كشفت الدكتورة مروة على حسين النجار، الخبيرة فى مجال الصحة النفسية بقطاع غزة، عن جانب من المعاناة النفسية والصحية لأطفال وسيدات غزة جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، التى أدت لإبادة مناطق سكنية بالكامل وقتل وتشريد سكانها.
وروت لـ"اليوم السابع" تجربتها فى علاج هذه الحالات لنحو شهرين بعد قيامها وزملاء لها، بتكوين فريق دعم نفسى لضحايا العدوان من خلال موقعها كطبيب صحة نفسية وإرشاد نفسى بجامعة الأقصى، ومراكز التعليم فى خان يونس، وعضويتها فى جمعيات متخصصة فى الصحة المجتمعية.
وأوضحت الدكتورة مروة على حسين النجار، خلال تواجدها فى مستشفى العريش بشمال سيناء مرافقة لمرضى وجرحى قادمين من غزة، وتقدم لهم مصر خدمات العلاج، أنه منذ اعلان آلة الحرب الإسرائيلية الحرب على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى، بدأت تجربتهم الميدانية فى علاج الضحايا مشيرتا أن الهجمات كانت شرسة، وهى حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطينى، خلفت دمار وشهداء ضحاياها سيدات وأطفال بعدد كبير.
قالت النجار: "توجهنا لمراكز الإيواء بمدارس الأونروا ومستشفيات خان يونس للتفريغ النفسى للحالات التى تكتظ بها هذه الأماكن من النازحين، وجميعهم بلا استثناء يعانون ازمات نفسية لاتوصف، جراء التجويع والقصف والدمار، وحاولنا أن نقدم لهم الدعم المعنوى والعلاج النفسى، والتواصل مع فرق الاغاثة من الصليب الاحمر لمساعدتنا".
وأشارت إلى أن وصف المعاناة النفسية التى كانوا يقابلونها وتحتاج لعلاج ليس وقتى ولكن مطول جدا، هو كم الاضطرابات السلوكية عند الأطفال من صراخ هستيرى وتبول لاارادى وبكاء متواصل وكوابيس، بينما النساء التى تشكل فى غزة مصدر قوة لأطفالها تعانى من علامات الخوف والهلع والاكتئاب القلق.
وتابعت "الدكتورة مروة على حسين النجار"، أن الوصف صعب لكل حالة حيث كل أسرة لاتأمن على حياتها فى مكان تقول أنه اصح وامن، فكل الاماكن فى مرمى نيران العدو الإسرائيلى فى لحظة يأتى أمر بالنزوح وتصبح أمام خيارات الفناء اذا توجهت لمدرسة أو مركز إيواء، جميعها مهددة بالقصف وحتى اذا تحركت على الطريق مترجلا أو فى سيارة تصبح هدفا، وحتى لو اتخذت مسجد أو كنيسة مكانا آمنا لا يؤتمن العدو فيه، ومن هنا يأتى شعور العجز والحيرة الذى يتجاوز مستوى قدرة البشر، وماينتج عنه هذا من آلام نفسية ظاهرة وباطنة.
وأشارت "النجار"، إلى أنها من رحلة تقديم العلاج النفسى لضحايا العدوان فى غزة، انتقلت لتقديم الخدمة النفسية لمن يحضرون لمصر للعلاج من الجرحى والمصابين والمرافقين لهم من خلال عملها متطوعة بمستشفى العريش العام، موضحة أن وصولها للأراضى المصرية، جاء بعد انتقلت من قطاع غزة إلى مصر مرافقة لزوجها المصاب، وبرفقتهم أطفال لهم فيما بقيت بقية العائلة فى غزة تعانى آلام النزوح من مكان لمكان بعد أن تم استهداف مربع سكنى يقومون به، وغادروا بيتهم ليقيموا فى الخيام.
وقالت إنها حال صولها المستشفى، وجدت خدمة ورعاية فائقة لكل من يحضر من غزة، وعلى بوابة المستشفى مقر لخدمتهم وهو ما دفعها للانضمام للمتطوعين فيه لتقوم بدورها الإنسانى إلى جانب مهمتها كمرافقة لمصاب.
وتابعت وجدنا حفاوة واستقبال وتوفير كل مايحتاجه المصاب ومن يرافقه من خلال مكتب خدمة المواطنين بمستشفى العريش العام، وهى بدورها تؤدى واجبها للتخفيف النفسى على كل من يحضر من غزة لمصر لتلقى العلاج ويأتى محملا بآلام إثر العدوان، وتجلس مع الأمهات والمرافقات للمصابين خصوصا من يتلقون خبر قصف منازلهم واستشهاد أسرهم فى غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة