وراء كل لاعب عظيم، رحلة كفاح زاخرة بالمثابرة والتحدي، ويظل اسم محمود حسن تريزيجيه لاعب طرابزون سبور التركي والمنتخب الوطني ضمن أبرز تلك القصص، بعدما استطاع أن يعبر عن موهبته بثقة وبات أحد أعمدة المنتخب الوطني الرئيسية في الفترات الأخيرة، رغم غدر الإصابات التي مر بها.
محمود حسن تريزيجيه كتب عليه أن يكون مصدر الهام سواء على مستوى ناديه أو منتخب مصر، فمن تغفل ذاكرته ذلك الجنون الذي صاحب أدائه عندما اخترق دفاعات الكونغو في ملعب برج العرب ليحصل على ضربة جزاء تاريخية التي جاء منها هدف التأهل الى كأس العالم خاصة وأن تلك الضربة، جاءت من خلال مجهود ومهارة غير عادية دون خوف على قدميه مثل يفعل الكثير من اللاعبين الذين يحرصون على مستقبلهم مع النادي على حساب المشوار الدولي.
وخلال مشاركته مع الفراعنة في كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في كوت ديفوار، تألق تريزيجية وسجل أهدافاً حاسمة، كان أخرها هدف التعادل مع الرأس الأخضر والذي قاد الفراعنة للتأهل من عنق الزجاجة بدور المجموعات إلى دور الـ 16 كثاني المجموعة، ورغم تلك المساهمات الفعالة ظل تريزيجية بطلاً في الظل، بعيداً عن صخب المساندة الجماهيرية حتى أدركت الجماهير القيمة الفنية لنجم الفراعنة في نسخة الكان القائمة وباتت تطالب بمشاركته أساسياً في كل لقاء.
بدأ محمود تريزيجيه ممارسة كرة القدم في عمر 7 سنوات في شوارع مدينة كفر الشيخ مع الأطفال، ولم تمنع ما عاناه من ظروف صعبة، ومرض والده، من تحقيق حلمه في الالتحاق بأكاديمية النادي الأهلي وكان عمره 9 أعوام وساعده في ذلك شقيقه الأكبر أحمد والذي لازمه في مشواره اليومي من كفر الشيخ إلى مقر النادي الأهلي بمدينة نصر من أجل حضور التدريبات، وكان يلعب في مركز المهاجم في بداية مشواره، ونال لقبه للتشابه بينه وبين النجم الفرنسي ديفيد تريزيجيه.
ومع بداية تألق تريزيجيه داخل أكاديمية النادي الأهلي، تعرض لصدمة قوية بعد وفاة والده وكان عمره قد تجاوز 10 أعوام، وكان والد تريزيجيه قد أوصاه برعاية أشقائه وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم على الرغم أنه كان الأصغر سناً بين أشقائه، قائلاً له "أنت اللي هتسكن أخواتك في عماير".
لعب تريزيجيه لأندية الاهلي وأندرلخت وموسكرون البلجيكيين، وقاسم باشا التركي وأستون فيلا الإنجليزي، وحالياً طرابزون سبور التركي، واستطاع أن يحقق بطولة إفريقيا للشباب تحت 20 سنة مع منتخب مصر كما استطاع أيضاً أن يضع اسمه ضمن الحاصلين على بطولتي 2012 و2013 من دوري أبطال أفريقيا مع النادي الاهلي، كما حصد العديد من الألقاب الأخرى مع المارد الأحمر.
هدف محمود تريزيجيه في شباك الرأس الأخضر، جاء ليكون الثالث له في ثلاث دورات لكأس الأمم الأفريقية على التوالي حيث أحزر في زيمبابوي بنسخة 2019 وضد المغرب في نسخة 2021، بالإضافة إلى الهدف الذى سجله في تعادل الفراعنة أمام الرأس الأخضر، باللقاء الذى انتهى بالتعادل الايجابى بهدفين لمثليهما.
وتساوى محمود تريزيجيه بالهدف الذى سجله مع كل من حسن شحاته وطاهر أبوزيد وعماد سليمان وطه إسماعيل وحسنى عبدربه فى اجمالى الأهداف حتى الان مع المنتخب.
وبشكل عام شارك محمود تريزيجيه في 69 مباراة مع المنتخب الوطنى، سجل خلالها 16 هدفا، و صنع 9 لزملاؤه بينما لم يحصل سوى على إنذار واحد فقط خلال تلك المباريات .
يذكر أن منتخب مصرخاض مباراة الرأس الأخضر الأخيرة بتشكيل يضم كلا من: محمد الشناوي، أحمد فتوح ومحمد عبد المنعم وأحمد حجازي ومحمد هاني وحمدي فتحي ومروان عطية وإمام عاشور وعمر مرموش وأحمد سيد زيزو ومصطفى محمد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة