وأعلن ميشيل أنه سيترك منصبه في يوليو القادم إذا تم انتخابه عضوا في البرلمان الأوروبي .. مشيرا إلى أنه سيقود قائمة الحركة الإصلاحية وهي حزب ليبرالي ناطق بالفرنسية في الانتخابات الأوروبية المزمع إجراؤها في يونيو المقبل.

وأفادت المنصة بأنه عقب هذه الانتخابات، لابد من تعيين أشخاص جدد لرئاسة مؤسسات الاتحاد الأوروبي الرئيسية ومع ذلك، فإن قرار شارل ميشيل بالتخلي عن منصبه قبل الأوان يمكن أن يسرع المناقشات حول الرئيس المستقبلي للمجلس الأوروبي.

وقالت إن تخلي ميشيل عن منصبه يفتح الباب أمام رئيس الوزراء المجري المثير للجدل فيكتور أوربان لتولي هذا المنصب لأن بلاده ستتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام الجاري".

وكانت إحدى المهام الرئيسية لميشيل كرئيس للمجلس الأوروبي هي الإشراف على قمم قادة الاتحاد الأوروبي، وهي الاجتماعات التي أصبحت ضرورية لإيجاد استجابات مشتركة ومتماسكة لمختلف الأزمات ، بما في ذلك جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا.

ووفقا للمنصة ، لن يسعد سوى قِلة من الزعماء الأوروبيين برؤية فيكتور أوربان رئيس حزب فيدس القومي المجري يقود هذه الاجتماعات الحاسمة كونه يحتفظ بعلاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومتهم على نطاق واسع بتقويض الديمقراطية وسيادة القانون في بلاده كما أنه يعارض الكثير من توجهات المجلس الأوروبي في العديد من الملفات على رأسها أوكرانيا.

ونقلت المنصة عن ميشيل قوله "لا أريد توقع القرار الذي سيتخذه المجلس الأوروبي في يونيو ولكن هناك العديد من البدائل، وإذا أراد المجلس الأوروبي تجنب فيكتور أوربان فيمكنه القيام بذلك بسهولة شديدة ، من الممكن تغيير هذه الأحكام بالأغلبية البسيطة".

وأعلن ميشيل، السبت الماضى، أنه سيقود قائمة حزب الحركة الثورية الذي تولى رئاسته مرتين خلال انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجرى في الفترة ما بين 6 و9 يونيو 2024..قائلا :"أعتقد أنه من المهم للغاية دعم رؤية ديمقراطية للاتحاد الأوروبي".. موضحا أن حملته سترتكز على الحاجة إلى تعزيز مكانة الاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية وسلطاته في مسائل الدفاع.

وإذا تم انتخاب ميشيل ، فيتعين عليه ترك منصبه كرئيس للمجلس قبل أن يؤدي اليمين كعضو في البرلمان الأوروبي في 16 يوليو على الرغم من أن ولايته كان من المقرر أن تنتهي في البداية في 30 نوفمبر.

وبعد الانتخابات الأوروبية ، من المقرر أن يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في 17 يونيو ثم يومي 27 و28 يونيو لعقد قمة عادية "وفي ذلك الوقت سيكون من الضروري اتخاذ قرار بشأن متى سيتولى خليفتي منصبه" ، حسبما قال ميشيل .. ومن الناحية النظرية، يستطيع زعماء الاتحاد الأوروبي تعيين رئيس مؤقت إلى أن يتم اختيار خليفة رسمي لميشيل.

ويزيد إعلان ميشيل من الضغط على رئيس المفوضية الأوروبية للترشح رسميًا لولاية ثانية .. ووفقاً لأحد السياسيين الأوروبيين : "لن يكون هناك عائق قانوني أو أي عائق آخر أمام ترشح رئيس المجلس الأوروبي في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة".

وقد أثار إعلان ميشيل انتقادات شديدة حتى من داخل عائلته السياسية، حيث انتقدت النائبة في البرلمان الأوروبي الهولندية صوفي إنت فيلد من حزب تجدد أوروبا (وسطيون وليبراليون) رحيله .. وقالت على موقع "إكس" (تويتر سابقا) : "إن القبطان يغادر السفينة وسط عاصفة إذا كان هذا يعكس عدم اكتراثك لمصير الاتحاد الأوروبي، فما هي مصداقيتك كمرشح؟".

وخلصت المنصة الأوروبية إلى أنه يمكن أن يصب قرار ميشيل لصالح منافسته السياسية أورسولا فون دير لاين، إذا قامت بحملة انتخابية ورغم أنها لم تعلن رسمياً بعد عن ترشحها لولاية ثانية على رأس الهيئة إلا أنها تستطيع القول إنها ستبقى في منصبها حتى النهاية وأنها لن تتخلى عن السفينة على عكس شارل ميشيل.

وبالتالي فإن التنافس طويل الأمد بين شارل ميشيل وأورسولا فون دير لاين، والذي تم توضيحه في مناسبات عديدة، يمكن أن يستمر خلال الحملة الانتخابية المقبلة وفي ظل الهيئة التشريعية المقبلة.