أكرم القصاص

المجد لله والسلام للإنسان.. خلطة المصريين للتعايش والتسامح

الخميس، 04 يناير 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«البلد دى بلدنا كلنا وما حدش ليه زيادة أو نقص» هكذا تحدث الرئيس السيسى فى الكاتدرائية تعبيرا عن المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص لكل المصريين
 
المصريون يصيغون حياتهم انطلاقا من واقع يسوده التسامح والتنوع.. ويتشاركون إحياء موالد الحسين والعذراء فى مشهد تعبر عنه زغاريد المسلمين والمحجبات بالقداس
 
يحتفل المصريون بميلاد المسيح، فى كل الكنائس ساعات وتدق الأجراس، فى القداس، وتنطلق الدعوات فى كل أرجاء أرض مصر تدعو بالسلام والمسرة لمصر والعالم، وارتفع شعور العالم بالسلام، وأن تتوقف الحرب، على غزة، ويحل السلام، بعيدا عن عقول التطرف والإرهاب، ورغبات الانتقام وصناعة الموت، وتدق أجراس الكنائس من الأرض لتخاطب السماء، حاملة دعوات وثقة أن «الله معنا» وأن يحرس بلدنا وعالمنا، وينزل سلاما على العالم، فى مواجهة حروب وصراعات، الله ينظر للبشر جميعا بلا تفرقة، ويحاسب البشر بما فى قلوبهم هو وحده الذى يقدر أعمال البشر، وبالتالى ونحن نهنئ أنفسنا بميلاد السيد المسيح، فنحن نؤكد أن المصريين عبروا معا صعابا ما كان لهم أن يعبروها، لولا تمسكهم بالوحدة والتنوع والقلب الواحد.
 
 عندما تدق أجراس الكنائس بعد ساعات من الأرض لتخاطب السماء، حاملة دعوات وثقة أن «الله معنا» وأن يحرس بلدنا وعالمنا، وينزل سلاما على العالم، فى مواجهة حروب وصراعات، الله ينظر للبشر جميعا بلا تفرقة، ويحاسب البشر بما فى قلوبهم هو وحده الذى يقدر أعمال البشر.
 
وعلى مدار السنوات الأخيرة، اتخذ قداس عيد الميلاد طعما وشكلا خاصا، ومنذ عام 2015 اعتاد الرئيس عبدالفتاح السيسى حضور قداس عيد الميلاد فى الكاتدرائية بالعباسية، ثم فى كاتدرائية السيد المسيح فى العاصمة الإداريةـ أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط  والتى تم تدشينها ضمن إعادة بناء مفهوم المواطنة الشامل وإرساء قيم التعايش، وإعادة ترميم وإصلاح وتجديد الكنائس التى تضررت من الإرهاب، وبمشاركة المصريين ووحدتهم، أصبحت الكنائس فى كل مدينة جديدة، وتم تقنين مئات من الكنائس التى ظلت أوضاعها معلقة على مدار عقود، وعرضة لتداخلات غير ذات مضمون.
 
فى يناير 2015 كانت أول زيارة رئاسية للكاتدرائية ويومها خاطب الرئيس الحاضرين: «كان ضرورى آجى لكم عشان أقول لكم كل سنة وأنتم طيبين»، والرئيس السيسى هو أول رئيس يزور الكاتدرائية لتهنئة المصريين بأعياد الميلاد، وعلى مدار السنوات الأخيرة رسمت زيارة الرئيس إلى الكاتدرائية خطا مهما فى بناء المواطنة على أساس المساواة وتكافؤ الفرص، وإنهاء القضية التى ظلت بعيدة عن التناول بما تحمله من حساسيات تمت إزالتها والتعامل معها بكل وضوح، حيث تم إقرار قانون بناء دور العبادة، والذى أنهى مشكلات استمرت لعقود طوال، وفى الوقت ذاته أغلق الكثير من الأبواب التى كانت تنفذ منها التدخلات غير المرغوبة والتى أطاحت بمجتمعات ودول.
 
كان قانون بناء دور العبادة إحدى علامات هذه المفاهيم، بعد عقود ظلت فيها الكنائس تحديدا رهنا بالإرادة المنفردة، تحكمها قوانين من القرن التاسع عشر، لكن الدولة بعد 30 يونيو أعادت بناء هذه المفاهيم، ليرسى المصريون معا قواعد المواطنة بخطوات أعادت رسم صورة الوطن بتنوعه، وكان الأمر أكبر من مجرد قانون لتنظيم بناء دور العبادة، لكنه حق طبيعى لكل مواطن أن يجد مكانا للصلاة والعبادة. 
 
«البلد دى بلدنا كلنا، وماحدش ليه زيادة أو نقص»، هكذا تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء زيارة للكنيسة المصرية، وهى تعبير عن سياسة الدولة فى التعامل الشامل مع ملف المواطنة، ويحتفل المصريون بأعياد الميلاد اليوم، بعد الكثير من الخطوات التى تقطعها الدولة فى ملف، ظل - على مدار عقود - عرضة للتداخلات والتقاطعات، الرئيس السيسى أحيا تراث المصريين، وجينات الوحدة والتسامح والتنوع الذى واجه الطائفية والمذهبية وبطريقة خاصة، تختلط أعياد الشعب وتتوحد، فأعياد المسلمين والمسيحيين، هى أعياد المصريين، انطلاقا من تراث الأجداد الذى يعيش تحت الجلد وفى القلب.
 
حضور الرئيس السيسى احتفالات عيد الميلاد، أصبح جزءا من الاحتفالات، وينعكس بالفرح على وجوه المشاركين، ويحمل دائما رسالة الوحدة المصرية، وإحياء تقاليد ظلت جزءا من مصرية المصريين، الذين يقفزون على الكثير من الصعاب.
 
وفى يناير 2019 افتتح الرئيس، مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبعد عام شارك الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بكاتدرائية ميلاد المسيح، ولم يتوقف عن عادة التهنئة بالكاتدرائية إلا فى وقت كورونا، وبسبب الإجراءات الاحترازية.
 
سياسيا، كان التمكين عنوانا عريضا شاملا للدولة، حيث تم تخصيص نِسب بمجلسى النواب والشيوخ لمعالجة عيوب النظام الانتخابى الذى حرم المجالس من كفاءات، انطلاقا من ترتيب الحقوق والتكافؤ، واستنادا إلى وحدة شعب مصر التى ضمنت مواجهة تحديات وتهديدات أطاحت بدول ومجتمعات، مع إرساء قيم الاختلاف والتنوع باعتباره أمرا طبيعيا فى مواجهة أفكار متطرفة عرقية وطائفية، نجحت سياسة الدولة فى علاجها، ودائما ما يؤكد الرئيس السيسى، على هذه المفاهيم باعتبار الاختلاف والتنوع فى الشكل والفكر والعقيدة أساس الحياة وضمان نجاح الشعوب، وهذه القيم هى التى حفظت مصر وتحفظها دائما، بفضل تراث وتاريخ، نجح فيه المصريون فى التعايش معا، لأنهم أول من أرسى قيم الإيمان.
 
كانت الدولة تتحرك بحس وإيمان من المصريين جميعا، شعبيا فإن مشهد المسلمين والمحجبات فى قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية وأصوات الزغاريد فى استقبال الرئيس، مشهد مألوف، يلخص الخلطة المصرية التى ارتفعت منذ 30 يونيو، ودعمها، وأكدها الرئيس فى 10 زيارات قدم فيها التهانى، ويوجه خطابه للمصريين.
 
اعتاد المصريون أن يتواجدوا معا فى مناسبات تأخذ شكلا مصريا، وتتعانق صور فتيات محجبات يلتقطن صورا لفعاليات القداس، ويحتفلن مع إخوتهن.
«فى مصر فقط»، تعبير نقرأه كثيرًا فى مشاهد حياة المصريين، أن ترى رجل أمن مسلما يصلى داخل كنيسة، وأمام تمثال العذراء، ومسيحيًا يحضر خطبة الجمعة، أو تسمع قرآنا يتلى فى عزاء مسيحى، أو ترى مسلمين داخل كنيسة، مشاهد طبيعية للغاية، وتعكس جزءا من التعامل اليومى للمواطنين فى مصر قبل ظهور استثناءات سعت لزرع التفرقة بين المصريين على أساس العقيدة، فى تفاصيل لا علاقة لها بالعقائد، وإنما بالمعاملات. 
 
لهذا فإن مشهد المصريين داخل الكاتدرائية يعبر عن المصريين بتنوعاتهم وتعددهم، ويتماشى مع العقائد وطريقة العبادة من دون السعى لإصدار أحكام بالإيمان من عدمه.
 
المصريون - ومن دون أى إحساس بالشوفينية والادعاء - لديهم تراث اجتماعى من التعايش والامتزاج والتفرقة بين ما هو اجتماعى يتعلق بالعقائد وخصوصيتها، والقيم التى سعى المتطرفون لضربها، وهو أمر نجح فى دول أخرى لكنه فشل فى مصر بفضل الخلطة التى تنتصر على أى فتن، بفضل الخلطة المصرية للتسامح، باعتبار وحدة المصريين هى الضامن للنجاح.
 
الدولة والشعب فى مصر يصيغون حياتهم انطلاقا من واقع يسوده التسامح، وينتصر فيه التنوع، واقع يتشارك فيه المصريون إحياء الموالد، ومولد الحسين، والسيدة، أو مولد العذراء وهو مشهد يعبر عنه حضور الرئيس وزغاريد المسلمين والمحجبات فى القداس.
 
p.12
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة