لم يفكر يوما أنه سوف يتغير به الحال من شاب حاصل على دبلوم تجارة ويعمل سائق سيارة إلى أحد المفكرين والعلماء الحاصلين على الدكتوراه، خاصة بعد أن تقدم به العمر ويحمل على عاتقه أسرة كاملة، إلا أن شغفه للعلم وحبه لكتاب الله وخاصة سورة البقرة دفعه إلى التوجه لكتاب القرية التى يسكن بها، حتى يحفظ فقط سورة البقرة لتكون حصنا له، لكن كانت تلك بدايته مع كتاب الله لتتوج فى نهاية الطريق وهو فى سن الـ53 بشهادة الدكتوراه .
قال الشيخ ماهر محمد جاد من قرية الشيخ حسين مركز ملوى جنوب محافظة المنيا، رحلتى مع كتاب الله وتعلم القرآن الكريم بدأت فى سن متأخرة وكان عمرى فى ذلك الوقت 25 عاما، كنت حاصلا على دبلوم تجارة وأعمل سائق سيارة، غير أننى كنت سمعت عن فضل سورة البقرة وكانت أمنيتى أن أحفظها، قررت أن أذهب إلى كتاب القرية بهدف حفظ السورة فقط، لكن وجدتنى بعد أن أتممت حفظها أريد أن أستمر فى الحفظ، وبالفعل حفظت القرآن الكريم كاملا ثم التحقت بمعهد القراءات بالمحافظة وتفوقت.
وأضاف قائلا فى ذلك الوقت سمعت عن معهد كلية القرآن الكريم بمحافظة الغربية فقررت الالتحاق بها، رغم أن ذلك كان صعبا بالنسبة لى، لكنى قررت أن أذهب إليها وأتعلم، واستطعت أن أتفوق هناك وحصلت على الشهادة، وكانت تلك هى أصعب الأيام خاصة أنى تركت الأسرة، لكن ما كان يدفعنى هو تشجيع أبنائى لى حتى أتعلم.
وتابع الشيخ ماهر: "المرحلة التالية لى مع دراسة القرآن الكريم والحديث كانت فى جامعة المنيا، تقدم لكلية الدراسات العربية والإسلامية، للحصول على الماجستير وبالفعل حصلت عليه عن رسالتى مقاصد القرآن عند الشيخ الشعراوى حصلت على الرسالة بتقدير امتياز، بعدها قررت الحصول على الدكتوراه وبالفعل تحقق حلمى وحصلت على الدكتوراه، رغم أن هناك الكثير من المحيطين بى حاولوا أن أتوقف عن استكمال الدراسة إلا أننى كنت على إصرار على الاستمرار فى التعلم، وكان تتويج ذلك أن احصل على الدكتوراه والحمد لله.
واستطرد الشيخ ماهر قائلا إن رحلة التعلم رغم التقدم فى العمر كانت بالنسبة لى أجمل ما حدث، ومن أجل ذلك جميع أبنائى دخلوا الأزهر الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة