سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 أكتوبر 1923.. مولد الموسيقار كمال الطويل أول ملحن ذواتى يصنع ألحانا تلبس الملاية اللف ويغنيها أولاد البلد والذوات

الجمعة، 11 أكتوبر 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 أكتوبر 1923.. مولد الموسيقار كمال الطويل أول ملحن ذواتى يصنع ألحانا تلبس الملاية اللف ويغنيها أولاد البلد والذوات الموسيقار كمال الطويل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حين ولد الطفل كمال الطويل فى 11 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1923، كانت الظروف المحيطة به تهيئ له الفرصة أن يكون إحدى أهم علامات الموسيقى العربية فى النصف الثانى من القرن العشرين، ووفقا للمايسترو سليم سحّاب، فى كتابه «أعلام موسيقية»، فإن أغنيتين ظهرتا بالإذاعة المصرية، بثتا الأمل فى ظهور مدرسة موسيقية جديدة تضخ الدماء الشابة فى شرايين جسد الموسيقى العربية، وتعيد إليها صباها، وهما «صافينى مرة»، تلحين محمد الموجى، و«على قد الشوق» لكمال الطويل، وغناهما المطرب الجديد عبدالحليم حافظ، الذى أصبح عنوان هذه المرحلة.

كان للبيئة التى ولد وتربى فيها كمال أثرها العميق عليه، ويذكر ابنه زياد، لسليم سحاب، أن والده ولد فى عائلة باشوات، فأبوه محمد زكى الطويل كان يحمل لقب «بك»، وعمه عبدالفتاح الطويل كان يحمل لقب باشا، ولما بلغ كمال الرابعة سافر أبوه إلى إنجلترا لإكمال دراسته، وتركه عند جده فى طنطا، وفيها بدأت علاقته بالموسيقى بحضوره الاحتفالات الدينية، حيث كان جده يقيم دائما شادرا للفرق الصوفية والإنشاد الدينى.

عاد الوالد من إنجلترا، فعاد كمال وهو فى الثامنة من عمره، إلى القاهرة، وتوفيت والدته فتزوج أبوه من جديد، والتحق هو بمدرسة داخلية، واكتشف تلاميذها جمال صوته فأصبح يغنى فى الحفلات المدرسية، وفى سنة طلب منه مدير المدرسة شراء بدلة جديدة للاشتراك فى حلفة السنة الدراسية، ولخجله لم يفاتح والده فى الموضوع، فغنى طالب آخر يملك بدلة ولا يملك صوتا جميلا.

التحق كمال بمدرسة الفنون التطبيقية، وتخرج ليعمل فى تخطيط الطرق بالإسكندرية، وكان صديقا لعمه عبدالفتاح باشا الطويل يعرف مدير معهد «جمجوم للموسيقى»، فألحق كمال بالمعهد كطالب فى عزف العود والإنشاد «الأدوار والموشحات»، ولأن مدرسه كان يعشق المهلبية، فكان كمال وزملاؤه يدعونه عليها يوميا مقابل أن يعطيهم معلوماته الموسيقية.

فى حوار له نشرته مجلة «الكواكب»، عدد 131، يوم 2 فبراير 1954، جاء فى المقدمة توصيفا لحالته مع الموسيقى منذ أن كان طفلا حتى أصبح ملحنا مشهورا تقول: «ليس كمال الطويل - نجل الأستاذ زكى الطويل الوكيل السابق لإحدى الوزارات - أول ملحن يخرج من طبقة أولاد الذوات، ولكنه أول ملحن «ذواتى» يصنع ألحانا تلبس الملاية الملف، وتضيف: «قصة كمال الطويل مع الموسيقى لم تكتبها الشياطين، وإنما بدأت سطورها كما لو كانت وراثية، إن أباه كان من هواة الموسيقى والغناء، وكثيرا ما كان يغنى بصوته الجميل بعض الأغانى الشائعة على مسمع من أفراد العائلة، بل إن عمه الوزير السابق عبدالفتاح الطويل، معروف كذلك بحلاوة الصوت، حتى أنه كان يفتتح اجتماعات الوفد فى الإسكندرية مرتلا بعض آيات القرآن الكريم، ونشأ كمال وفى نفسه ميل إلى الموسيقى والغناء، وبدأت هوايته تتخذ شكلها الإيجابى فى حفلات العائلة، إذا كان يصر على أن يحييها بنفسه كأى مطرب من المطربين».

تترك «الكواكب» كمال الطويل ليتحدث عن هذه المرحلة، قائلا: «حصلت على الابتدائية وتهيأت للانتقال للمرحلة الثانوية، وتبلورت هوايتى فى رغبة أكيدة بأن أكون مطربا يشار إليه، وكانت هذه الرغبة تصرفنى عن دراسة العلوم، ولم يحاول أبى أن يستعمل نفوذ الأبوة ليرغمنى على اتخاذ طريق العلم، ولكنه أمسك العصا من النصف، وأدخلنى مدرسة الصناعات الزخرفية لأرضى نزعتى إلى الفنون، مؤملا أن أخرج منها إلى الفنون التطبيقية كفنان يختزن فى رأسه نظريات الفن القديم والحديث».

يضيف: «أثناء دراستى فى الفنون الزخرفية سمعت عن المطربين الذين يتخرجون فى معهد فؤاد بمصر، فصممت على الالتحاق به، ولم يعارض والدى، فهواية الغناء تملكت منى، وأصبحت أصدع رؤوس أفراد العائلة بما أحفظه وأضع كلماته وألحانه بنفسى، وحدث أنه فى احتفال إحدى قريباتى أرادوا الاتفاق مع المطرب عبده السروجى على الغناء وطلب مبلغا ماليا كبيرا، فطلبوا أن أغنى بدلا منه، فلما غنيت تولى بعض أقاربى إقناع أبى بأننى مطرب موهوب، وقد أكون خليفة محمد عبدالوهاب، وهم عنى غافلون، وهكذا انتقلت إلى القاهرة لألتحق بمعهد فؤاد، ولأصبح اسما لامعا فى كشف المطربين».

التحق كمال بقسم الأصوات، لكنه لم يصبح مطربا، وتحول إلى التلحين بفضل صدفة مع صديقه عبدالحليم حافظ، يذكرها قائلا: «التحقت بقسم الأصوات، بينما التحق زميلى عبدالحليم بقسم الآلات، وحدث أن كنت ذات يوم أدندن بكلمات لا معنى لها، وأعجب عبدالحليم باللحن فأخذ يغنيه، وعندما سمعت صوته أعجبت به أنا الأخر، وسألنى لماذا لا ألحن؟ وكانت هذه هى البذرة التى جعلتنى أجرب التلحين بدلا من أن أصارع متاعب الطرب، وبقدر ما أغرانى عبدالحليم على التلحين، أغريته أنا أيضا على الغناء، وكنت متعجبا، كيف يكون صوته جميلا وصالحا للغناء بينما هو قانع بدراسة الموسيقى فى قسم الآلات، وهكذا انقلب الأمر، فأصبحت أنا ملحنا وأصبح عبدالحليم مطربا».

 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة