ضحى بسنين حياته لخدمة زوجته المريضة ونجلتيه بعد وفاتها علي الرغم من الضغوط التي مارسها عليه الكثيرين، إلا إنه رفع شعار الوفاء لزوجته الراحلة، وصادق نجلتيه حتى حقق أمنية والدتهما.. إنه الاب القدوة ببورسعيد، الحاصل على المركز الأول في المحافظة والمركز الثالث على مستوي الجمهورية للمسابقة التي نظمتها وزارة التضامن الإجتماعي.
حصل أحمد محمود النحاس، علي المعاش منذ عامين، على المركز الثالث على مستوى 8 محافظات فى مسابقة "الأب القدوة" ، التى أعلنت عنها وزارة التضامن الاجتماعى فى شهر يونيو الماضى .
وأكد "النحاس"، أنه شعر بالسعادة عندما تلقى خبر حصوله على المركز الثالث على مستوي الجمهورية فى مسابقة " الأب القدوة " والأول على مستوي محافظة بورسعيد .
وأضاف الأب القدوة ببورسعيد ، أن نجلتيه قدمن له في المسابقة، وحينها انتابته احاسيس رائعة من وجود اشخاص يشعرون بتعبه، ومجهوده، وتضحياته منذ وفاة زوجته التي فارقته منذ ما يقرب من 11 عام ، بعد معاناة مع المرض تاركة نورهان بالصف الثانى الإعدادى، وروان بالصف الأول الإعدادي .
وأشار إلى أن تلك المسابقة جديدة من نوعها وهى تضاهى مسابقة الأم المثالية ، فزوجتى رحمة الله عليها كانت أما مثالية بمعنى الكلمة ، ساندتنى، وكانت شريكة حياة بكل ما تحمله تلك العبارة من معانى .
ولفت الأب القدوة، إلى أنه تحمل مسؤلية نجلتيه بالدراسة والمنزل وحياتهم الشخصية، بجانب عملي قبل الخروج للمعاش ، فكان وكيل للكلية التكنولوجية، ومديراً عاماً لرعاية الطلاب، فكان بمثابة الأم والأب في آنٍ واحد .
وأوضح أنه كانت تمارس عليه بعض الضغوط للزواج نظراً لطول مدة رحيل الزوجة بعد مرضها، ولكنه رفض هذه الفكرة تماماً وكان متفرغاً لتربية نجلتيه وبنى بينهما علاقة طيبة وقوية حتي يستطيع أن يقوم بدور الأم، فكان يذهب معهن إلى المدرسة والكلية حتى استطاع أن يساعدهن حتى حصلت نورهان على ليسانس تربية قسم انجليزى ، وروان ليسانس تربية دراسات اجتماعية .
واستطرد الأب ، مرت الأيام ، لم يكن الأمر هينا، لكن مع ذلك وصلت ببناتى إلى بر الامان ، بعد تخرجهما من الجامعة، وعلق باكيا :" ربنا وقف معايا ، و النية كانت خالصة لله " لم أترك بيت الله ، كنت من البيت للمسجد ومن المسجد للبيت، تقدم شاب لخطبة ابنتى، واعتبرته ابنا لى ايضا، وعندما جاء ليتقدم لها أوصيته بها خيرا وقلت له انها قطعة من قلبى حافظ عليها .
وعن رسالته للآباء ، قال إن دور الأب يبدأ من الولادة وتسمية الطفل ومرافقته حتى يصل إلى تكوين شخصيته المعروفة التي بها يستطيع الاعتماد علي نفسه ، فلم تقتصر مهنة الأب علي كسب المال فقط، فلابد أن يكون داعم وسند لأولاده و زوجته .
وبعث الزوج والاب القدوة رسالة إلى زوجته قائلا فيها : " زوجتي الغالية لقد قمت بمهمتى ومهمتك فأنتي لم تغيبي عنا لحظة، وتعيشي فى وجداني ، واستطعت أن انفذ وصيتك فاطمئني" .
وفي نهاية اللقاء، قدم أحمد النحاس - الأب القدوة ببورسعيد والثالث على مستوى الجمهورية، الشكر إلى الدكتورة مايا مرسي، وزير التضامن الإجتماعي ، على تكريمها له واهتمامها بالأب متمثلاً في هذه المسابقة .
الاب القدوة
الاب
الاباء القدوة
التكريم لابن بورسعيد
خلال مصافحة الدكتورة مايا مرسي
مراسل اليوم السابع مع الاب القدوة
