قال الدكتور أسامة السعيد مدير تحرير جريدة الأخبار، إنّ الصراع الراهن هو الأكثر تعقيدا وتشابكا وضبابية بين العرب وإسرائيل، موضحًا: "هذا الصراع مختلف عن صراع 1973، وربما أكثر تشابكا وتعقيدا، حيث دخلت فيه أبعاد أيدولوجية لأول مرة بهذا الوضوح والظهور".
وأضاف السعيد، خلال حواره الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري مقدم برنامج "كلام في السياسة"، المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز": "لا نتحدث عن صراع على أرضية وطنية كما كان في السابق، وحتى كما كان الوضع عليه بين المقاومة الفلسطينية قبل مجيء حماس والجهاد والداخل الإسرائيلي الذي تقوده تصورات وشخصيات أيدولوجية".
وتابع مدير تحرير جريدة الأخبار، أنّ الجديد في الصراع الراهن -أيضا- هو أن الولايات المتحدة تقودها تصورات أيدولوجية فيما يتعلق بالصراع، وهو ما يعبر عن مستوى أعقد من الصراع والتداخلات والعوامل المؤثرة في الصناعة.
وواصل: "كما أننا لا نتحدث عن صراع تقليدي بين دولتين، ولكن فواعل دون الدولة تواجه دولة، ومن ثم، فإن هذا الصراع لن ينتهي بنصر حاسم أو هزيمة واضحة، وهذا أمر خطير، حيث لن ينتهي الصراع بنتيجة واضحة أو سيناريوهات متبعة في مثل هذه الأمور أو الأنواع من الصراع، وبالتالي يمكن بناء تقديرات وفقا لخبرات سابقة، حيث نكتشف أن جبهات الصراع مفتوحة على كل الاحتمالات مثل حرب إقليمية واسعة وأعتقد أن هذه الحرب ستكون المرحلة الانتقالية لصراع أكبر".
وأكد أسامة السعيد، أنّ الحياد إزاء المشهد المتفجر بقطاع غزة لن ينأى بالأطراف التي تلتزم بهذا الموقف عن الضرر الذي سيقع في هذا الإقليم.
وأضاف السعيد: "هذه القضية لا يجوز فيها الحياد، من منظور المصلحة لا حياد في هذه القضية، نتحدث عن دولة احتلال تدخل في صراع مع شعب يريد التحرر".
وتابع: "الحياد ليس منجيا، لأن الصراع من الواضح أنه سيمتد ويتطور والحرائق ستشتعل عاجلا أو آجلا وستؤثر على كل المصالح، فلم يعد الصراع مقتصرا على قطاع غزة، ولكن 6 جبهات على الأقل، وهذه الجبهات تحاصر الخريطة العربية من كل الجوانب، ونتحدث أيضا عن أمن ممرات ملاحية وأمن طاقة، وهو ما يحمل تأثيرات على الاقتصاد، وطالما استمر هذا الصراع سنكون أمام تطور مستمر سينعكس بالسلب على كل دول المنطقة والعالم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة