"الحماقة" الإسرائيلية تدفع المنطقة بأسرها نحو الحرب، وهو ما يبدو بجلاء فى السعي المتعمد لتوسيع نطاق العدوان على غزة جغرافيا، وإطالة أمدها زمنيا، لحماية مصلحة أشخاص بعينهم، يبقى مصيرهم المحتوم هو الخروج من دائرة السلطة، بمجرد انتهاء المعركة الحالية، وربما يقبع بعضهم فى السجون، وهو ما بدا فى استهداف مدينة رفح الفلسطينية، فيما يمثل انتهاكا جديدا، جراء التداعيات الكبيرة لهذه الخطوة غير المحسوبة، فيما يتعلق بعرقلة المساعدات الإنسانية، من جانب، وما تمثله من تهديد لدول الجوار، وعلى رأسهم مصر، من جانب آخر.
وفي هذا الإطار، نقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر رفيع المستوى قوله إن مصر تتابع عن كثب الموقف في رفح ومستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات.
بينما صرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنه من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المالية الإسرائيلي "سموتريتش" في إطلاق تصريحات غير مسئولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأية محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن مثل تلك التصريحات غير مقبولة جملة وتفصيلاً، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسم مصر في أية محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه.
وقال بريك : لديهم أقوي جيش في الشرق الأوسط اليوم .. 4 آلاف دبابة وألفي دبابة حديثة ومئات الطائرات الأكثر تقدماً وبحرية من الأفضل على الإطلاق.. لسنوات، كانوا يبنون الطرق السريعة المؤدية إلى سيناء ونحن الهدف، إنهم لا يبنون الجيش لأي مكان آخر".
وحول تطورات القتال في رفح، قال بريك: "اليوم هناك مشكلة كبيرة جدًا مع مصر. إنهم ليسوا مستعدين للقيام بذلك في مكاننا، كما أنهم لا يوافقون على أن نقوم بذلك من هذا الجانب من الممر، ويهددون بأنه إذا بدأنا في القيام بأشياء مختلفة من شأنها أن تؤدي إلى عبور أعداد كبيرة إلى سيناء، فإنهم سيوقفون السلام
وتابع : "اتخاذ قرار واحد بإلغاء السلام يجعل من مصر دولة معادية، وليس لدينا حتى لواء للوقوف ضدها".
وتطرق بريك إلى ملف التهدئة ، قائلاً : "هناك تقارير تفيد بأن رئيس الموساد يقوم بصياغة الرد الإسرائيلي على مقترحات الوسطاء، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت هناك استراتيجية متماسكة في ضوء رد حماس". وتساءل "كيف يمكننا التقدم هنا قبل أن نكون في حدث عسكري؟ .. قضية الرهائن حدث استراتيجي".
وأضاف: "نرى أن قدرة الجيش الإسرائيلي على ملاحقة حماس تتضاءل، وكذلك مستوى الأخطاء العملياتية. السؤال بعد اليوم مهم للغاية. كان هناك حلم هنا من وجهة نظر أولئك الذين أداروا الرهينة والمفقودين لكن الامر لم ينجح"
رداً على ذلك، قال بريك: "لا تزال حماس تشعر بأنها قوية للغاية. وهي مستعدة للتخلي عن المنازل والأشخاص الذين قتلوا، لكنها تشعر أنه من غير المرجح أن نسقطها. ولذلك، فهي تستخدم لغة ساخرة، ولا تريد أن تسقطها .. حكومة نتنياهو الآن تعمل للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في محاولة لشراء الوقت. لإضعاف قدراتهم يبدو أننا لا نقترب من ذلك. حماس ستستمر في الوجود".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة