عصام عبد القادر يكتب عن الأكاديمية العسكرية: مصنع الرجال.. العقيدة الراسخة.. خبرات متقدمة.. مستقبل مشرق.. أمن وأمان الوطن

السبت، 05 أكتوبر 2024 01:39 م
عصام عبد القادر يكتب عن الأكاديمية العسكرية: مصنع الرجال.. العقيدة الراسخة.. خبرات متقدمة.. مستقبل مشرق.. أمن وأمان الوطن عصام عبد القادر
عصام عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتمد بناء الإنسان بالمؤسسة العسكرية على إعداد مخصص مقصود يقوم على تمهين كافة الجوانب لديه؛ فتقدم له ألوان المعرفية العسكرية والثقافية، ويدعم بإطار من الوجدانيات التي تعزز النسق القيمي في فؤاده، وينال قدرًا كافيًا من الممارسة في صورة تدريبات متتالية تسهم في رفع كفاءته البدنية، ومن ثم يصبح على جاهزية تامة واستعداد للميدان، لديه إيمان وعقيدة راسخة.


إن منهجية الأكاديمية العسكرية المصرية تكمن فلسفتها في الإعداد المتكامل للمقاتل المصري؛ حيث لا يتوقف الأمر عند حد الجاهزية البدنية والحرفية؛ لكن التكامل هنا نعني به تكوين إنسان يعي ماهية تراب الوطن، ويدرك أهمية الحفاظ عليه، ولديه صبر وثبات وعزيمة وإرادة لبلوغ الهدف ولو فقد حيال ذلك أغلى ما في الوجود؛ فلا يخشى من تهديد أو مخاطر قد تواجهه في تحقيق غايته.


وتتسم التربية بالأكاديمية العسكرية على مسلمات تضمن نجاح هذا الكيان الرائد؛ حيث إن الالتزام بالتعليمات والأوامر التي تصدر عن القيادة لا مجال عن الحياد عنها، وهذا يؤكد على التضافر والتلاحم والتماسك بين مكونات الصف والصفوف الموازية، ويدحر فكرة التشرذم ويمحو صورة الذاتية التي قد تبدأ بالعصيان أو المخالفة؛ فالعسكرية تقوم على عمل جماعي منضبط في كليته.


والنظرية والتطبيق التي تترجمها الدراسة والتدريب في الأكاديمية العسكرية تخلص منتسبيها وبصورة سريعة من هواجس الخوف والرهبة، وتكسبهم الشجاعة والإقدام في المواقف والميدان؛ فعقيدة البذل والعطاء والتضحية لا يناسبها قطعًا مساوئ الأنانية وحب الذات وضعف الإيثار؛ فمقدرات الوطن وحمايتها لا يقوم عليها إلا رجالًا مخلصين تم صناعتهم في مؤسسات وطنية شعارها الشرف والأمانة والتضحية في سبيل الله والوطن.


وعبر مصنع الرجال في مصر نجد أن جيلًا تلو الآخر يسلم الراية والأمانة بعد أن يُكسب منتسبي هذه المؤسسة العسكرية العظيمة الخبرات والمهارات التي تحدث في النفس ماهية التوازن والتكامل في آن واحد؛ فنرصد حكمة القوة وقوة الحكمة؛ فهناك صبر يقابله بسالة، وهناك مقدرة على التحمل يقابلها صمود في تحقيق الهدف المنشود، وهناك إقدام ولا مجال للتقهقر.


إن العقيدة الراسخة التي تغرسها الأكاديمية العسكرية المصرية في نفوس أبنائها تبنى على شجاعة لا يغلفها اليأس أو التراجع للخلف، ويدعمها الولاء والانتماء والطاعة للقيادة؛ فالوعي العسكري يؤكد أن الهزيمة تقع حال الخروج عن المسار أو الصف والسعي لشقه؛ إذ يؤدي ذلك بكل تأكيد إلى الهلكة والخسران والانهزام، وأن تحقيق النجاح يقوم على تضافر وتماسك وتلاحم.


وتحرص الأكاديمية العسكرية المصرية على تعضيد نفوس أجيالها تجاه حُب الوطن والتضحية من أجل نيل الشهادة التي لا يعلوها مرتبة في الدنيا والآخرة؛ فجنود الأوطان هم أهل الصفوة وخاصتهم، دون جدال؛ فقد ثبتوا وصبروا وجاهدوا وضحوا بكل غال ونفيس من أجل الوطن وبقاء رايته عالية خفاقة، دون انتظار تكريم أو نيل مجد زائف؛ فذكراهم في القلوب باقية.


وتغرس مؤسسة مصنع الرجال في وجدان منتسبيها وعبر سلم تقدمهم الأكاديمي أهمية الدفاع عن الوطن الذي يفرض حالة الأمن والأمان بما يوفر طمأنة النفوس لدى الشعوب؛ فتلك وظيفة أصيلة للجيوش الوطنية الأصيلة الحريصة على خلق مقومات هذا الأمن في ربوع الأوطان، ولا تقبل المساس بمقدراته وترابه، أو النيل من قاطنيه بمختلف الطرائق والأساليب المباشرة وغير المباشرة.


وتؤصل مؤسسة مصنع الرجال على مسلمة لها غور في التاريخ؛ ألا وهي أن القوة مقوم رئيس لنشر العدل، وأن الضعف مبرر للعدوان، وبهذا تتأكد رسالة المؤسسة العسكرية التي تكمن في مراعاة مصالح الدولة العليا، ويأتي في مقدمتها رعاية الناس ومصالحهم؛ كي يجتهدوا في معيشتهم بكامل الطمأنينة، وتتعاظم معنوياتهم تجاه العمل والإنتاج؛ فيتناغم المجتمع مع مؤسساته الوطنية، وتسود المحبة، ويعم السلم والأمن والسلام الذي يتمخض عنه الخير الوفير، وتتحقق حالة الرضا المنشود.


وعبر بوابة العلم والمعرفة ومن خلال توظيف التقنية المتطورة وفي ضوء تحقيق ماهية الأمن القومي المصري في بُعده العسكري، تحرص الأكاديمية العسكرية على إكساب طلابها المزيد من الخبرات في مجالات التصنيع العسكري؛ بغية العمل على استثمار الطاقات واستغلال المواهب في هذا المجال الذي يحقق عوائد اقتصاديةٍ ضخمةٍ؛ حيث ندرك أن الدول باتت تستنزف مواردها في عمليات الاستيراد للذخائر والأسلحة باهظة التكاليف في عالم يموج بالحروب والنزاعات المسلحة.

وفي هذا الإطار تقدم الأكاديمية العسكرية المصرية المزيد من الخبرات في مجالاتها المختلفة بما يواكب كل جديدٍ وتطورٍ في ميدان القتال؛ فندرك أن التصنيع العسكري أضحى ملازمًا لصور التطور التقني المتسارع في هذا المجال، وأن هناك ثمة سباق دولي حيال امتلاك الدول أفضل الأسلحة والآلات العسكرية، وأكثر أجهزة المراقبة العسكرية تطورًا.


ومن مقومات العقيدة الراسخة التي تحرص الأكاديمية العسكرية على غرسها في نفوس منتسبيها العمل على تنمية الوعي الصحيح تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية والمحلية التي ترتبط بماهية الوطن وأمنه وأمانه، وإيضاح مخططات أصحاب الأجندات التي تحمل غايات وأغراض تستهدف النيل من هذا الوطن، ومن ثم يتوجب الوقوف على مخططاتهم القائمة على منهجيات مدروسة واستراتيجيات قصيرة وطويلة الأمد.


إن التربية العسكرية المتكاملة التي تقدمها مؤسسة مصنع الرجال بالأكاديمية العسكرية المصرية بمقرها الجديد بالعاصمة الإدارية تجعلنا فخورين بإعداد مقاتل مؤهلًا نفسيًا وذهنيًا وبدنيًا، يمتلك من قيم الولاء والانتماء ما يجعله قويًا، لا يتوانى في التضحية بنفسه، ولا يتأثر بالتحديات والمتقلبات على الساحة العالمية، وتجعله واثقًا في قياداته ومؤسساته الوطنية داعمًا لها ومصطفًا خلفها، ناصرًا لوطنه في كل قضاياه على الصعيدين الداخلي والخارجي.


وحري بالذكر أن ضمانة مستقبل مشرق يقوم على إعداد جيل ممكن يرث العزة والفخر، ويحرص على طلب العلم ويحصد ألوان المعرفة؛ فيصبح قادرًا على إعمال العقل، وامتلاك أنماط التفكير الرشيد؛ فيدحر به كل ما هو منحرف من معرفة وممارسة ووجدان مشوب؛ فلا يصبح الفرد تابع أو ضال؛ لكن يتمسك بما يدين به من مبادئ وقيم متعلمة ومتأصلة في النفوس، وهذا ما يُمكن لديه قيم الولاء والانتماء لتراب الوطن بما لا يقبل المساومة.


وما شاهدناه خلال حفل تخرج الكلية العسكرية يشعرنا بالفخر؛ فنحن على قلب رجل واحد وتحت راية واحدة، متمسكون بنسقنا القيمي، نستطيع متوحدين أن نغير ونطور جغرافيتنا، ونحدث ما يبهر الآخرين، ونقدم ما يقهر المغرضين والأعداء على مر العصور.


نحمد الله تعالى أن منحنا الأمن والأمان وصدق الرجال الذي صانوا العهد ووفوا بالوعد؛ فصارت بلادنا محفوظة بعيدة عن كل صور وأشكال التناحر والاختلاف والنزاع والصراع الذي ما زالت تعاني منه دول وأمم في ربوع الأرض من مشرقها إلى مغربها، ومن شمالها لجنوبها.


سيظل جيشنا العظيم أبد الدهر حاملًا لواء النصر والعزة والفخر؛ فخلد الأذهان يصدع بأن الشهادة شرفٌ لكل منتسبي المؤسسة العسكرية الصامدة، وسيسارع أبناء مصر الكرام جيل تلو الآخر بتقديم أروحهم ودماءهم فداءً ودفاعًا عن وطننا الحر، وسيبقى شعب مصر العظيم داعمًا دافعًا ومدافعًا لجيشه الباسل ليؤدي رسالته السامية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة