أطلق هيوارد كارتر اسم صندوق الصيد على هذه القطعة الجميلة التي عثر عليها في الحجرة الأمامية، وهى أول قطعة يتم استخراجها من المقبرة، والصندوق مصنوع من الخشب وملون بألوان رائعة من المناظر ويعتبر قطعة فنية رائعة، وقد قال كارتر عن هذه القطعة بأنها من أجمل القطع النادرة التي عثر عليها داخل المقبرة، وأشار أيضاً بأنه واللورد كارنافون لم يستطيعا أن يجعلا عيونهم تبتعد عن هذه القطعة من جمالها وخاصة الألوان والمناظر، ولم يكن الصندوق هو القطعة الفريدة فقط، بل وهناك ما عثر عليه داخل الصندوق مثل ملابس الكاهن، وروب، وصنادل ومسند للرأس مغطى بالذهب، بعض ما عثر عليه من ملابس داخل الصندوق يشير إلى أنها ملابس الملك الصغير "توت" وذلك لصغر حجم الملابس، وأن هذه الملابس قد استعملها وهو في سن التاسعة عندما تولى الحكم، وسوف نجد أن غطاء الصندوق يأخذ شكل مقوس، بالإضافة إلى مناظر تمثل الملك على الجوانب، منها مناظر للملك "توت" وهو يركب العجلة الحربية ويقوم بالهجوم وقتل أعدائه من الأجانب، وكذلك صيد الحيوانات المتوحشة، وفي أحد الجوانب سوف نجد أن الملك وجنوده يهاجمون جنود ،نوبيين، وفي الجانب الآخر سوف نرى أن الأعداء لهم شكل سامي أي أنهم من سوريا وفلسطين ونشاهد هنا أن مناظر القتال تظهر الجيش المصري وهو في صفوف منتظمة يسير مع الملك، والذي يصاحبه حاملي المراوح ، وعلى النقيض سوف نشاهد الأعداء وهم في تشكيل عشوائي ومعهم الأحصنة والموتى.. أما مناظر الصيد نرى الحيوانات التي يتم صيدها هى الأسود والغزلان الموجودة في وادي النيل، وقد تكون هذه الحيوانات موجودة في الوادي المعروف باسم "وادي" "الغزلان والذي يقع بين الجيزة وسقارة، وخاصة لأن "توت عنخ آمون" عاش هناك، وقد بنى لنفسه استراحة بجوار أبو الهول يستعملها في الراحة بعد عناء الصيد، أما النصوص المصاحبة للمناظر فتؤكد أن الملك شجاع وقوي والذي يذبح كل الأعداء...
وهذه المناظر تظهر انتصار الملك على الأعداء، وهذه عبارة عن واحدة من المظاهر التي تجعل الملك إلهاً في العالم الآخر إذا انتصر على الأعداء، ولذلك فإن هذه المناظر لها سبب سحري تظهر النصر وأن يصبح الأراضي الأجنبية وسكانها تعتبر واحدة من رموز السحر للكون وكذلك الصحراء، وهذه المناظر يمكن أن تكون رمزية ولم تحدث أصلاً، ولكن هناك ضرورة لأن تعني الحقيقة وهى عبارة عن نفس المناظر التي تظهر على المعابد لتؤكد ألوهية الملك والتي تظهر الملك كإله، وكذلك تجعله متصل بالعالم الطبيعي، ومن خلال ما عثر عليه داخل المقبرة من أسلحة مختلفة الشكل والحجم يمكن أن نقول أن الفرعون الذهبي الصغير كان مهتماً جداً بالصيد وقد أعتقد البعض أن الملك توت عنخ آمون" لم يقود أي معركة حربية بنفسه، فإن قائد الجيش "حورمحب" هو الذي كان يقوم بذلك، ولكن عثر على بعض المناظر في الأقصر تم دراستها عن طريق عالم الآثار راى چونسون تقترح أن الملك نفسه قد قاد أحد المعارك الحربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة