جائزة نوبل فى الكيمياء.. كيف حفر أحمد زويل اسمه فى تاريخ العلوم؟

الأربعاء، 09 أكتوبر 2024 10:30 ص
جائزة نوبل فى الكيمياء.. كيف حفر أحمد زويل اسمه فى تاريخ العلوم؟ الدكتور أحمد زويل
كتب مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في كل عام، يتطلع العالم بشغف لمعرفة الفائزين بجائزة نوبل في مختلف المجالات، وتظل الكيمياء أحد أهم تلك الفروع التي تقدم للبشرية إنجازات علمية فريدة، وبينما ننتظر الإعلان عن الفائزين بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024، تستعيد ذاكرتنا اسمًا خالدًا في تاريخ هذه الجائزة، العالم المصري أحمد زويل، الذي حقق إنجازًا علميًا استثنائيًا بفوزه بجائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن اكتشافه الرائد في "كيمياء الفيمتوثانية".

من دمنهور إلى نوبل

ولد أحمد زويل في 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور، وبعد حصوله على درجة البكالوريوس من جامعة الإسكندرية في الكيمياء، أكمل دراسته في الولايات المتحدة، حيث حصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا. وبدأ مسيرته الأكاديمية والبحثية بالعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك)، والذي شهد لاحقًا اكتشافاته العظيمة التي غيرت العالم.

ما الذي جعله يستحق جائزة نوبل؟

تُوّج زويل بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999 بفضل إسهاماته الرائدة في مجال "كيمياء الفيمتوثانية"، وهو مجال جديد أحدثه من خلال اكتشاف طريقة لرصد التفاعلات الكيميائية باستخدام الليزر في نطاق الزمن الفيمتوثاني (جزء من مليون مليار من الثانية). هذا الاكتشاف فتح أفقًا جديدًا لفهم كيفية حدوث التفاعلات الكيميائية على المستوى الذري.

أهمية كيمياء الفيمتوثانية

أتاحت هذه التقنية رؤية التفاعلات الكيميائية بطريقة لم يكن بالإمكان تصورها من قبل. حيث تمكن زويل من تصوير هذه التفاعلات أثناء حدوثها، مما فتح بابًا لفهم أعمق لآليات التفاعلات الكيميائية التي تساهم في مجالات مثل الكيمياء، الفيزياء، والطب. وكان هذا الاكتشاف بمثابة نقلة نوعية، حيث سُمّي زويل "أبو كيمياء الفيمتوثانية".

 

أثر فوزه في مصر والعالم العربي

حمل فوز أحمد زويل بجائزة نوبل أملًا جديدًا للعلماء في العالم العربي، وأصبح رمزًا للإلهام لكل من يسعى للتفوق في مجالات العلم. لقد أبرز إمكانية تحقيق إنجازات علمية عالمية على الرغم من التحديات، وأكد على أهمية التعليم والبحث العلمي.

كما دفع زويل نحو المساهمة في تطوير التعليم العلمي في مصر، حيث كان من بين مؤسسي "مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا"، والتي تهدف إلى تعزيز البحث العلمي في مصر والمنطقة.

التكريمات والإنجازات

بعد حصوله على جائزة نوبل، نال زويل العديد من الأوسمة والتكريمات من مؤسسات علمية وحكومات حول العالم. كان زويل عضوًا في العديد من الأكاديميات العلمية المرموقة، مثل الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم والأكاديمية الوطنية للعلوم.

وفي عام 2009، تم اختياره ضمن المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مجال العلوم والتكنولوجيا، مما يؤكد اعتراف العالم بأسره بإسهاماته الفريدة.

إرث أحمد زويل

رحل أحمد زويل عن عالمنا في 2 أغسطس 2016، تاركًا إرثًا علميًا وإنسانيًا لا ينسى، لم يكن زويل مجرد عالم حاز على جائزة نوبل، بل كان ملهمًا للأجيال القادمة، داعيًا إلى تعزيز البحث العلمي والتعليم كأساس لتقدم المجتمعات.

في ذكرى هذا اليوم، تظل إنجازات أحمد زويل مصدر فخر لمصر والعالم العربي، وشاهدًا على القدرة العظيمة للعقول العربية في المساهمة في تطور العلم على المستوى العالمي.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة