صحفى فلسطينى يوثق لحظة استهداف الاحتلال حى الصبرة وانهيار منزله.. عبد الغنى الشامى: عشت 3 دقائق تحولت فيها الدنيا لظلام دامس كأنها يوم القيامة.. ظننتها آخر لحظات حياتي ونطقت الشهادتين وشاهدت جيرانى أشلاء.. صور

الإثنين، 09 ديسمبر 2024 12:00 م
صحفى فلسطينى يوثق لحظة استهداف الاحتلال حى الصبرة وانهيار منزله.. عبد الغنى الشامى: عشت 3 دقائق تحولت فيها الدنيا لظلام دامس كأنها يوم القيامة.. ظننتها آخر لحظات حياتي ونطقت الشهادتين وشاهدت جيرانى أشلاء.. صور الصحفى الفلسطيني عبد الغني الشامي
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حرص الصحفي الفلسطيني عبد الغني الشامي، على توثيق لحظة تدمير الاحتلال للحي الذي يقطن فيه، وتواجده في منزله المتهالك الذي يعيش على أنقاضه، خلال سقوط قنبلة من طائرة الاحتلال الإسرائيلي على منزل أحد جيرانه في حي الصبرة منذ أيام، ويواصل "الشامي" رحلة المعاناة خاصة أنه مريض بـ"التكيس الكلوى"، ونجله محمد، من ذوي الهمم ومصاب بالتوحد.

عبد الغني الشامي
عبد الغني الشامي

وخلال رسالة تحمل عنوان "3  دقائق من الموت"، خص بها عبد الغني الشامي، "اليوم السابع"، قال فيها إنه "لطالما كتب عن القصف الإسرائيلي والغارات بشتى أنواعها بحكم عمله صحفيا، حتى ألف ذلك من كثرته، وكأنه شيء عادى، ولكن أن تكون أنت الضحية والمستهدف وفي قلب الحدث فالأمر يختلف كليًا"، متابعا: "حينما  كنت أسير، عصر الثلاثاء الماضي، في الحي الذي أقطنه، وهو حي الصبرة، بغزة، تم قصف أحد منازل الحي لجيراننا من عائلة الخور، وكنت على بعد حوالي 200 مترا فقط منه".

 

اقرأ أيضا:

صرخات تحت القصف (الحلقة الأولى).. 58 ألف فلسطينى من ذوى الإعاقة يواجهون شبح الموت يوميا فى غزة.. شهادات تكشف معاناتهم بعد تدمير 90% من مراكز توفر خدماتهم.. و15 ألف أصيبوا بإعاقات دائمة بسبب العدوان.. فيديو وصور

 

وواصل كشف قصة استهداف منزله، قائلا: "قبل القصف بثواني وقد كنت برفقة ابني براء، إذا بصوت هدير الصاروخ وهو يهوي على الأرض بقوة شديدة وضغط كبير، وكأنه مر عني لتتحول الدنيا إلى ظلام دامس لمدة 3 دقائق من كثرة البارود الأسود الذي عبق المكان، رغم أننا كنا في وضح النهار، ثم ضباب شديد من شدة غبار القصف والبارود لخمس دقائق أخرى، حتى بدأت الأمور تتكشف لي شيئا فشيء وكأنه يوم القيامة".

استهداف منزل جيران عبدالغني الشامي بحي الصبرة
استهداف منزل جيران عبدالغني الشامي بحي الصبرة

ووثق عبد الغني الشامي، تلك اللحظة، قائلا: "طارت نظارتي وأنا قبلها من شدة الانفجار، ولا أعرف ماذا حدث، وابني براء، ينادي عليّ ويصرخ: "نحن بخير يابا.. نحن بخير"، ويحاول احتضاني لحمايتي من أي شظايا وحجارة قد تسقط علينا، ومن حمم هذا الجحيم، وكان الأمر مثل أمواج البحر المتلاطمة حينما تعجنك وأنت تحاول دخول البحر للسباحة ثم تخرج للشط متعب من شدة ما تعرضت له، ولكن مياه البحر استبدلت بحجارة وشظايا وقطع معدنية تتطاير حولي في شريط يمر عليّ لثواني".

منزل جيران عبد الغني الشامي بعد تدويره
منزل جيران عبد الغني الشامي بعد تدويره

وتابع: "هذه اللحظات هي أصعب لحظات مرت عليّ في حياتي كأنه كابوس وغمة وانزاحت، وقد ظننتها أخر لحظات حياتي، وأنا انطق الشهادتين، لكن الحمد لله، أصبت برضوض خفيفة في الجسم وكدمات في الأقدام، لكنني زحفت ثم استطعت القيام بمساعدة ابني، وأنا اتفقد جسمي وابحث عن نظارتي لكي أرى ما الذي حدث".

منزل عبد الغني الشامي المدمر
منزل عبد الغني الشامي المدمر

 

اقرأ أيضا:

مدير مستشفى كمال عدوان: لم يتبق لدينا أى جراحين والإمدادات الطبية على وشك النفاد

 

وقال الشامي: "تمكنت من القيام والسير بجوار جدار احتمي به حيث كان ابني الذي بدأ يتفقد جسمي والتراب والبارود يغطي جسمي كأنني خرجت من معمل للحجارة أو مصنع بلاط أو منجرة وقد تغيرت معالمي، وهو يسألني أنت بخير؟ حتى ساعدني في نفض الغبار عن جسمي، وكانت تجربة مريرة فعلًا، ورغم أنها لم تكن المرة الأولى، فقبل 8 شهور سقطت قذيفة مدفعية على البيت الذي أقطنه في ساعات الليل وكانت في الغرفة التي بجواري على بعد مترين مني فقط، وكنت آنذاك نائمًا فلم أشعر بهذا الشعور غير أنني استيقظت والركام والغبار عليّ وقمت اتفقد نفسي والغرفة التي قصفت والأولاد، حيث نجوت أنا وعائلتي من الموت بأعجوبة، ولكن هذه التجربة تختلف كليًا".

منزل عبد الغني الشامي
منزل عبد الغني الشامي

وأضاف: "قلت في نفسي بعد انقشاع الغارة هذا حالي وأنا أبعد عن البيت المستهدف 200 متر فقط، فكيف بمن هو داخل هذا البيت من نساء وأطفال وشيوخ؟؛ حيث تم نقلهم جميعًا أمامي وهم أشلاء إلى المشافي بعد أن تحولت أجسادهم إلى قطع لحم مشوية وتطايرت بعضها إلى أماكن بعيدة من شدة القصف لتكون الحصيلة 7 شهداء من أهل البيت والجيران جلهم من الأطفال وعدد كبير من الجرحى دون إحصائي معهم لأنني لم أتوجه إلى المستشفى نظرًا للعدد الكبير من الجرحى الذين وصلوا إليه، حيث تم علاجي ميدانيًا في المكان وبعد عودتي إلى البيت".

 

اقرأ أيضا:

الصحة العالمية: لم يكن هناك تحذير رسمى قبل قصف مستشفى كمال عدوان بغزة

 

واختتم رسالته: "لا نعرف مع استمرار الحرب أين أو متى ستكون الضربة القادمة؟، فلم يعد هناك مكانًا آمنًا في غزة، والقذائف تتساقط في كل مكان وفي أي وقت؛ سواء وأنت نائم في بيتك أو وأنت خارجه، ولكن نسلم أمرنا لله فهو وحده الحامي والقادر على وقف هذه الحرب المجنونة بعدما عجز البشر عن ذلك".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة