على مدار سنوات طويلة تمكن مهرجان الموسيقى العربية، منذ انطلاقه عام 1992، من إثبات أن مصر كانت على مدار عصور طويلة ومازالت مصدرا للفن والثقافة والطرب وملتقى للفن والطرب الأصيل، وهو ما يؤكد عليه كل فنان عربى يقف على خشبة مسرح مهرجان الموسيقى العربية، حيث يعتبر وقوفه تحت قبة دار الأوبرا المصرية وعلى خشبة مسرحها الكبير، وسام تكريم يتباهى به.
ترك مهرجان الموسيقى العربية خلال دوراته الـ31 السابقة، أثرا كبيرا فى وجدان محبى الموسيقى والغناء فى الوطن العربى، وليس فقط الموسيقيين منهم، إذ أصبح بمثابة حدث موسيقي ضخم، ينتظره الجميع كل عام ليتعرفون من خلاله على مستويات متنوعة وجديدة من الموسيقي، ليس فقط من خلال الحفلات الغنائية لكبار مطربي الوطن العربي، إنما أيضا فتح مجالا واسعا للأبحاث العلمية الدقيقة فيما يخص مختلف قضايا الموسيقي من خلال المؤتمرات السنوية.
وتأتى الدورة الـ32 من مهرجان الموسيقي العربية، الذي يقام اليوم حفل افتتاحها بدار الأوبرا المصرية، لتستكمل ريادة المهرجان لكل الفعاليات الفنية والموسيقية، حيث تشهد فعالياته عددا كبيرا من الحفلات الغنائية والموسيقية لكبار مطربي الوطن العربي، وليال عربية متنوعة.
ومن المميز أيضا في المهرجان على مدار دوراته السابقة، وظهر جليا خلال الدورة الحالية التنوع الغنائي والموسيقي الكبير الذي يشهده، وعدم اقتصار الحفلات والفعاليات الغنائية والموسيقية على أسماء مطربي المهرجان الذين اعتاد الجمهور على حضور حفلاتهم، إنما دائما ما يضيف المهرجان لجمهوره فعاليات جديدة وحفلات مختلفة يحييها كبار المطربين في مصر والوطن العربي، مثل النجم تامر عاشور، والفنان عزيز مرقة، اللذان يشاركان في المهرجان لأول مرة.
كما أن الاحتفاء بالموسيقي والغناء والفعاليات لم تقتصر على النجوم والأحياء فقط، إنما خصص لكبار الموسيقيين والمطربين من الراحلين جزءا كبيرا من المهرجان، بداية من إهداء الدورة الـ 32 لفنان الشعب سيد درويش، وعرض فيلم تسجيلي عنه خلال حفل الافتتاح، مرورا عن تقديم عدد كبير من الأغاني من الفرق الموسيقية المشاركة للراحل بليغ حمدي، إلى جانب تكريم أسماء الراحلين: الشاعر حسين السيد، والشاعر مأمون الشناوي، واسم المطرب والملحن أحمد الحجار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة