شهر رمضان.. العلماء يفسرون كيف يحمي الصيام من الالتهابات؟

الأربعاء، 31 يناير 2024 02:21 م
شهر رمضان.. العلماء يفسرون كيف يحمي الصيام من الالتهابات؟ طعام صحى
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع اقتراب شهر رمضان، يمكن التمتع بهذا الشهر ليس فقط بالاحتفال، فالصيام له فوائد صحية أثبتتها الدراسات التى أكدت أن الصيام يمكن أن يقلل من الالتهابات الموجودة في الجسم.

اكتشف علماء كامبريدج، طريقة جديدة يساعد فيها الصيام على تقليل الالتهاب، وهو أحد الآثار الجانبية الضارة المحتملة لجهاز المناعة في الجسم والذي يكمن وراء عدد من الأمراض المزمنة، ففي ورقة بحثية بعنوان "تثبيط حمض الأراكيدونيك للجسيم الالتهابي NLRP3 "، يصف الفريق كيف يرفع الصيام مستويات مادة كيميائية في الدم تعرف باسم حمض الأراكيدونيك والتي تمنع الالتهاب.

ويقول الباحثون، إنه قد يساعد أيضًا في تفسير بعض التأثيرات المفيدة للأدوية مثل الأسبرين.

لقد عرف العلماء منذ بعض الوقت أن نظامنا الغذائي - وخاصة النظام الغذائي الغربي عالي السعرات الحرارية - يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض بما في ذلك السمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب، والتي ترتبط بالالتهابات المزمنة في الجسم.

والالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية للإصابة أو العدوى، ولكن يمكن تحفيز هذه العملية من خلال آليات أخرى، بما في ذلك ما يسمى "الجسيم الالتهابي"، الذي يعمل كإنذار داخل خلايا الجسم ويؤدي إلى الالتهاب للمساعدة في حماية الجسم عندما يستشعر الضرر، لكن الجسم الملتهب يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب بطرق غير مقصودة، فإحدى وظائفه هي تدمير الخلايا غير المرغوب فيها.

وقالت البروفيسورة كلير براينت من قسم الطب بجامعة كامبريدج، "نحن مهتمون للغاية بمحاولة فهم أسباب الالتهاب المزمن في سياق العديد من الأمراض البشرية، وعلى وجه الخصوص دور الجسيم الالتهابي"، ما أصبح واضحًا خلال السنوات الأخيرة هو أن أحد الجسيم الالتهابي على وجه الخصوص NLRP3 -  مهم جدًا في عدد من الأمراض الرئيسية مثل السمنة وتصلب الشرايين، ولكن أيضًا في أمراض مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، والعديد من أمراض كبار السن.

ووفقا لما ذكره موقع  Medical Express، يمكن أن يساعد الصيام في تقليل الالتهاب، لكن السبب غير واضح، للمساعدة في الإجابة على هذا السؤال، قام فريق بقيادة البروفيسور براينت وزملاؤه في جامعة كامبريدج والمعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة بدراسة عينات دم من مجموعة مكونة من 21 متطوعًا، تناولوا وجبة تحتوي على 500 سعر حراري ثم صاموا لمدة 24 ساعة قبل تناول الوجبة الثانية التي تحتوي على 500 سعر حراري.

ووجد الفريق أن تقييد تناول السعرات الحرارية يزيد من مستويات الدهون المعروفة باسم حمض الأراكيدونيك، والدهون هي جزيئات تلعب أدوارًا مهمة في أجسامنا، مثل تخزين الطاقة ونقل المعلومات بين الخلايا، وبمجرد أن يتناول الأفراد وجبة مرة أخرى، تنخفض مستويات حمض الأراكيدونيك، عندما درس الباحثون تأثير حمض الأراكيدونيك في الخلايا المناعية المزروعة في المختبر، وجدوا أنه يقلل من نشاط الجسيم الالتهابي NLRP3 وقد فاجأ هذا الفريق، حيث كان يُعتقد سابقًا أن حمض الأراكيدونيك مرتبط بزيادة مستويات الالتهاب، وليس انخفاض مستوياته.

وأضاف البروفيسور براينت، زميل كلية كوينز في كامبريدج، "هذا يقدم تفسيرا محتملا لكيفية تغيير نظامنا الغذائي - وخاصة عن طريق الصيام - يحمينا من الالتهابات، وخاصة الشكل الضار الذي يكمن وراء العديد من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي الغربى الغنى بالسعرات الحرارية.

وقال الموقع، إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان الصيام يحمي من أمراض مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، لأن تأثيرات حمض الأراكيدونيك قصيرة الأجل، ولكن عملنا يضيف إلى كمية متزايدة من المؤلفات العلمية التي تشير إلى الفوائد الصحية لتقييد السعرات الحرارية، وتشير إلى أن الصيام المنتظم على مدى فترة طويلة يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب المزمن الذي نربطه بهذه الحالات، إنها بالتأكيد فكرة جذابة.

وتشير النتائج أيضًا إلى آلية واحدة يمكن من خلالها أن يؤدي اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية إلى زيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض، أظهرت الدراسات أن بعض المرضى الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون لديهم مستويات متزايدة من نشاط الجسيمات الالتهابية.

قال البروفيسور براينت، يؤدي الكثير من الأشياء الخاطئة إلى زيادة نشاطك الالتهابي والقليل جدًا من شأنه أن يقلل منه، يمكن أن يكون حمض الأراكيدونيك أحد الطرق التي يحدث بها.

ويقول الباحثون، إن هذا الاكتشاف قد يقدم أيضًا أدلة على طريقة غير متوقعة تعمل بها ما يسمى بالعقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الأسبرين، عادة، يتحلل حمض الأراكيدونيك بسرعة في الجسم، لكن الأسبرين يوقف هذه العملية، مما قد يؤدي إلى زيادة مستويات حمض الأراكيدونيك، والذي بدوره يقلل من نشاط الجسيمات الالتهابية وبالتالي الالتهاب.

وأضاف البروفيسور براينت، "من المهم التأكيد على أنه لا ينبغي تناول الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بأمراض طويلة الأمد دون توجيه طبي، لأنه يمكن أن يكون له آثار جانبية مثل نزيف المعدة إذا تم تناوله على مدى فترة طويلة".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة