تغيرات سريعة وصفت بالصادمة، فبعد حوالى أسبوعين، أعلنت الجماعات المسلحة السيطرة على العاصمة السورية دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد، فيما ينذر بمرحلة جديدة من عدم اليقين السياسى التي يمكن أن تلقي بظلالها على المنطقة كلها.
وقالت صحيفة "تليجراف" البريطانية، إن إعلان الجماعات المسلحة فى سوريا صباح الأحد، بأنهم أطاحوا بنظام الرئيس السوري بشار الأسد واستيلائهم على العاصمة دمشق ينذر بـ مستقبل غير واضح المعالم على الإطلاق، فضلا عن أنه يهدد بأزمة لاجئين جديدة.
وأوضحت الصحيفة، أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسن، حذر من أن سوريا في "خطر جسيم".
وقال: "إن المزيد من التصعيد العسكري يهدد بالنزوح الجماعي والإصابات بين المدنيين"، وحث على التهدئة السريعة لمنع كارثة إنسانية.
ولا يزال عدد السوريين الذين فروا من وطنهم يشكل أكبر أزمة لاجئين في العالم، وفقًا للأمم المتحدة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن تمرد الجماعات المسلحة الأسبوع الماضي أدى بالفعل إلى فرار أكثر من 300 ألف شخص من منازلهم إلى أجزاء أخرى من سوريا.
بعد متابعة الأخبار بقلق من لندن، نقلت الصحيفة عن هادي، اللاجئ السوري الذى جاء إلى المملكة المتحدة بشكل قانوني إن المزيد من الناس سيضطرون إلى الشروع في رحلات مماثلة لرحلته إذا تصاعد الموقف. ولكن مع قلة الطرق القانونية للخروج من البلاد، فإن المهربين سوف يستفيدون من محنتهم.
وفر 7 ملايين سوري خلال 14 عامًا من الحرب الأهلية. ويتحدث الرجل مستخدمًا اسمًا مستعارًا بسبب مخاوف على أسرته في وطنه.
وقال هادي: "أنا متأكد بنسبة 100% من رؤية ما حدث في سوريا من قبل أننا سنجد العديد من الأشخاص الذين يحاولون الفرار. أتوقع أن يحاول العديد منهم العبور إلى أوروبا".
واعتبرت الصحيفة أن الحرب الأهلية السورية هي واحدة من أكثر الصراعات تعقيدا في القرن الحادي والعشرين. و عانت البلاد التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة من الحرب منذ حملة الأسد العنيفة على المتظاهرين في الربيع العربي في عام 2011.
ومع ذلك، حتى أولئك الذين يفهمون الصراع وأجزاءه العديدة جيدا أصيبوا بالذهول من التغيرات السريعة في الأسابيع الماضية، على حد تعبير الصحيفة.
وتعليقا على استيلاء الجماعات المسلحة على أكبر المدن السورية، قال جوليان بارنز ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "لقد كان تحولاً صادماً ومثيراً للصدمة. كان الناس يشيرون إلى انهيار النظام واستمرار انهيار الدولة، لكن كان هناك شعور واضح بأن النظام، كان مسيطراً على الموقف بما يكفي للحفاظ على تماسك الأمور".
تمكنت الفصائل المسلحة بقيادة ما تعرف بـ"هيئة تحرير الشام" من السيطرة على العاصمة السورية دمشق ومدن حلب وحماة وحمص، وذلك في هجوم شنته الفصائل على تمركزات الجيش السوري من عدة محاور، وذلك في ظل انهيار للقوات المسلحة السورية التي عانت من ضعف في قدراتها الدفاعية.
واعتمدت الفصائل المسلحة في حربها على قدراتها العسكرية والأسلحة المتطورة التي حصلت عليها من أطراف خارجية، بالإضافة إلى الحرب الإعلامية والمعلوماتية المستمرة منذ أيام حول طبيعة ما يجري على الأرض، وسيطرت الفصائل على عدة مؤسسات حكومية وعسكرية في حماة وحلب وحمص ودمشق، مع السيطرة على كل السجون المركزية في سوريا وإطلاق سراح السجناء، مما يشكل تهديدا على السلم والأمن المجتمعي في البلاد التي تعاني من تعدد الطوائف والعشائر السورية.