الصيانة التنبؤية والوقائية والذكاء الاصطناعى سر الحفاظ على ماكينات مصانع الغزل والنسيج الجديدة.. مشروع التطوير بـ1.5 مليار دولار يضاعف الصادرات.. ومطلوب توفير أحدث الأجهزة لضمان استمرارية التشغيل

الإثنين، 21 أكتوبر 2024 01:00 ص
الصيانة التنبؤية والوقائية والذكاء الاصطناعى سر الحفاظ على ماكينات مصانع الغزل والنسيج الجديدة.. مشروع التطوير بـ1.5 مليار دولار يضاعف الصادرات.. ومطلوب توفير أحدث الأجهزة لضمان استمرارية التشغيل غزل ونسيج ارشيف
كتب - عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 تواصل الحكومة تنفيذ المشروع القومى لتطوير مصانع الغزل والنسيج بتكلفة تصل لنحو 1.5 مليار دولار فى 65 موقعا فى العديد من محافظات الجمهورية أبرزها فى شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى ودمياط وكفر الدوار وشبين الكوم وحلوان وهو مشروع تعول عليه الحكومة لمضاعفة الصادرات فى قطاع الغزل والنسيج والملابس.

هذا المشروع العملاق يحتاج إلى خطوة هامة تتعلق بالاهتمام بدور الصيانة الفعالة وتحولها إلى العمل بنظام الجيل الرابع للصيانة والذى يعتمد على الذكاء الصناعى للحفاظ على استدامه مستوى الجودة والإنتاج.

ولعل ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح مجمع الروبيكى للغزل والنسيج يوم 28/7/2020 حول " هل سنقدر نحتفظ بهذا المستوى الراقى والمميز للماكينات من ناحيه اداء الماكينات وصيانتها للفترات القادمة "، يجعل من عملية الحفاظ على حالة الماكينات أمرا حتميا.

 

يؤكد خبير صناعة الغزل المهندس أشرف بدوى لـ"اليوم السابع" أنه لكى نعرف أهمية الصيانات ودورها الفعال فى نجاح مشاريع مصانع الغزل (الجيل الثالث الصيانات) وعلى سبيل المثال، موضوع تسرب الهواء أو ما يسمى air leakage والذى يقاس بجهاز الـ urtla sonic detector وهو يقيس تسرب الهواء بجميع خطوط الإنتاج بالمصانع، الذى يسبب كوارث بجوده الخيوط وزيادة نسب العوادم، وزيادة تكاليف التشغيل بطريقة مفزعة، وعلى سبيل المثال جهاز اللحام بماكينة التدوير النهائى بمصنع الغزل غالبا بعد فترة يسبب تسرب هواء، والنتيجة قطوعات عالية وضعف الإنتاج والجودة، والخلاصة حسب آراء الخبراء العالميين أن أى تسرب للهواء عباره عن مبالغ ضخمه ترمى فى الهواء أو ما يسمى "حنفية فلوس " تلقى فى الهواء وخساره بتكاليف عالية، والسؤال لماذا لا نعمل بتلك الأجهزة الحديثة من الجيل الثالث بالمشاريع الجديدة ؟.

 

ويشير لأهمية توفير أجهزه قياس الاهتزاز الخاصة بمراجعة الاهتزاز بماكينات الغزل ومحطات الترطيب وشفط العوادم مره كل 3 شهور من التشغيل ومطلوب الاستعانة بتلك الأجهزة الحديثة، وثالثا أجهزه تتبع وقياس الأحمال الحرارية لمحركات الماكينات ذات الأحمال العالية مثل ماكينات الغزل ومحطات الترطيب بانتظام على الأقل كل شهرين، والحفاظ على حالة المحركات ومنعها من التعرض للاحتراق المفاجئ وزيادة تكاليف التشغيل والأعباء المالية على المصانع، علاوة على قياس أحمال المحركات بجميع ماكينات المصانع بالكامل ومنع زياده الأحمال ومعالجتها لتقليل الطاقة المستهلكة، وبالتالى مطلوب فورا تطبيق تلك النظم السابقة التى تعد اهم نوع من الصيانات وهى الصيانة التنبؤية وتطبيق ما يسمى Condition monitoring system، والتى تطبق فى برامج الصيانات بالطيران او aircraft.
ويضيف أنه من المعروف لنجاح أى مشروع صناعى انه يعتمد بصورة أساسية وحيوية على استدامة مستوى الجودة والإنتاج، وهم الأساس للحفاظ على نجاح المشاريع وهى ادارة الصيانة وتطورها مع النظم الحديثة.

وفيما يتعلق بإدارة الصيانة بمصانع الغزل Maintenance management، لها تصنيفات مختلفة (اجيال) وهى كالآتي:

أولا: الجيل الأول (1940-1955) وهى من قبل الحرب العالمية الأولى وحتى الثانية وتسمى Breakdown maintenance -first generation، وهى تركز على اصلاح الأعطال فقط، ودراسة عدم تكراراها، وهى لا تصلح إلا للمشاريع الصغيرة وغيرها، لافتا أن الكثير مازال يعمل بهذا الفكر العقيم والتى أدت منذ فترات هبوط وانهيار مصانع الغزل، وثانيا الجيل الثانى (1955-1975) وتسمى Planning maintenance -second generation ، وهى الصيانة المخططة لها سابقا للحفاظ على عدم تكرار اعطال الماكينات،وذلك بتغيير اجزاء الماكينات حسب عمرها الافتراضى والتوصيات الهامه من مصنعى الماكينات وعدم خروج عيوب بالمنتج.

وتقسم كالآتى: -Routin maintenance وهى تعتبر الصيانة الدورية وبفترات مختلفة، والهدف منها منع العيوب والأعطال والحفاظ على حالة الماكينات، وكل مصنع له نظام خاص للتعامل معها حسب وضع المنشاة، وهى التى تتم حاليا بمعظم الشركات والمصانع التى حافظت على مستواها، ونجحت فى تطبيقها باحتراف هى شركة غزل المحلة، والتى مازالت تمتلك مصنع غزل رفيع موديل 1958 وافتتحه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

يوضح أشرف بدوى أن هناك نظما وأشكالا متنوعة لتصنيف الصيانات ومنها حسب الأجيال أولا صيانة الأعطال او ما يسمى الجيل الأول للصيانة (1940-1955) Breakdown maintenance، وهى كانت نظام بدائى لنظم الصيانة الذى يعتمد على أعطال الماكينات ودراسة تكرار الأعطال وتجنبها وهى مازالت تعمل بها بعض الشركات الصغيرة الحجم، وثانيا الصيانة المخططة (1955-1975) أو ماتسمى، Planning maintenance، وهى من الجيل الثانى، Second -generation، وهى تنقسم إلى قسمين، A-Routin maintenance، وهى أعمال الصيانة الدورية، والتى تتم عن طريق توصيات مصنعى الماكينات من تنظيف أجزاء الماكينات بصفة يومية أو نصف شهرية أو شهرية، B-preventive maintenance وهى الصيانة الوقائية، وهى تتم حسب جداول وتوصيات بتغيير اجزاء الماكينات التالفة حسب عمرها الافتراضى، وهى ما تشبه الصيانة العادية اوً الكشف عن جميع أجزاء للماكينات وكانت تطبق مع الشركات الناجحة، وعلى رأسها شركه غزل المحلة، والتى استطاعت بجدارة على الحفاظ على تلك التكنولوجيا حتى الآن وليس أدل على ذلك هو مصنع 5 والذى تم افتتاحه سنه 1958 من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومازال يعمل لحساب الخيوط الرفيعة، وكانت تتم بانتظام بشركات قطاع الأعمال المميزة منها مصانع غزل المحلة.

 

 

ويشير أشرف بدوى إلى نظم عالمية لتحسين أداء الصيانات، ومنها أحد النظم اليابانية التى تتبعها شركه تويوتا، وتتبعه الشركات العالمية باليابان وفورد، ومنها نظام 5S، وهو يعتمد على تنظيم قطع الغيار اللازمة وبدقه متناهيه عالية ومصنفه لكل جزء للماكينات.

ونظام آخر يسمى الـ FMEA-failure mode effect analysis ويعتمد بدقة وبتكنولوجيا متطورة على معرفة نقاط الضعف بالصيانة والمتكررة أثناء تصنيع الماكينات وتحديد درجة وحجم العيب عما إذا كان متكرر او خطير وتتم قبل توريد الماكينات للعميل، بجانب أحد النظم الأخرى وتسمى الصيانة الإنتاجية أو TPM أو total productive maintenance وهو نظام قوى للتحكم والسيطرة الكاملة على صيانه الماكينات وقد تم تقسيمها إلى 8 محاور أساسية حسب المعهد اليابانى لصيانة الماكينات.

ويشير أن النظام الآخر للصيانة الوقائية، وهو نظام وصول العيوب إلى الصفر أو الزيرو ويسمى Zero defect quality control

ويختصر بـ ZDQC وهو متابعه وضبط الماكينات مرحلة والوصول إلى افضل مستوى جوده بحيث أن تصل إلى العيوب إلى الوضع المثالى علاوة على الصيانة التنبؤية، أو ما يسمى الـPredictive maintenance (third -generation ) (1975-2000)، والغرض منها هو التنبؤ بالأعطال قبل حدوثه، وهى عباره عن تكنيك معين بيتم عن طريق أدوات وأجهزه حساسة بتكشف وجود اى خلل متوقع للماكينات وبدقه عالية جدا، وبالتالى عن طريقة يمكن أن نحافظ ونمنع اى اعطال غير متوقعة وتؤثر مباشرة على جودة المنتج وزياده الأعباء المالية على المنشاة، وبالتالى زياده تكاليف التشغيل.

 

 

وحول الفرق بين الصيانة الوقائية والصيانة التنبئية، يوضح أن الأولى الصيانة الوقائية تتم حسب جداول دورية من موردى الماكينات ومراكز البحث والإدارات الفنية بالمنشآت، أما الثانية وهى الصيانة التنبؤية فهى تعتمد على الكشف المبكر لحاله الماكينات عن طريق أجهزه قياس حرارية وأجهزه قياس تسرب الهواء، وقياس الأحمال والطاقة الكهربائية للماكينات بالإضافة إلى أجهزه قياس الاهتزاز، كما أن هناك نوع آخر من أنواع الصيانة الوقائية وهى امتداد للجيل الثالث وتسمى الصيانة التنبئية الذكية Smart predictive maintenance -SPDM، Third generation maintenance extension، وهى تعتمد على تركيب حساسات على اجزاء الماكينات والأماكن الهامه والخطيرة بالماكينات هذا بجانب صيانه الجيل الرابع، Smart prescriptive maintenance frame work (Fourth generation maintenance )، وقد تم إدخالها سنه 2017،وهى تعتمد على التكنولوجيا المتطورة وباستجابة سريعة مستخدمة الذكاء الصناعى وشبكه الإنترنت وتجميع المعلومات بدقه عالية.

وتلك النظم المتطورة تستخدم فى صيانه الطائرات، إضافة إلى مصانع الغزل وفى أهم مرحلة وهى ماكينات التدوير وقد انتشرت بالماكينات اليابانية والإيطالية، والمطلوب توفير تلك الأجهزة للمشروعات الجديدة، بالإضافة إلى أجهزه أخرى دقيقه مثل أجهزه قياس حاله البلى لجميع ماكينات المصنع، وهو يكشف بصوره مبكره حاله البلى قبل انهيارها وتوقف الماكينات، وأجهزه اخرى لقياس درجه لزوجه الزيت وغيره ومدى صلاحيته وذلك لقياس مدى صلاحيته بصناديق التروس وهى كثيره بالمصانع، واخيراً جهاز قياس التوازى او ما يسمى comi-laser، وهو أهم جهاز بتركيب الماكينات.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة