مجلس الشيوخ، على أن مصر ستظل داعمة وبقوة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى الشقيق، ولن تتراجع أبدًا عن مساعيها فى إقرار السلام بالمنطقة، وإقرار الأشقاء فى فلسطين حقهم فى إقامة دولتهم على حدود يونيو 1967، ورفضها مخطط التهجير القسرى الذى يسعى إليه الاحتلال الإسرائيلى، والذى من شأنه المساس بأمن مصر القومى الذى هو خط أحمر، لم ولن تسمح به مصر قيادة ودولة وشعبًا الاقتراب منه تحت أى ظرف من الظروف.
واختتم مساعد رئيس حزب الوفد حديثه، قائلًا: أن مكانة مصر التاريخية ودورها الريادى فى المنطقة يُحتم عليها ألا تتخلى عن أشقاءها لحظة، وتابع قائلاً: على الرئيس الأمريكى أن يجد مخرجًا لحكومة نتنياهو التى شاهد العالم أجمع جرائمها ومجازرها التى تُرتكب بحق الإنسانية، وكيف انفضح كذب هذا الكيان الصهيونى أمام العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة