يا بلح إبريم يا سمارة.. موسم حصاد البلح الأسوانى أفضل أنواع التمور الجافة.. المزارعون يقطعون النخيل ويفرشون الأصناف فى مناشر الشمس.. ويؤكدون: يصل لـ12 صنفا ويخزن لشهر رمضان.. ويوفر فرص عمل للرجال والنساء.. صور

السبت، 12 أكتوبر 2024 04:00 م

موسم حصاد البلح الأسوانى

أسوان - عبد الله صلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يقف شامخاً وسط النخيل رغم تقدمه فى العمر، يباشر ويتابع العمل فى موسم حصاد البلح الأسوانى ويوجه الأفراد لتنظيم العمل وتوزيعهم مجموعات لكسب الوقت وتوزيع الجهد".. هذا هو وصف العم فتحى خضر، رجل أسوانى، تجاوز عمره السبعين، يقود العمل فى موسم حصاد البلح.

"اليوم السابع" شارك العم خضر والعمال موسم حصاد البلح الأسوانى، لرصد تفاصيل هذا اليوم من الحصاد وإبراز دور العمال فى حصاد هذا المحصول الذى يفضله الكثير من المصريين.

قال فتحى خضر محمد، مزارع وتاجر بلح، من أهالى قرية الأعقاب بمحافظة أسوان، إن موسم حصاد البلح الأسوانى يبدأ خلال هذه الفترة من كل عام، ويبذل فيه المزارعون جهود كبيرة تستمر لأيام حتى الانتهاء من حصاده ويوفر موسم البلح فرص عمل كبيرة للرجال والشباب والنساء أيضاً كل منهم له دوره الذى يقوم به، مضيفاً أنهم يعملون فى تجارة البلح منذ أكثر من 50 سنة، وأخذوا الخبرة من الآباء والأجداد.

وأضاف العم فتحى خضر، أن البلح الأسوانى معروف بجودته وطعمه المميز، فهو من أنواع التمور الجافة التى يمكن تخزينها واستخدامها فى موسم الصيام خلال شهر رمضان، فمن أنواع البلح الأسوانى: "السكوتى والملكابى والقنديلة والبرتمودى وعينات السوبر وغيرها من أصناف البلح التى تشتهر أسوان بزراعتها وتصل لنحو 12 صنف، كل حسب جودته.

وأوضح شقيقه منصور خضر محمد، تاجر بلح، أن تجارة البلح إرث من الأجداد وكان يتم زراعة الفسائل بعد جلبها من السودان مثل نوع "السكوتى" الذى له 3 أسماء وهى: "سكوتى" نسبة إلى وادى سكوت فى السودان، و"الابريمى" نسبة إلى قرية إبريم النوبية، و"البركامبى" نسبة إلى قرية أمبركاب النوبية القديمة، وأصبحت هذه الأنواع منتشرة فى أسوان ويتم فرزها فى مناشر البلح بعد قطعها كل كمية حسب نوعها وجودتها، ثم يسافر هذا المحصول إلى أسواق الوجه البحرى: "الزقازيق وطنطا والمنصورة، بالإضافة إلى القاهرة والإسكندرية".

وتابع الشاب أحمد عبد الناصر، رئيس عمال حصاد البلح بقرية الأعقاب بمحافظة أسوان، أن يوم الحصاد يبدأ مبكراً مع إشراقة الصباح الأولى ينزل العمال ومتوسط أعدادهم نحو 15 عاملاً إلى أرض النخيل، ويتم تقسيمهم لمجموعات، منهم خمسة من طالعى النخل لقطع البلح من الأعلى، والباقى يوزعون حسب العمل من تجميع وفرز وتعبئة ونقل.

وأشار أحمد عبد الناصر، إلى أن العمل يبدأ بفرش "مشمعات بلاستيكية" تحت النخل المراد قطعه، ثم يصعد طالع النخل ويقطع السباطة التى تنزل على هذا الفرش البلاستيكى لحمايتها من التلف أثناء السقوط من أعلى، ثم ينزل طالع النخل ليكمل مهمته فى نخلة أخرى ويتجمع عمال التجميع والفرز ليجمعون المحصول ويملأون الطاولات البلاستيكية ثم يحملونه على السيارات التى تنقله لمكان الفرز وتسمى "مناشر تجفيف البلح"، لافتاً إلى أن العمال يأخذون قسطاً من الراحة للإفطار وكذلك تناول الشاى الذى يتم إعداده وسط الزراعات.

وأكمل أن موسم حصاد البلح فاتحة خير على الجميع من أهل أسوان، وعلق قائلا: "فاتحه بيوت ناس كتير" فى إشارة إلى توفير فرص عمل لعدد كبير من الرجال والشباب وحتى النساء اللاتى يشاركن فى أعمال الفرز وتقسيم الأنواع.

ولفت شعبان جامع، مزارع من قرية الأعقاب بأسوان، إلى أن النخيل هو إرث الأجداد والمزارع الأسوانى يدرك أهمية النخيل ولذلك يحافظ عليه طول السنة ويحرص على "تقليمه" أى نظافته من الحشائش وإزالة الجريد اليابس ثم يحرص على "تلقيحه وتخصيبه" وهو نقل الجزء الخاص بالتلقيح من النخلة الذكر إلى الأنثى ليتم التخصيب يدوياً ويكون ذلك غالباً فى شهر فبراير من كل عام، مؤكداً أن عمر النخلة فى أسوان يتجاوز أحياناً الـ40 سنة وأكثر.

يشار إلى أن محافظة أسوان تكثر فيها زراعات النخيل فهى واحدة من أكبر محافظات الجمهورية فى زراعات النخيل، ووصلت أعدادها - بحسب بيانات رسمية لمحافظة أسوان - إلى نحو 3.3 مليون نخلة، ورغم ذلك كانت مخلفات هذه الأعداد من النخيل يتم التخلص منها بطريقة أو بأخرى.