بدأت بحرب الإبادة فى غزة وامتدت إلى لبنان واليمن.. كيف قاد جنون نتنياهو المنطقة إلى جبهات صراع مفتوحة؟..وزير لبنانى لـ"اليوم السابع": مانعيشه ينعكس على المنطقة..خبراء لبنانيون ويمنيون:إسرائيل فتحت أبواب الجحيم

• سياسى لبنانى لـ"اليوم السابع": إسرائيل تنفذ خطة إستيطانية شيطانية مستغلة الصمت الدولى

ـ رئيس منظمة"رصد" اليمنية : التجارة العالمية تأثرت بسبب حماقة إسرائيل والصراع الحوثى

• خبراء عسكريون لبنانيون ومحللون سياسيون يمنيون لـ"اليوم السابع": إسرائيل فتحت أبواب الجحيم ولا ناج منه إن لم يُغلق

  ـالإجرام الإسرائيلي يجر المنطقة لحرب شاملة ..ومصر حذرت من خطورة انزلاق المنطقة إلى هذه الحرب

عام كامل مر على إطلاق شيطان المنطقة خطته لفرض واقع قوامه الدمار وأدواته القضاء على الأخضر واليابس، ودهس الأبرياء تحت أقدام أطماع لا سند لها سوى منطق البطش والقوة.

انطلقت مدفعيات العدوان الإسرائيلى منذ يوم السابع من أكتوبر 2023 ، فى أعقاب العملية التى أُطلق عليها "طوفان الأقصى"، منذ ذلك التاريخ لم تهدأ وتيرة القتل والحرق والتدمير من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى .

لم تكتفِ بقتل أبرياء "غزة"، بل راح العدو يسلك اتجاها متنامياً نحو التصعيد فى المنطقة ، ففى الثالث والعشرين من سبتمبر الماضى، أطلق العدوان عملية ضد لبنان أسماها "سهام الشمال" ، مُعلناً أن هدفها القضاء على حزب الله الذى يمثل تهدياً لمستوطنات الشمال الإسرائيلى ، ونفذ فى إطارها مئات الغارات الجوية مستهدفا الجنوب اللبنانى ، ومنطقة البقاع الشمالى والشرقى والغربى، وصولاً إلى الضربة الأكبر التى نفذها الجيش الإسرائيلى على حارة حريك فى الضاحية الجنوبية الجمعة الموافق 27 سبتمبر، والتى أدت إلى استشهاد الأمين العام للحزب حسن نصرالله ومعه 12 من قيادات الحزب .

وفى أعقاب استشهاده عاد منسوب التصعيد للارتفاع بدرجة كبيرة ، وأعقب ذلك إعلان بدء التوغل البرى فى لبنان، مصحوبا بالغارات الجوية فى أنحاء مختلفة من لبنان، والتى نتج عنها حتى الآن ـ وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية  ـ سقوط 1974 شهيدا بينهم 127 طفلا، وإصابة 9384 آخرين، فضلا عن استشهاد 40 شخصا من الطواقم الطبية، وتعرض أكثر من 10 مستشفيات لأضرار وخسائر نتيجة الغارات الإسرائيلية.

إضافة إلى نزوح حوالى مليون و200 ألف شخص من أماكن الاستهداف ، وفق ما أعلن نجيب ميقاتى رئيس حكومة تصريف الأعمال فى لبنان.

لبنان

غارات الحديدة ..والملاحة العالمية

فتح اغتيال حسن نصرالله باباً واسعاً لإشعال النيران بكل اتجاه، والتوغل الدموى فى لبنان كل هذا يبدو أنه دفع طهران لإعادة حساباتها و التراجع نسبياً عن سياسة "ضبط النفس"، وفق توصيفها، والذى كانت أولى نتائجه هجوم صاروخي واسع على إسرائيل، فكيف يُقرَأ هذا الهجوم في الموازين الإقليمية، وهل يقرّب عمليًا الحرب الإقليمية الشاملة التي كثُر الحديث عنها؟!.

وشنت جماعة الحوثيين عدة ضربات بصواريخ باليستية استهدفت مطار بن جوريون فى تل أبيب و المسمى أيضاً مطار يافا، وتم تنفيذ الهجوم أثناء عودة بنيامين نتنياهو من الولايات المتحدة الأمريكية.

هجمات الحديدة

وأكدت جماعة الحوثى نيتها الاستمرار في الرد على جرائم العدو ورفع مستوى التصعيد استجابة لمتطلبات المرحلة ومشاركة في الدفاع عن غزة ولبنان".، مشددةً على أن عملياتها لن تتوقف إلا بعد وقف العدوان على غزة ولبنان.
تبع الهجوم على مطار بن جوريون ب24 ساعة تقريباً شن العدوان الإسرائيلى 10 غارات على مدينة الحديدة، واستهدفت تحديدا ميناء الحديدة وشمل القصف أيضا ميناء رأس عيسى ومحطتي الحالي ورأس كثيب للكهرباء، واشتعلت النيران في خزانات الوقود في ميناء الحديدة ووفق جماعة الحوثى فقد وصل عدد الضحايا 4 شهداء و 29 مصابا، متوعدةً بالرد على إسرائيل.

حمران

ليست هذه المرة الأولى التى تستهدف فيها إسرائيل الحديدة ، فقد سبق للعدو الإسرائيلى أن شن غارات على الحديدة فى يوليو الماضى، ونتج عن تلك الهجمات الإسرائيلية 6 شهداء و87 مصابا ، كما  التهمت النيران مستودعات النفط.

وعن العدوان على اليمن وأهمية ميناء الحديدة يقول الدكتور عرفات حمران رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات اليمنية، إن جرائم إسرائيل طالت أنحاء واسعة من المنطقة ، وصلت لحد الجنون ، ويسلم اليمن من حماقات إسرائيل التي امتدت من غزة الي الحديدة نحن نعيش وضعا إنسانيا غير مسبوق.

وعلى الرغم من أن اليمن يصنف كأسوأ كارثة إنسانية وفق الأمم المتحدة، وفي مرحله ما قبل المجاعة، إلا أن الحماقة الإسرائيلية لم ترحم الشعب اليمنى، وتضيف هجمات إسرائيل على اليمن و ميناء الحديده بذات معاناة إضافية تزيد من وضع اليمنيين سوءاً.

فراحت تستهدف الحديدة والتى يوجد بها الميناء الذى يمثل شريان حياة لليمنيين، إذ أن   80%من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية تدخل عبر ميناء الحديدة اليمنى .

والهجمات المتتالية من إسرائيل ومن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أضرت بالميناء، فقد تم تدمير أكثر من 20 خزان وقود  إضافة إلي الرافعات دمرت بالكامل وتعطل الميناء وتوقف دخول السفن لفترات متقطعة ما أثر على 4000 عامل وموظف بالميناء ، و تدمير محطة كهرباء الحديدة.

كل هذا ساهم فى ارتفاع جنوني للأسعار بعد الضربات على ميناء الحديدة كون 70 % من المواد الأساسية تدخل عبر الميناء ؛ مما زاد المعاناة الإنسانية ف اليمن ، خاصة ً أن غالبية اليمنين تحت خط الفقر، والكثيرون منهم بدون رواتب منذ سنوات وأغلبهم نازحين و منقطعين عن الأعمال اليومية .

فأين المجتمع الدولى من هذه المعاناة التى يضاعفها الأطماع الإسرائيلية مدعومة بالغطاء الدولى غير مكترثة بالقوانين الدولية والإنسانية التى حرمت استهداف المواقع المدنية  بأى شكل من الأشكال وتعتبر محمية بموجب هذه القوانين؛ ولكن نحن أمام جرائم حرب لم تحظى حتى بالتنديد الدولى، ولم يرتفع صوت الإنسانية ضد هذه الهجمات حتى اللحظة .

إن استهداف اليمن وموانئه لا يسبب أضراراً لليمنيين فقط فقط بل تمتد الآثار السلبية لتنسحب على الملاحة الدولية التي تعبر من مضيق باب المندب، فـ 80%من التجارة العالمية تأثرت بسبب الصراع الحوثى الإسرائيلى وهجمات إسرائيل.

يوافقه الرأى المحلل السياسي اليمنى الدكتور محمد المقرمى رئيس مركز الإعلام والدراسات الإنسانية باليمن لـ"اليوم السابع"، قائلا إن العدوان الإسرائيلي يستهدف البنية التحتية اليمنية بضربه ميناء الحديدة وخزانات النفط وأخيرا محطة الكهرباء التي أنشأتها الدولة ومن مقدرات الشعب وللشعب، إضافة إلى أن الاشتباكات والهجمات على السفن فى مياه البحر الأحمر لها آثار سلبية على الملاحة بشكل عام.

المقرمى

ويستطرد المقرمى قائلاً : إننا نستذكر " طوفان الأقصى" والذى بدأت إسرائيل بعده حرب الإبادة فى غزة، فيمر الآن عام على جنون نتنياهو الذي يحاول بحماقاته تفجير الأوضاع بالمنطقة وتوسيع الحرب في مختلف البلدان العربية غير مكترث بالنتائج الكارثية، فقد ارتكب مجازر إبادة جماعية بحق الأطفال والمدنيين في غزة ودمر المدن بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الأخرى التى تدعم الكيان الإسرائيلي بالأسلحة، ودحض كل جهود السلام بالتوجه نحو لبنان لاحتلال أراضيه تحت ذريعة القضاء على عناصر حزب الله في عملية احتلال مدانة وتبدو واضحة الأهداف بالاستيبلاء على ثروات الشعب اللبناني ، واذا لم يتدخل المجتمع الدولي سينتقل التصعيد إلى سوريا والعراق وعدد من الدول العربية المنهكة أصلاً من صراعاتها الداخلية ، ما يؤدى إلى فوضى شاملة.

وأضاف أن الغرب وأمريكا انكشف زيف ادعاءاتهم وتغنيهم بحقوق الإنسان وساندوا هذه الإبادة الجماعية على الرغم من قرارات الأمم المتحدة المطالبة بوقف الحرب وقرارات محكمة العدل الدولية التي رموا بها عرض الحائط في تهديد واضح وصريح للأمن والسلم الدولي .

كان اليمنيون على مشارف توقيع خارطة السلام ولكن إشعال حرب الإبادة الاسرائيلية في فلسطين واشتعال الصراع معها فى عدة جبهات ومنها اليمن جمد هذا المشروع للسلام فى اليمن.

وطالب المقرمى المجتمع الدولي ومجلس الأمن تحديدا بالتدخل العاجل وإيقاف جرائم الابادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني في فلسطين ومختلف البلدان العربية قبل توسع الحرب وانفجار الاوضاع في المنطقة؛ فلغة القوة لن تقود إلى تحقيق مصالحهم.

وأضاف أن الغارات الإسرائيلية بدعم أمريكى يُدخل اليمن فى الصراع ، وهذا يؤكد حماقة نتنياهو، فجحيم الصراعات التى فتحت لها إسرائيل الأبواب لن ينجو منه أحد، حتى مصالح أمريكا حتما ستطالها التأثيرات، لا بد من تحرك دولى جاد لإغلاق أبواب الصراع قبل فوات الأوان .

واختتم قائلا وبالمقابل نستذكر في أكتوبر النصر والعزة والشموخ الذى قدمه الجيش المصرى ونفخر كلنا كعرب به، فنصر أكتوبر بقيادة الزعيم أنور السادات فخر للعرب يوثقه التاريخ لأجيال متتالية.

 

وفى السياق نفسه، حذر خبراء عسكريون ومحللون سياسيون لبنانيون لـ" اليوم السابع"، من مغبة استمرار العدوان الإسرائيلي، فيقول المحلل العسكرى العميد الركن فادى داوود إن حكومة نتنياهو تريد حفظ ماء الوجه أما الرأى العام الداخلى فى تل أبيب فى ظل حرب غزة ، كما أن هناك ضغطا كبيرا على حكومته من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين أُجبروا على مغادرة قراهم فى الشمال عند الخط الحدودى مع لبنان وهؤلاء عددهم ليس قليل فهم تقريبا 150 ألف مستوطن، وهذا الضغط يدفع نتنياهو للقيام بعمليات عسكرية واسعة لإبعاد حزب الله من منطقة الجنوب اللبنانى التى تمثل مصدر قلق على شمال إسرائيل، وبالتالى تأمين حياة المستوطنين هناك.

يضيف داوو، أن على المجتمع الدولى التحرك العاجل لوقف الإجرام الإسرائيلي فالصراع مع حزب الله يجر المنطقة إلى حرب شاملة.

خط النار

وفى هذا السياق، قال وزير الشباب والرياضة اللبناني الدكتور جورج كلاس، إن الوضع الأمني الذي يعيشه لبنان اليوم بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، يجعل البلد على خط النار الدائم؛ فلبنان كله مستهدف، وجميع اللبنانيين أصبحوا تحت وضع القصف و السيادة تنتهك ولبنان بقاوم بقواه الذاتية ، وبالتأكيد أن الوضع في لبنان ينعكس على السلام في المنطقة بأسرها.

وأضاف وزير الشباب والرياضة اللبناني ـ في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ـ بالتأكيد أن الوضع الأمني المتدهور وتدمير القرى وتهجير السكان و سقوط مئات الضحايا  بين شهيد و جريد يومياً ينسحب على كافة أوجه الحياة و الأوضاع العامة في الدولة في كل المجالات؛ فتأثير الحرب يمتد إلى المجتمع بكل تكويناته ووضعياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية .

كلاس

وأضاف كلاس ، في تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أن مستقبل لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي ضبابي ولا أحد يمكنه أن يحسم مدة المعارك المشتعلة ، ومدى الاستجابة للدعوات المطالبة بإنهاء حالة الحرب والعمل من أجل السلام في المنطقة ، ورغم وحشية العدوان إلا أن الحرب أثبتت قوة التضامن الوطني و الوحدة الأهلية ، وهذا الموقف هو  أبلغ رد على الحرب التي تستهدف  لبنان.

وجدد الوزير اللبناني، التأكيد على تمسك الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته و مضامينه، و انه على إسرائيل البدء بتنفيذه والالتزام ببنوده ، وعلى المجتمع الدولي أيضاً الانتقال من حالة إصدار القرار والتذكير به إلى حالة فرض التنفيذ، كمدخل لوقف الحرب .

بالموازاة واستكمالا لتحمل مسؤولياته الوطنية، يقوم رئيس مجلس النواب نبيه بري بمهمة وطنية استثنائية من خلال الجهود التي يبذلها لوقف الحرب على لبنان وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية ردع إسرائيل عن التمادي في اعتدائها، كما يعمل دولته بقوة لإيجاد مخرج للدعوة إلى انتخاب رئيس للدولة واكتمال عقد المؤسسات الدستورية وتثبيت قاعدة التفاهمات بين اللبنانيين للانتقال من وضعية الشغور الرئاسي إلى حالة اكتمال عقد المؤسسات .

واستطرد كلاس قائلاً: من جهتها تعمل الحكومة لترسيخ الثقة الدولية بلبنان من خلال  الدبلوماسية اللبنانية بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي و بدفع مباشر منه لشرح أحقية المسألة اللبنانية ووجوب الدفاع عنها والانتصار لها، من خلال تواصل دولته المباشر مع المسؤولين العرب والدوليين لإرساء قواعد ثابتة تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار على الساحة اللبنانية، كي لا تتحول شرارة الحرب إلى حروب  أخرى تستعر بالمنطقة؛ موضحاً أن ما تقوم به الحكومة من إجراءات ممكنة لتحصين الثقة الداخلية و تعزيز التضامن المجتمعي و التأكيد على واجب لبنان بالدفاع عن أرضه هي خطوات ذات اعتبار محليا و دولياً؛ لأن الحكومة تقوم بالمسئوليات الدستورية و الواجبات الوطنية الملقاة على عاتقها، والاتصالات التي يجريها ميقاتي مع رؤساء الدول العربية والصديقة، تؤكد أن لبنان غير متروك وليس وحده وأن ثقة العالم بدولتنا ثابتة ولن تبدلها الظروف الصعبة التي يمر بها .

وتابع "كلاس" حديثه قائلًا: إننا واثقون أن لبنان في قلوب  العرب وسيظل، والجهود المبذولة دولياً و عربيا هي مبادرات مقدرة تنتصر للبنان وتطلب بوقف الحرب على ارضنا و شعبنا؛ ولكن ليس المهم ازدياد دعوات السلام ، بل السؤال الأهم هو من يرعى السلام و ويفرض وقف الحرب التدميرية على لبنان وشعبه؟.

وبالنسبة للدعم المصرى قال: في كل مرة نكون كدولة وكوزارة شباب ورياضة في وضع مفصلي  يهم الشباب ويلاقي آمالهم ويستجيب لتطلعاتهم، نستذكر بكثير من الامتنان جهود مصر ودعمها للبنان،و دور  وزارة الشباب والرياضة وعلى رأسها الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رئيس مكتب وزراء الشباب و الرياضة  العرب بجامعة الدول العربية، وكل ما يقدمه من دعم،  وغيره من الوزراء الذين لم يترددوا في المبادرة بدعم لبنان في أزمته و في الظروف الصعبة التي يقاسيها.

وهنا أتذكر باعتزاز كلمات قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق وتحديدا في يناير 2022 ، موجها حديثه للشباب لشد عزائمهم قائلاً، " اخترعوا المستقبل و إستأنفوا الحضارة ".

مصر دقت ناقوس الخطر

وفى الإطار نفسه، أكد المحلل السياسى اللبنانى أسعد بشارة، أن نتنياهو يعمل لمصالحه الخاصة فهو يريد أن أن يتوج كأنه بطل الاستقلال الثانى فى إسرائيل.
وبلا شك أن تاريخ 7 أكتوبر 2023 شكل تحولا فى مساره السياسى من رئيس للحكومة عرضة للمساءلة القضائية والسياسية إلى لعب دور البطولة وضمان أمن إسرائيل ، من هنا يمكن فهم اتجاهه للتصعيد فى غزة ولبنان وهذا الاندفاع بات مبنيا داخل إسرائيل على تأييد أغلبية تشعر بالقلق على أن تكون الحرب طمانة لها للوصول للأمن، ولم تعد تتوقف عند الخسائر البشرية ، وتعد نفسها لحرب طويلة الأمد.

وأضاف أن الاجتياح العسكرى للبنان خطوة مدمرة ليس فقط للبنان بل للمنطقة والعالم أيضاً الذى سيتأثر بالنيران المشتعلة فى المنطقة، إنه جحيم سيطال الجميع؛ وأوضح أن إيران والولايات المتحدة هما اللاعبان الرئيسيان فى هذه اللعبة،فين لم يقررا الدخول فى حرب مباشرة لأن القرار مرتبط بعدة أصعدة على الطرفين دراستها أولا جيدا.

أسعد بشارة

فى هذا الإطار يستبعد الخبير العسكرى العميد الركن جورج نادر الذهاب فى حرب مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وإن كانت وتيرة التهديدات ماضية فى التصعيد من قبل إيران وإسرائيل.

وقال البرلمانى اللبنانى عن كتلة المستقبل سابقا الدكتور محمد الحجار، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن العدو اتبع أسلوبا ممنهجا لإفراغ مدن وقرى كاملة من السكان ويسعى لإثارة فتنة داخلية تخدم مصالحه وأهدافه الإستيطانية الشيطانية، من خلال المجازر اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي والتدمير الممنهج لقرى وبلدات جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية وفي العاصمة بيروت مؤخراً وبعض المناطق في الجبل،  كما فعل في غزة .

وكل هذا الإجرام يستبيحه العدو فى ظل صمت دولي واسع يدعم إسرائيل ومشاريعها التوسعية ويجد دائما مبررا لإجرامها ويمنع مجلس الأمن الدولي من إصدار أي قرار يدين ويوقف عدوانها.

محمد الحجار

ومما لا شك فيه أن هذا الموقف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية ويتنافس مرشحو الرئاسة فيها على إظهار الدعم للعدو الصهيوني سيأخذ العالم كله وليس منطقة الشرق الاوسط وحدها إلى مستويات غير مسبوقة من التوتر تنذر بانعكاسات سلبية كبيرة على السلم العالمي أو يمكن تسميته ب"هاوية الصراع".

ساحة حرب

وقد بدأته فى لبنان باغتيال صالح العرورى ثم فؤاد شكر مروراً بتصفية القيادات العسكرية بحزب الله ، وصولا إلى تفجير الأجهزة اللاسلكية "بيجر" ، وصولا إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وإطلاق العملية البرية فى لبنان، وهذا يدل على أن إسرائيل ماضية في حربها وتسعى إلى تحويل المنطقة إلى ساحة حرب بتدخل أمريكى مباشر.

دياب

واستطرد دياب قائلا، إننا لا نستطيع تحديد إلى متى تستمر هذه المواجهات لكن المؤكد أننا نجابه خطة شيطانية مدمرة أطلقت مرحلة جديدة لا يعلو صوت فيها فوق صوت المعركة الدائرة بين حزب الله وإسرائيل من جهة والصراع الذى ظهر من الظل إلى الضوء ومسلوك غير المباشر إلى المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران، من جهة ثانية .

وأكد دياب أن استمرار إسرائيل في عمليتها بلبنان، يجعل من الصعب التكهن بحدود تلك العملية وبقائها في جبهة لبنان فقط، بل إن المنطقة ككل أصبحت أمام مرحلة خطيرة ، خاصة أن إيران اعتبرت أن المساس بحزب الله بغرض تقليمه والقضاء عليه تقويضا للقوة الإيرانية في المنطقة ولن تقف إيران مكتوفة الأيدى، ما قد يدفعها إلى التخلى عن تحفظاتها باستبعاد خيار الحرب، لفتح جميع الجبهات التي لها نفوذ فيها بالمنطقة في (العراق وسوريا واليمن)، وربما تدخل جبهات أخرى على الخط .