"الحيوانات البشرية" و"أوكرانيا البيضاء" يفضحان ازدواجية المعايير فى حرب غزة.. كاتب أمريكى يعترف: واشنطن ستواصل إدانة روسيا لانتهاكاتها.. ولن تتوقف عن دعم إسرائيل رغم جرائمها.. والمصالح كلمة السر

الإثنين، 07 أكتوبر 2024 07:30 م
"الحيوانات البشرية" و"أوكرانيا البيضاء" يفضحان ازدواجية المعايير فى حرب غزة.. كاتب أمريكى يعترف: واشنطن ستواصل إدانة روسيا لانتهاكاتها.. ولن تتوقف عن دعم إسرائيل رغم جرائمها.. والمصالح كلمة السر بايدن ونتنياهو
كتبت : نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انحيازات فجة، وتبريرات ترقي للوقاحة اعتمدتها الولايات المتحدة والغرب عبر دوائهم الرسمية وشبه الرسمية وعبر منصاتهم الإعلامية الشهيرة على مدار عام كامل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 7 أكتوبر الماضي، فما بين روايات مفبركة، واختلاق لقصص وهمية عن وحشية المقاومة ، وما بين توفير الغطاء السياسي حيناً والإعلامي في الكثير من الأحيان لمجازر الاحتلال الممتدة على كامل أراضي القطاع، توالت حلقات الانحياز، وتشابكت خيوط ازدواجية المعايير الغربية في تعاملهم مع طوفان الأقصى، والقضية الفلسطينية برمتها.

وكانت ازدواجية المعايير المحرك الرئيسي وراء القرارات الأمريكية على اختلاف الإدارات في البيت الأبيض سواء ديمقراطية او جمهورية منذ ان أصبحت الولايات المتحدة اول دولة تعترف بإسرائيل في 1948 ، فما بين نفوذ اللوبى اليهودى وتقدم رموزه صفوف المانحين والممولين الرئيسيين للحملات الانتخابية بداية من الولايات مرورًا بالكونجرس وصولًا إلى انتخابات الرئاسة الأمريكية، والسيطرة على الشركات الكبرى متعددة الجنسيات، والإعلام وهوليوود اصبحت الولايات المتحدة الأمريكية ـ وعلى امتداد السنين وتعاقب الإدارات ـ إسرائيلية الهوى، يهودية الانحياز، وصهيونية التوجه، لا تعرف الحياد متى كانت إسرائيل حاضرة ضمن أركان المشهد، وبين أبعاد القضية.

ازدواجية المعايير التى حكمت البيت الأبيض، كانت حاضرة على مدار الحرب الروسية ـ الأوكرانية، فمع الرصاصة الأولى والاجتياح الأول من جانب موسكو إلى إقليم دونباس فى الشرق الأوكرانى كانت التوصيفات الأمريكية حاضرة منذ البداية: أوكرانيا تقاوم، وروسيا دولة غازية، إلا أن هذا المعيار لم يكن حاضرًا فى مشهد السابع من أكتوبر ، حينما أقدمت الفصائل الفلسطينية على شن هجوم مباغت ضد مستوطنات كان بنائها محل إدانة المجتمع الدولى برمته، حيث انحازت واشنطن وبشكل فج لجانب إسرائيل ومنحتها "الحق الكامل فى الدفاع عن النفس".

ظهرت الانقسامات مباشرة بعد أحداث السابع من أكتوبر، مع انقسام ردود الفعل الدولية بين الدول التى ركزت بالكامل على إدانة الهجوم الصادم الذى شنته الفصائل على إسرائيل

وبعد يومين من الهجوم، أصدر زعماء خمس دول غربية - الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا - بيانا مشتركا أعربوا فيه عن دعم ثابت وموحد لإسرائيل، وادانوا حماس، وذكر البيان بإيجاز "التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني"، لكن لم تكن هناك تفاصيل حول كيفية تحقيقها أو ما الذى أخرجها عن مسارها.

وبالمقارنة ففى بداية الحرب الأوكرانية فر الملايين من المدنيين حيث الجسور المدمرة والمبانى المهدمة بسبب القصف الروسى، وفى مشاهد مشابهة شهدت غزة موجات نزوح جماعى للفلسطينيين من شمال القطاع بسبب القصف الإسرائيلى.

وفقا لوول ستريت جورنال، مثلما لم يبدأ الصراع فى أوكرانيا فى عام 2022 وله جذور تاريخية مع روسيا، فإن الصراع فى إسرائيل الذى بدء فى السابع من أكتوبر أيضا كذلك، حيث يوجد تاريخ من العنف الإسرائيلى الفلسطينى يعود إلى حركة الاستيطان الصهيونية فى القرن التاسع عشر، حيث طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين مما يعرف الآن باسم إسرائيل عندما تأسست الدولة اليهودية فى عام 1948.

وهناك أوجه تشابه أساسية بين الحربين الأول، حجم معاناة المدنيين، حيث سقط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، والثانى، المأزق المشترك الذى يعيشه الملايين من الأوكرانيين والفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكرى.

ويشير التقرير إلى تواجد استقطاب حول "من يتحمل المسؤولية عن كل حرب؟" لتظهر موجة من الغضب والتعبئة السياسية الخاضعة لولاءات جيوسياسية، الأمر الذى تسبب فى نوع من التعاطف الانتقائي، ليصبح المدنيون الأوكرانيون والفلسطينيون والإسرائيليون مثل أسلحة فى معركة أيديولوجية أكبر داخل المجتمعات الغربية، وبين الغرب والمنافسين

وتقول الصحيفة أن القادة الغربيين الذين وصفوا الاستهداف الروسى لمحطات الطاقة وشبكات المياه الأوكرانية أنها "جريمة حرب" هم من أيدوا التحركات الإسرائيلية لحرمان سكان غزة من الكهرباء ومياه الشرب والوقود.

وفى تصريحات نشرتها نيويورك تايمز، قال نور عودة، المعلق السياسى الفلسطينى المقيم فى رام الله، أنه عندما اندلعت الحرب فى أوكرانيا لأول مرة، كان الفلسطينيون مبتهجين بالموقف الصارم الذى اتخذته العواصم الغربية ضد دولة تحتل أراضى دولة.. لكن يبدو أن الاحتلال يكون سيئًا فقط إذا كان الأشخاص الذين ليسوا إلى جانبك يقومون به".

ويقول الكاتب الأمريكى نيكولاس كريستوف فى مقال له بالصحيفة ، إن تبنى أمريكا حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها لا يبرر القصف العشوائى وبسبب دعم أمريكا لاسرائيل وتوفير الحماية الدبلوماسية لها  تلطخت أيدى الولايات المتحدة بدماء الفلسطينيين.

وأضاف ان هناك معيار مزدوج آخر، قائلا: "نحن الأمريكيون ندين روسيا أو فنزويلا لانتهاكاتها لحقوق الإنسان، لكن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل وتحميها دبلوماسيا حتى عندما انخرطت فى ما وصفه الرئيس بايدن بحملة عسكرية مبالغ فيها"، وتابع قائلا إنه من العدل الحديث عن المعايير المزدوجة فى الولايات المتحدة فهى حقيقية .. إنهم يركضون فى اتجاهات عديدة، لحماية إسرائيل وإدانتها فى الوقت نفسه.

بشر أقل استحقاقا

وترسخ على مدار العام تعمد لتصوير الفلسطينيين على أنهم أقل استحقاقا للتعاطف لأنه ينظر إليهم على أنهم أقل من مجرد بشر، على سبيل المثال عندما تقتبس صحيفة بوليتيكو  من الوزراء الإسرائيليين قولهم إنهم يقاتلون "حيوانات بشرية" - وهو ما يعكس وصف النازيين لليهود بأنهم "فئران" قبل المحرقة - يساهم في تجريد الناس من إنسانيتهم مما يجعل قتلهم أسهل.

وترى العديد من وسائل الإعلام الغربية أن حياة الفلسطينيين والسوريين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين والأوكرانيين لأنهم يخضعون لتراث التفكير الاستعماري والعنصري الأبيض وتثبت التغطية العنصرية للحرب في أوكرانيا هذه النقطة.

وصور الصحفيون الغربيون الأوروبيين "ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرقاء" الذين قتلوا في أوكرانيا على أنهم أسوأ من أي مكان آخر وقال أحد كبار مراسلي شبكة سي بي إس الأجنبية على الهواء مباشرة إن أوكرانيا "ليست مكانا، مع كل الاحترام الواجب، مثل العراق أو أفغانستان، شهد صراعا مستعرا لعقود من الزمن .. إنها مدينة متحضرة نسبياً، وأوروبية نسبياً...، مدينة لا تتوقع فيها ذلك".

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة