متاحف عالمية معرضة للنهب بسبب التكلفة الباهظة للتأمين وضعف الإجراءات الأمنية.. سطو مسلح على متحف هيرون الفرنسى وسرقة قطعة أثرية بـ4 ملايين يورو.. ومتحف ألمانى يسترد مجوهراته المسروقة والخسائر تتجاوز مليار دولار

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 01:30 م
متاحف عالمية معرضة للنهب بسبب التكلفة الباهظة للتأمين وضعف الإجراءات الأمنية.. سطو مسلح على متحف هيرون الفرنسى وسرقة قطعة أثرية بـ4 ملايين يورو.. ومتحف ألمانى يسترد مجوهراته المسروقة والخسائر تتجاوز مليار دولار سرقة المتاحف

كتبت ميرفت رشاد

تعد المتاحف منارات للثقافة والتاريخ، حيث تحتضن بين جدرانها كنوزا لا تقدر بثمن من التراث الإنسانى، ومع ذلك، فإن هذه المؤسسات الثقافية تواجه تحديات أمنية كبيرة، بسبب عزوف بعضها عن تأمين القطع الأثرية الحكومية بشكل عام إلا فى حالات الإعارة أو النقل، بينما تقوم المؤسسات الخاصة بتأمين مجموعاتها بشكل شامل، ويرجع ذلك بسبب التكلفة العالية للغاية، ما يجعل بعض المتاحف تتجنب التأمين الكامل على مجموعاتها ويعرضها للسرقة، والحل الأمثل للحد من نهب المتاحف، استخدام التكنولوجيا الحديثة، ويمكن استخدام تقنيات مثل التعرف على الوجه، وأجهزة الاستشعار، والكاميرات المتقدمة لتعزيز الأمن في المتاحف، بالإضافة إلى تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع التهديدات الأمنية وكيفية التصرف فى حالات الطوارئ، وفى هذا التقرير، نستعرض بعضا من أبرز حوادث سرقة المتاحف حول العالم.

 

سرقة متحف هيرون المتخصص في الفن المقدس

قطعة أثرية سرقت من متحف هيرون الفرنسى
قطعة أثرية سرقت من متحف هيرون الفرنسى

اقتحم أربعة أشخاص، متحف هيرون المتخصص في الفن المقدس، في باراي لو مونيال في فرنسا، حيث تم نهب القطعة المركزية للمتحف، Via Vitae، التي أنشأها الصائغ جوزيف شوميه عام 1904 والتي تتتبع حياة المسيح، وقيمتها 4 ملايين يورو، وفقًا لما نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

وبعد التوقف على دراجات نارية أمام المتحف، اقتحم ثلاثة من اللصوص الأربعة المكان، وفتحوا النار من بنادقهم لإثارة الذعر، قبل أن يستولوا على القطع وسرقوا تماثيله المصنوعة من الذهب والعاج، بالإضافة إلى زخارف الزمرد، بعد أن قطعوا بالمنشار النوافذ المدرعة التي كانت تحمي العمل الذي يبلغ ارتفاعه حوالي ثلاثة أمتار، كما قاموا بقطع جزء من قاعدته الرخامية.

استغرقت السرقة ثلاث دقائق فقط، ورغم تواجد الأجهزة الأمنية داخل وخارج المكان، إلا أن المجرمين تمكنوا من الاستيلاء على الأعمال قبل وصول الشرطة.

اللصوص لاذوا بالفرار على متن دراجات نارية، وقاموا بإلقاء المسامير على الطريق، ما أدى إلى تحييد مركبتين للدرك كانتا في أعقابهما، في إشارة إلى الاستعداد للعملية.

هذه القطعة الأثرية، التي تصنفها وزارة الثقافة كنزا وطنيا، يبلغ ارتفاعها 3 أمتار ووزنها 3 أطنان، منحوتة في جبل من الرخام، ويقدر ثمنها بـ 4 ملايين يورو، بحسب رئيس البلدية، وكانت من الروائع النادرة بهذه القيمة التي لا تزال محفوظة في المقاطعات.

وكان حوالي عشرين زائرًا موجودين في الطابق الأرضي من المتحف وقت وقوع السرقة، بالإضافة إلى موظفيه، وتمكنوا من الفرار ولجأ بعضهم إلى منزل مجاور.

فتح مكتب المدعي العام في ماكون تحقيقا في تهمة السرقة المسلحة من قبل عصابة منظمة، وأعلن رئيس بلدية باراي لو مونيال، أن هذا الهجوم يشكل "كارثة حقيقية وخسارة كبيرة للتراث الوطني ولمدينة باراي لو مونيال" وباعتباره كنزًا وطنيًا، فهو يجسد تراثًا ثمينًا نادرًا في المحافظات.

 

سرقة متحف كونياك جاى في باريس

سرقة علب سجائر من القرن 18 من متحف فرنسى
سرقة صندوق سجائر من القرن 18 من متحف فرنسى

تعرضت قطع مصغرة ثمينة من القرن الثامن عشر في متحف كونياك جاي في باريس للسرقة حين قام أربعة رجال ملثمون بسرقة صندوق سجائر مرصعة بالألماس، ثم فروا على دراجات بخارية في غضون دقائق، وقد تم تصنيع صندوق السجائر المسروق خلال القرن الثامن عشر بواسطة يوهان كريستيان نيوبر ودانييل بودسون، وفقا لما ذكره موقع أرت نيوز.

ويضم متحف كونياك جاي مجموعة واسعة من الأعمال الفنية والأشياء التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر والتي تبرع بها رجل الأعمال الفرنسي إرنست كونياك.

ورغم عدم إصابة أحد، فإن المتحف مغلق حتى إشعار آخر، مع خطط لإعادة فتحه في 10 ديسمبر مع استمرار التحقيق في الحادث وتقدير حجم الأضرار، حسبما ذكرت السلطات.

ويعتقد أن اللصوص نجحوا في سرقة بضائع تقدر قيمتها بنحو مليون يورو (1.05 مليون دولار)، وحتى الآن لم يتم استرداد أى من هذه الأعمال.

وأدانت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي الجريمة ووصفتها بأنها خسارة كبيرة للتراث الثقافي الفرنسي بسبب القيمة التاريخية والطبيعة الثمينة لهذه القطع، ولم يكن من المقرر في الأصل أن يظل المعرض مفتوحًا بعد سبتمبر، ولكن تم تمديده حتى نهاية نوفمبر.

 

سرقة المتحف الألماني

بعد سنوات من سرقة المتحف الألمانى "القبو الأخضر التاريخى" بمدينة دريسدن، والتي شهدت قيام اللصوص بسرقة كمية لا تقدر بثمن من المجوهرات، عادت العديد من الكنوز المسروقة الآن إلى العرض، وفقا لما نشره موقع  news.artnet.

في عام 2019، تسلل لصوص إلى المتحف وسرقوا أكثر من 4300 ماسة كانت مملوكة ذات يوم لملوك ساكسونيا، وبينما رفض المتحف وضع سعر على الأحجار الكريمة المسروقة، اقترحت صحيفة بيلد الألمانية لاحقًا أن قيمتها الإجمالية بلغت مليار يورو (1.1 مليار دولار)، مما يجعل هذه السرقة الأكبر في تاريخ الفن، متجاوزة حتى سرقة متحف إيزابيلا ستيوارت جاردنر في بوسطن، والتي شهدت اختفاء 13 لوحة من لوحات كبار الفنانين القدامى.

وقالت ماريون أكيرمان، المديرة العامة لشركة SKD، في بيان: "بعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على اقتحام الخزنة الخضراء التاريخية، أصبح من المسموح لنا الآن تقديم المجوهرات التي استردناها في ديسمبر 2022 للجمهور لأول مرة".

في حين أن سرقة متحف جاردنر عام 1990 لا تزال دون حل، فقد تم استرداد عدد صغير لكنه مهم من جواهر المتحف في عام 2022 عندما تخلى اللصوص، الذين تم القبض عليهم بتهمة ارتكاب جريمة مختلفة، عن موقعهم كجزء من صفقة إقرار بالذنب، ومن المؤسف أن معظم المسروقات لا تزال مفقودة، ويشمل ذلك جوهرة التاج، ما يسمى بالماس الأبيض دريسدن، وهو ماسة مقطوعة على شكل وسادة تزن 62 قيراطًا اشتراها الملك الساكسوني فريدريك أوغسطس الأول (1750-1827).




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة