وثائق بريطانية: جورج بوش اعتقد أنه فى "مهمة من الله" بحرب العراق

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024 01:15 م
وثائق بريطانية: جورج بوش اعتقد أنه فى "مهمة من الله" بحرب العراق جورج بوش

كتبت : رباب فتحى

كشفت وثائق بريطانية تم الكشف عنها حديثًا ونشرتها صحيفة "الجارديان" أن مستشاري رئيس الوزراء الأسبق، توني بلير تساءلوا بشكل خاص عما إذا كانت الولايات المتحدة تتمتع "بالسيطرة السياسية المناسبة" على العمليات العسكرية في العراق بعد أن صرح مسئول أمريكي كبير بأن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش يعتقد أنه كان في "مهمة من الله" ضد المتمردين العراقيين.

وقالت الصحيفة، إن بلير كان بحاجة إلى "توصيل بعض الرسائل الصعبة" إلى الرئيس الأمريكي آنذاك من أجل "اتباع نهج أكثر تحفظًا" في أبريل 2004، في أعقاب عملية عسكرية أمريكية لقمع انتفاضة كبرى في مدينة الفلوجة، وفقًا لوثائق تم الكشف عنها في الأرشيف الوطني في كيو، غرب لندن.

وفي محادثة صريحة بشكل مدهش، مسجلة في وثيقة تحمل علامة "الرجاء الحماية بعناية شديدة"، قال ريتشارد "ريتش" أرميتاج، نائب وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، للسير ديفيد مانينج، السفير البريطاني آنذاك، إن بوش كان في حاجة إلى "جرعة من الواقع" بعد مطالبة القوات الأمريكية "بالتعامل بحزم" في الفلوجة، حيث كانت القوات الأمريكية منخرطة في معركة دامية مع مسلحين عراقيين بعد أن نصب كمين لأربعة من المقاولين العسكريين الخاصين وقتلوهم.

وناشد أرميتاج بلير استخدام نفوذه في زيارة مقبلة إلى واشنطن في السادس عشر من أبريل لحث بوش على التعامل مع الفلوجة "كجزء من عملية سياسية مدروسة بعناية".

كانت الولايات المتحدة قد أطلقت عملية العزم اليقظ في الفلوجة بعد تعليق جثث المقاولين الأمريكيين المشوهة على جسر فوق نهر الفرات بعد أقل من عام واحد من الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين في مايو 2003.

وكان بوش في البداية متأثراً بجنرالاته العسكريين وكان "يريد التعامل بحزم" مع قوات مشاة البحرية الأمريكية التي تحتل المدينة. ولكن الساسة في السلطة المؤقتة للائتلاف، التي أنشئت بعد سقوط صدام، كانوا يخشون أن يؤدي الرد العسكري الأمريكي إلى الإضرار بآمال إقامة إدارة عراقية مستقلة.

وتراجع بوش بعد أن "واجه هذه الجرعة من الواقع"، حسبما أفاد مانينج في تقريره إلى مكتبه.
وجاء فى تقريره "لخص ريتش الأمر كله بقوله إن بوش ما زال يعتقد أنه كان في مهمة من نوع ما من الله. ولكن الأحداث الأخيرة جعلته "أكثر رصانة".

وكان بوش قد أعلن "إنجاز المهمة" بعد الإطاحة بصدام حسين على يد قوات التحالف الأمريكية والبريطانية. ولكن البيت الأبيض رفض في وقت سابق تقارير تفيد بأن بوش أخبر وفداً فلسطينياً في عام 2003 بشكل خاص أن الله تحدث إليه وقال له: "جورج، اذهب لمحاربة هؤلاء الإرهابيين في أفغانستان" و"جورج، اذهب وأنهِ الطغيان في العراق".

ورفض أرميتاج مزاعم القائد العام للقوات الأمريكية في العراق الجنرال جون أبي زيد بأنه قادر على إخماد انتفاضة الفلوجة خلال أيام ووصفها بأنها "هراء" و"فظاظة سياسية". واعتقد أرميتاج أن الولايات المتحدة "تخسر تدريجياً في ساحة المعركة" وأن إرسال الإدارة للمزيد من القوات أمر "حتمي"، وهو ما سيكون "قبيحاً سياسياً" بالنسبة لبوش، كما ذكر مانينج.

وكانت رئاسة الوزراء متوترة بشأن الرد العسكري الأمريكي. و جاء في وثيقة إحاطة، قبل زيارة بلير إلى واشنطن في إبريل 2004، أن الأحداث في الفلوجة "استهلكت قدراً كبيراً من رأس المال السياسي للتحالف".

لقد جاء في الوثيقة، "إننا نريد أن نؤكد علناً التزامنا المستمر بإنجاز المهمة، ولكننا سنحتاج سراً إلى إيصال بعض الرسائل الصعبة إلى بوش حول الحاجة إلى نهج أكثر تحفظاً من جانب الجيش الأمريكي، تحت إشراف سياسي مناسب، والحاجة إلى نهاية واضحة للاحتلال في الأول من يوليو ".

وأضاف التقرير، "قد يسأل رئيس الوزراء بوش عما إذا كانت هناك سيطرة سياسية مناسبة على العمليات العسكرية"، وخلص إلى: "باختصار، هناك عدد كبير للغاية من الضباط العسكريين يتحدثون بقسوة مع جمهور أمريكي، مع القليل من الاهتمام بتأثير ذلك على الجمهور العراقي أو الإقليمي".

ووصف مستشار السياسة الخارجية لبلير، السير نايجل شينوالد، المخاوف الرئيسية للمملكة المتحدة في مذكرة إلى رئيس الوزراء بأنها "التعامل الأمريكي الأخرق"، و"التكتيكات العسكرية الأمريكية غير المتناسبة - ما فعلته في الفلوجة بدا على شاشات التلفزيون العراقي وكأنه شكل من أشكال العقاب الجماعي" و"المعالجة الإعلامية المروعة".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب