أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ ومساعد رئيس حزب الوفد، أن الدولة المصرية تمر بعدد كبير من التحديات الداخلية والخارجية والتي تطلب تضافر الجهود من أجل تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ، ومنها القطاع السياحي الذي يعد من أهم دعائم الاقتصاد المصري وتحقيق التنمية الاقتصادية، ويمثل أحد المصادر الرئيسة للنقد الأجنبي والعملة الصعبة في مصر، ويسهم في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، حيث يستوعب القطاع حوالي 3 ملايين عامل، وهو ما يمثل نحو 10% من إجمالي قوة العمل في مصر، وهو ما يجعلها أحد أهم مصادر الدخل القومي بما توفره من عائدات دولارية سنوية، وعوائد العملة الأجنبية التي مكنتها من المشاركة بشكل كبير بالناتج الإجمالي المحلي.
وقال "الجندي"، إن مصر تمتلك جميع المقومات التي تمكنها بأن تكون علي رأس الدول السياحية في العالم، ومن ثم مضاعفة حصتها من حركة السياحة العالمية، حيث تتميز مصر بوفرة المزارات السياحية على اختلاف أنواعها، وانتشار المعابد والمتاحف والآثار والمباني التاريخية والفنية والحدائق الشاسعة على أرضها، وامتلاكها لبنية تحتية قوية تقوم على خدمة قطاع السياحة بما في ذلك الغرف الفندقية والقرى والمنتجعات السياحية وشركات السياحة ومكاتب الطيران، والمقومات السياحية الهائلة التي تتمتع بها مصر سواء التاريخية منها من خلال تميزها بالعديد من المواقع الأثرية بها أو المقومات الطبيعية كالسياحة الشاطئية والنيلية والصحراوية والريفية وغيرها من المنتجات والأنماط السياحية المتنوعة.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن السياحة عبارة عن صناعة وسلعة تقدم للسائح، لذلك عملت الدولة على تشجيع الاستثمار السياحي، من خلال إحداث طفرة مهمة في مجال البنية التحتية من طرق ونقل ومواصلات، مشيرا إلي أن مصر تمتلك ما يقرب من 27 مطارًا بسعة 30 مليون راكب، بجانب شبكة طرق هائلة، ولازالت الدولة تعمل علي قدم وساق من أجل التغلب علي التحديات وتعزيز قدرة مصر علي استقبال المزيد من السائحين.
ولفت "الجندي"، إلي أن معدلات مصر في حركة السياحة حققت زيادة بنسبة 11 % عما حققه العالم خلال الربع الأول من عام 2023، مقارنة بذات الفترة من عام 2019، والذي يعتبر عام الذروة في صناعة السياحة في العالم، حيث سجل عدد السائحين خلال العام 14.906 مليون سائح، كما شهد الربع الرابع من عام 2023 اقبالاً كبيراً في حركة السياحة، وهو يُعد الثاني في التاريخ، حيث سجل 3.6 مليون سائح وافد إلى مصر، وذلك بمعدل زيادة بنحو 8% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وبانخفاض قدره 600 ألف سائح عن المخطط وعن الممكن تحقيقه لهذه الفترة من العام، وهو ما أرجعه الخبراء للأوضاع الإقليمية ومن بينها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما أحدثته من توترات في منطقة البحر الأحمر.
وأوضح النائب حازم الجندي، أن تقديرات الحكومة كانت تشير إلى وصول عدد السياح في 2023، إلى نحو 15 مليون سائح، و18 مليون سائح خلال عام 2024، في إطار خطتها الرامية إلى استقبال 30 مليون سائح في عام 2028، الأمر الذي يتطلب وجود نحو 500 ألف غرفة فندقية في مصر، تمتلك منها الأن نحو 215 ألف غرفة فندقية فقط، مشيرا إلي أن أعداد الغرف الفندقية زادت خلال الفترة من يونيو 2022 إلي يونيو 2023 بنحو4311 غرفة فندقية، وأنه بنهاية عام 2024 سيصل عدد الغرف الفندقية بمصر إلى نحو 250 ألف غرفة.
ودعا النائب حازم الجندي إلي إطلاق مبادرة VISIT ME IN EGYPT، كون أهم الاهتمامات والتوجهات الحديثة في السياحة عموما والسياحة المستدامة بشكل أكثر دقة هو الاطلاع على ثقافة السكان المحليين وثقافتهم، لذلك من الضروري تعزيز الوعي السياحي لدى المواطن المصري وليس فقط العالمين والمهتمين بالقطاع، وترك المساحة للسائح للاحتكاك والتعايش مع المجتع المحلي والمصري مشهور في العالم أجمع بانه ودود ومضياف ويتبقى مزيد من الوعي.
ولفت الجندى، إلي أن المبادرة تستهدف استغلال السوشيال ميديا في اطلاق دعوات بلغات أجنبية لزيارة مصر، قائلا: لدينا 45 مليون حساب نشط على السوشيال ميديا، نفترض معرفة 10 مليون منهم بلغة أجنبية والنسبة تزيد عن ذلك، فمن خلال المبادرة يمكن لكل شخص من 10 مليون الترويج لمصر لصديق أجنبي واحد على الأقل والترويج لثقافتنا المحلية المتعددة ووجهاتنا المتعددة وبتكلفة صفر، وتكون النتيجة حملة شخصية لملايين الأشخاص في العالم لزيارة مصر وتحقيق أحد اهم معايير السياحة المستدامة وهي الاحتكاك بالسكان المحليين، كما أن ذلك سيعزز بشدة وبطاقة شعبية متفجرة من ذاته من الوعي السياحي وإدراك أن السياحة أحد الحلول العاجلة والسحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة