أقلعت أول طائرة منذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر، الأربعاء من مطار دمشق متجهة إلى مدينة حلب في شمال سوريا، حيث بدأ هجوم الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام التي تتولى السلطة حاليا في البلاد.
وقالت وسائل إعلام سورية إن أول طائرة مدنية أقلعت اليوم من مطار دمشق الدولي إلى مطار حلب، بطواقم فنية فقط وبدون ركّاب، حيث تُعتبر هذه الرحلة تجريبية وستكون ذهاباً وإياباً للتأكد من جهوزية المطارات وأجهزة الملاحة.
وأكدت إدارة مطار دمشق أن المطار يحتاج إلى التطوير والتحديث، حيث لم يتم اتخاذ أي خطوات في هذا الشأن على مدار السنوات الـ 14 الماضية.
وكان في الطائرة وهي من طراز "إيرباص" عشرات الأشخاص من بينهم صحفيون، وفق ما أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس.
بدوره، اقترح قائد "قوات سوريا الديمقراطية"، مظلوم عبدي، إنشاء منطقة منزوعة السلاح في مدينة عين العرب بريف حلب الشرقي، بهدف تبديد المخاوف الأمنية التركية.
وقال عبدي: "تأكيداً على التزامنا الثابت بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في كافة أنحاء سوريا، نعلن عن استعدادنا لتقديم مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في مدينة كوباني، مع إعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف وتواجد أميركي".
وحسبما ذكر عبدي في تغريدة على منصة "إكس"، فإن هذه المبادرة تهدف إلى "معالجة المخاوف الأمنية التركية وضمان استقرار المنطقة بشكل دائم".
فيما، طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الحكومة الجديدة بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتحديد مواقع المخزون الذي خلَّفه نظام الأسد وتدميره.
وشددت الشبكة في بيان على أهمية التزام الحكومة السورية الجديدة بالقوانين والاتفاقيات الدولية التي تحظر إنتاج أو تخزين أو استخدام الأسلحة الكيميائية، وبشكل خاص اتفاقية الأسلحة الكيميائية وقرارات مجلس الأمن والقانون الإنساني الدولي.
وأوصت الشبكة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتعزيز التنسيق مع الحكومة السورية الجديدة لضمان الوصول إلى جميع المواقع التي يُحتمل وجود أسلحة كيميائية فيها، والعمل على تدميرها بشكل فوري.
كما أكدت على ضرورة ضمان شفافية كاملة في عمليات التفتيش والتقييم المتعلقة بالأسلحة الكيميائية في سوريا، ونشر تقارير مفصلة حول تقدم جهود التخلص من هذه الأسلحة.
إلى ذلك، تسعى النمسا إلى وضع استراتيجية مشتركة للاتحاد الأوروبي لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، عقب سقوط نظام الأسد.
وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية قبل اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل غدا الخميس: "أوروبا بحاجة ماسة إلى استراتيجية شاملة بشأن سوريا. لن تكون هناك فائدة لأوروبا إذا تم ببساطة إعادة توزيع المواطنين السوريين داخل أوروبا، بل يجب أن تهدف الاستراتيجية إلى منح الشعب السوري آفاقا جديدة في وطنه".
وأوضح نيهامر أن هذا يشمل أيضا بناء الديمقراطية، وقال: "سوريا الآن بحاجة إلى مواطنيها السوريين"، مطالبا بتعيين مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات مع القيادة الجديدة في سوريا.
وأعلن نيهامر أيضا عن اجتماع مع دول في الاتحاد الأوروبي لديها مواقف مماثلة للنمسا بشأن الهجرة، وقال: "النمسا، إلى جانب إيطاليا وهولندا والدنمارك، تعد من الدول الأوروبية الرائدة في تعزيز إجراء تحول نموذجي في سياسة اللجوء الأوروبية... سنبحث أيضا على وجه التحديد عن شركاء في مسألة كيفية التعامل مع سوريا".
في تل أبيب، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستبقى في موقع جبل الشيخ الاستراتيجي على الحدود السورية لحين التوصل إلى ترتيب مختلف.
واحتلت القوات الإسرائيلية جبل الشيخ عندما دخلت المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد خلال الشهر الجاري.
ووصف مسؤولون إسرائيليون الخطوة بأنها محدودة وإجراء مؤقت لضمان أمن الحدود لكنهم لم يشيروا إلى موعد محدد لاحتمال انسحاب القوات.