هشام عنانى

مصر.. قراءة جيدة للصراع وأداء متزن

الإثنين، 14 أكتوبر 2024 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا شك أن التصعيد الذى تشهده المنطقة وصل إلى درجة غير مسبوقة على الأقل فى آخر عشرين سنة، ويعتبر هذا التصعيد وطبيعته وأطرافه هو ما حذرت منه مصر منذ بداية الحرب على غزة فى أكتوبر الماضى.

وعلى مدار عام كامل كان موقف الدولة المصرية ثابتا ومحددا وذا استراتيجية متعددة الاتجاهات، ولكن بثوابت واضحة أهمها الحفاظ على القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته والانتصار لقرارات الأمم المتحدة الصادرة بهذا الشأن، وبالرجوع للموقف المصرى نجد أنه الموقف المضىء الوحيد من حيث رؤيته وثباته واستمراره ولما لا والدولة والقيادة السياسية والشعب المصرى فى اتجاه واحد، وهو الدعم والثقة الكاملة فى ما تقوم به القيادة السياسية فى إدارة هذه الأزمة بأداء منضبط ومتزن.

ولعل الدولة المصرية من خلال سعيها فى وقف الحرب على غزة كانت تعلم أن الأمر يستحق وأن وقف الحرب على غزة سيؤدى  إلى استعادة الهدوء لكل مناطق النزاع بعد ما أطلق ما يسمى بوحدة الساحات الداعمة لحماس سواء فى لبنان أو اليمن أو التابعين لإيران فى العراق وسوريا.

والملاحظ أن مصر لم تترك طريقا إلا وسلكته لوقف هذه الحرب من خلال مؤتمر السلام الذى عقدته مصر بحضور العديد من الدول والحكومات ومرورا بجهود الوساطة المصرية مع قطر، والتى بذل فيها جهد خارق مع ما أطلقته مصر من مبادرة وقف النار ذات الثلاث مراحل وكذا لقاءت القمم الثنائية بين مصر والدول العربية، هذا فضلا عن نجاح مصر فى حشد ولأول مرة الجامعة العربية وخروج بيان عربى موحد مبنى على الثوابت التى تنتهجها الدبلوماسية المصرية، هذا فضلا عن مذكرة مصر وتقديمها إلى محكمة العدل الدولية جنبا إلى جنب مع جنوب أفريقيا ضد إسرائيل وما تنتهجه من جرائم وحرب إباده ضد الشعب الفلسطينى.

ولعل ما قامت به مصر من التزامها بتقديم ما يقرب من 70 % من المساعدات التى قدمت لقطاع غزة منذ بدء الحرب على غزة، هو أمر لا يمكن أن يغفله أحد، فضلا عما قامت به المنظومة الصحية فى مصر فى استقبال وعلاج العديد من الجرحى الفلسطينيين الذى قدموا إلى مصر.

ولعل الموقف المصرى منذ بداية الأزمة كان المفتاح السرى للحفاظ على القضية، ومنع تصفيتها بالرفض المطلق لتهجير الفلسطينيين والرفض المصرى التام بفتح معبر رفح، وهو تحت سيطرة القوات الإسرائيلية، لما تعلمه الدولة المصرية أن قبول ذلك من جانب مصر سيعتبر شرعنة لما قامت به إسرائيل من احتلال لرفح والمعبر.

ورغم أن ما حذرت مصر منه أن السياسة الإسرائيلية فى غزة وحرب الإبادة لغزة وأهلها سيشعل الصراع بين لبنان وإسرائيل وهو ما توقعته مصر، وهو ما حدث وما تبعه من دخول إيران وحزب الله فى حرب مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل، وخاصة بعد استهداف إسماعيل هنية وبعدها أمين حزب الله وغيرها من الاغتيالات التى قامت بها إسرائيل، فى محاولة من إسرائيل لفرض واقع جديد بالمنطقة بمنطق القوة وسياسة الأمر الواقع، وهو الأمر الذى فشلت فيه إسرائيل فى غزة أو لبنان.

ولعل الموقف المصرى بخصوص حرب إسرائيل على لبنان كان أيضا واضحا ومعلنا بالرفض المطلق للاعتداء على السيادة اللبنانية بأى شكل من الأشكال مع الدعم المطلق للشعب اللبنانى وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية.

إن مصر كدولة وقيادة كانت تقرأ هذه الأحداث وكانت تحذر من هذا التصعيد، وبناء على هذه الرؤية كانت القيادة المصرية ومنذ فترة طويلة تؤمن بضرورة اتباع سياسة القوة الراشدة، والتى تعتمد على الحفاظ على قوة وتنظيم القوات المسلحة مع تنوع مصادر التسليح، وهو الأمر الذى تؤمن به القيادة السياسية أن الحفاظ على السيادة على كامل حدود الدولة المصرية يستوجب وجود قوات مسلحة مستعدة وقوية، تستخدم قوتها فى حماية شعبها وأرضها دون إفراط أو تفريط، وقد يكون خطاب السيد الرئيس فى زيارته لتفتيش الفرقة السادسة هو بمثابة رسائل معبرة لموقف مصر الساعى لوقف الحرب مع حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، وأن مصر كما أنها لا تتدخل فى سياسات الدول المجاورة لن تسمح بأى محاولة للمساس بالحدود المصرية من خلال قواتها وقوتها الراشدة المبنية على الثوابت الوطنية والالتزام المصرى بحقوق الشعوب والدول العربية الشقيقة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة