مثلث تدمير الشعوب .. صور التطرف قديمًا وحديثًا

الأحد، 06 أكتوبر 2024 03:00 م
مثلث تدمير الشعوب .. صور التطرف قديمًا وحديثًا كتاب مدخل إلى فهم التطرف
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد التطرف أحد أضلاع مثلث تدمير الشعوب، والذي يضم ثلاثة من أخطر الأفكار التي تؤدي إلى هلاك الأمم وتدمير الشعوب المختلفة، وقد ولد التطرف والتشدد مع الإنسان منذ الخليقة، بعدما عرف العالم أول جريمة قتل على كوكب الأرض عندما قتل قابيل هابيل بسبب الغيرة، ومنذ ذلك الوقت لم يتنتهي التشدد أو التطرف، بل ازداد عليهم الإرهاب، وهناك الكثير من الكتب التي تحدثت عن تلك الظواهر ومن بينهم "كتاب مدخل إلى فهم التطرف.. المبدأ والمنتهى" للدكتور شوقي إبراهيم علام.

يقول الدكتور شوقي علام في كتابه ضمن المبحث الثاني "مدخل إلى فهم التطرف" وتحديدًا في صور التطرف قديمًا وحديثًا: ذخر التاريخ بالعديد من النماذج والصور التي تعبر عن التطرف الفكري، وما زالت تلك الصور والنماذج تتجدد إلى الوقت الحالي، ومن أبرز نماذج التطرف الفكري عبر التاريخ:

ويضيف: التطرف العنصري لدى كثير من اليهود في تكريس مبدأ (شعب الله المختار): والذي حاول العديد من العلماء اليهود إرساءه في نصوص لها قوتها التشريعية كنصوص التلمود، والتأكيد على أفضلية الجنس اليهودي على سائر الأجناس البشرية، وأن سائر شعوب الأرض تُشتق نفوسهم من الشيطان؛ فهي مشابهة لنفوس الحيوانات والجماد،‏ بخلاف اليهود، وبناء عليه فإن الشعب المختار وحده يستحق الحياة الأبدية، أما الشعوب الباقية فمماثلة للحيوانات.

ومن صور التطرف التاريخية: التطرف المترتب على قضية الإمامة، ومستحقها، فتلك القضية خلقت إرباكًا فكريًا كبيرّا، ودفعت فرقًا وطوائف إلى اتخاذ مواقف في غاية التطرف تجاهها، فعلى سبيل المثال اتخذ الخوارج موقفًا مناهضًا للأئمة أو للحكام المسلمين طوال تاريخهم، وأطلقوا الأحكام بتكفيرهم وعدم أحقيتهم بالحكم والولاية، وتطرفوا في فهم النصوص الشرعية وتأويلها وإسقاطها على من لا يصلح محلا لها، فناصبوا المسلمين العداء وخرجوا عن جماعة المسلمين، وترتب على ذلك سفك الكثير من الدماء.

وعلى ذات النسق تطرف الشيعة الإمامية في فهم النصوص وفي مكانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل البيت، فرفعوهم إلى مكانة الأنبياء والمعصومين، وناصبوا التطرف ممهدًا لحقبة زمنية تعج بالصراعات والحروب التي تكبدت فيها الأمة الإسلامية خسائر فادحة.

ومن الصور الحديثئة للتطرف العرقى تحديدًا: التطرف النازي، الذي ذهب منظروه إلى أفضلية عرق على عرق، وتبنوا أفكارًا عنصرية متشددة تجاه الأجناس والأعراق الأخرى، وشرعنوا استعمال العنف والقوة في قمع واضطهاد تلك الأجناس.

ومن النماذج المعاصرة أيضًا للتطرف الفكري: ما تبنته العديد من الجماعات والتنظيمات المتطرفة، من فهم موجه للنصوص الشرعية، وتأصيل لمجموعة من المبادئ المخالفة لمقاصد الشريعة، والتي تقف في مواجهة المجتمع والأمة، ‏تحقيقًا لمصالحها وتمكينها من الحكم والسيادة، ويظهر ذلك جليًا في فكر جماعة الإخوان الإرهابية وكتابات منظريها كسيد قطب وغيره من أقطابها.

وذلك الفهم الخاطئ الموجه نتج عنه عدة مفاهيم متطرفة وقضايا شائكة؛ كالتكفير، والخلافة، والبيعة، والولاء والبراء، والحاكمية وغيرها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة