نجيب محفوظ يفوز بجائزة نوبل 1988.. ماذا جاء فى خطاب تسليم الجائزة

الأحد، 13 أكتوبر 2024 03:00 م
نجيب محفوظ يفوز بجائزة نوبل 1988.. ماذا جاء فى خطاب تسليم الجائزة نجيب محفوظ
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم الذكرى الـ 36 على حصول الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، وذلك في 13 أكتوبر 1988، ليكون أول مصري وعربي يحصد جائزة نوبل للآداب، وفى ضوء ذلك نستعرض لكم نص خطاب حفل توزيع الجوائز والكلمة التقديمية للدكتور ستور ألين من الأكاديمية السويدية.

حسب ما جاء على موقع جائزة نوبل يقول الدكتور ستور ألين:

أصحاب الجلالة، أصحاب السمو الملكي، سيداتي وسادتي، في يوم نوبل، العاشر من ديسمبر 1911، تسلم موريس ميترلينك جائزة نوبل في الأدب لهذا العام من يد الملك جوستافوس الخامس هنا في ستوكهولم، وفي اليوم التالي ولد نجيب محفوظ في القاهرة، وظلت عاصمة مصر موطنه ولم يغادرها إلا في مناسبات نادرة للغاية.

كما توفر القاهرة، مرارًا وتكرارًا، مكانًا لرواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته، فهناك نجد الحشد في حارة المدق، التي وصفها بطريقة عاطفية وشفافة في الوقت نفسه، وهناك، في ثلاثية الروايات العظيمة، يواجه كمال الأسئلة الحاسمة المتعلقة بالوجود، وهناك يرقد القارب المنزلي الذي أصبح في "ثرثرة على النيل" منصة للمحادثات والمناقشات الحيوية حول الأدوار الاجتماعية، وهناك نلتقي بالعشاق الشباب وهم يعدون فراشهم وسط كتل الهرم، من الأهمية بمكان بالنسبة للمجتمع الحي أن يأخذ مؤلفيه على محمل الجد، لقد تعلموا أن يروا بأعمق معاني الكلمة، وأن يستغلوا كامل إمكاناتها، وهذا في الواقع يمثل عنصرًا أساسيًا مشتركًا بين الفن والعلم على حد سواء.

إن أحد الأساليب التي يمكن من خلالها التعامل مع أعمال الحائز على جائزة نوبل لهذا العام هو أن نقرأها باعتبارها تعليقات ملتزمة وثاقبة ونبوئية تقريباً على العالم من حوله، فخلال حياته الطويلة ككاتب، شهد تغييرات اجتماعية شاملة، فضلاً عن ذلك فإن إنتاجه واسع النطاق بشكل غير عادي.

في الأدب العربي، تُعَد الرواية في الواقع ظاهرة من ظواهر القرن العشرين، وهي معاصرة إلى حد ما لمحفوظ، وكان هو الذي أوصلها إلى مرحلة النضج في الوقت المناسب، ومن بين المعالم البارزة في هذا المجال: زقاق المدق، والثلاثية، وأولاد حارتنا، واللص والكلاب، وثرثرة على النيل، والسيد المحترم، والمرايا، وتتنوع هذه الروايات إلى حد كبير وتجريبية جزئيًا، وتتراوح من الواقعية النفسية إلى التصميم الرمزي والصوفي الميتافيزيقي.
إن طبيعة الزمن تشكل أحد اهتماماته الأساسية، أما بالنسبة لجوزيف برودسكي الحائز على جائزة نوبل في العام الماضي، فإنه يتسم بالقسوة، يقول في روايته "السيد المحترم": "إن الزمن يقطع كالسيف، إذا لم تقتله، فإنه يقتلك".

يتمتع نجيب محفوظ بمكانة لا مثيل لها كمتحدث باسم النثر العربي. ومن خلاله، وفي المجال الثقافي الذي ينتمي إليه، بلغت فنون الرواية والقصة القصيرة مستويات عالمية من التميز، نتيجة لمزيج من التقاليد العربية الكلاسيكية والإلهام الأوروبي والفن الشخصي.

لأسباب خاصة، لم يتمكن السيد محفوظ من الانضمام إلينا الليلة، ومع ذلك، أود أن أخاطبه مباشرة في هذه اللحظة، باستخدام وسيلة الرؤية.

عزيزي السيد محفوظ، إن عملك الغني والمعقد يدعونا إلى إعادة النظر في الأمور الأساسية في الحياة، إن موضوعات مثل طبيعة الوقت والحب، والمجتمع والأعراف، والمعرفة والإيمان تتكرر في مجموعة متنوعة من المواقف ويتم تقديمها بطرق مثيرة للتفكير ومثيرة وجريئة بوضوح، ويمكن الشعور بالجودة الشعرية لنثرك عبر حاجز اللغة، في شهادة الجائزة، يُنسب إليك الفضل في تشكيل فن السرد العربي الذي ينطبق على البشرية جمعاء، نيابة عن الأكاديمية السويدية أهنئك على إنجازاتك الأدبية البارزة، والآن، هل لي أن أطلب منك، يا آنسة أم كلثوم نجيب محفوظ، وأنت يا آنسة فاطمة نجيب محفوظ، أن تتقدمي لتتسلم من يدي جلالة الملك، نيابة عن والدك نجيب محفوظ، جائزة نوبل في الأدب لعام 1988.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة